العنف في أمة منقسمة

2011-05-30 - 6:26 ص



باتريك كوكبورن - صحيفة الجاردين:
20/5/2011
ترجمة: مرآة البحرين

ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة التقى بديفيد كاميرون في لندن بالأمس في محاولة لإعادة سمعة الجزيرة الملطّخة، ولكن لا يوجد إشارة بشأن تخفيف وطأة الاضطهاد الحكومي. المنتقدون للنظام البحريني قالوا بأن الشيخ سلمان- الذي دعا لحوار بين الغالبية الشيعية في المجتمع- فقد تأثيره مقابل الأطراف القوية المدعمة بالسعودية في عائلة آل خليفة المالكة.

وزير سابق في الإمارة الخليجية (المملكة)، الذي فضّل عدم ذكر اسمه قال:" الاعتداء الحكومي المحصور على الشيعة يبرر فقط نية الحكومة في تغيير التوازن الديمغرافي ضد الشيعة ولمصلحة السنة". وأضاف: بعزل آل خليفة نفسهم عن الغالبية في المجتمع تجعلهم على اعتماد كليّ على السعودية".
سياسيون شيعة في البحرين قالوا إنّ التغيير الديمغرافي قائم على قدم وساق. علي الأسود، نائب برلماني شيعي قال: تم فصل أو توقيف 2000 عامل أغلبهم من الشيعة." الحكومة تحاول إرغامهم وعوائلهم على مغادرة البحرين. بعضهم غادر للكويت والإمارات العربية المتحدة، وآخرون يقدمون على ترخيص (فيزا) للعمل في أماكن أخرى. تم تأكيد هذه الإحصائية من منظمة العمال العالمية.

محمد صادق، من مجموعة العدل للبحرين قال إنّ 850 طالباً بحرينياً في بريطانيا قد تُسحب بعثاتهم لمشاركتهم في مسيرات مطالبة بالديمقراطية. كثيرٌ منهم قد يقدّم على لجوء سياسي.وأضاف: " 1500 طالب بحريني في بريطانيا يدرسون على حسابهم الخاص، ولكنّ مستقبلهم في خطر؛ لأنه أقرباءهم في البلد الذين يدفعون رسومهم تمّ اعتقالهم أو فصلهم".
هدم 27 مسجداً شيعياً وكثير من أماكن التّجمع الدينية منذ بدء حملة القمع في منتصف مارس، بعثت برسالة للمجتمع كله بأن مصيرهم في هذه الجزيرة في خطر. يوسف الخوئي من مؤسسة الخوئي- مؤسسة خيرية في بريطانيا، قال:" أحد هذه المساجد عمره 400 سنة، وهدمه مع مساجد أخرى كثيرة مخيف للمجتمع الشيعي في البحرين وهي الأعرق في العالم".

عدد سكان البحرين 1.2 مليون، نصف هؤلاء أبناء البلد، و من هؤلاء تقدر نسبة الشيعة 70%. ملوك آل خليفة من السنة، و كذلك 60000  عسكري كلهم من القوات الأمنية الخاصة. طالب الشيعة مراراً بوقف الآلية السريعة في التجنيس السياسي للسنة الغرباء في حين تمنع ذلك عن الشيعة. السيد صادق قال بمنح 10آلاف و محتمل 20 ألف من الغرباء " تم منحهم الجنسية البحرينية منذ الحملة الأمنية". تقرير باكستاني يظهر استجلاب 1000 رجل من قوات الأمن واستخدامهم في شغب البحرين ضد الشيعة، و التي أدّت فيما بعد لقتل دبلوماسي سعودي.

والعذر في التسريح الجماعي في القطاعين الخاص و العام هو مشاركتهم في الإضراب العام لتحقيق الديمقراطية والإصلاح في 13 مارس. اتحاد النقابات في البحرين قال إنّ الموظفين في القطاع الخاص خضعوا لضغط حكومي لتسريح العمال الذين أيّدوا التظاهرات. فصل جماعي تمّ في شركات نقط البحرين و طيران الخليج.
شدة القمع الأمني في البحرين محيرة كما عبر بعض السياسيين في الخليج. قال أحد القادة السياسيين:"توقعنا من الملك أن يبقى خارج النزاع بدل أن ينضم للجهة السّنية".

المظاهرات المطالبة بالديمقراطية كانت أقلّ وطأة في البحرين مقارنة بتونس، مصر ، ليبيا و اليمن. والمتظاهرون قدموا مطالب معتدلة بتغيير النظام. و لكن يبدو بأن حكام آل خليفة و آل سعود بدأوا يشعرون بالخوف بعد سقوط حسني مبارك في مصر. " التفسيير لما حصل هو انقلاب سعودي" كما صرّح أحد المراقبين.

الملوك السنة في الخليج يحكمون في المنطقة الوحيدة في العالم التي لازالت الملكية المطلقة موجودة بشكل طبيعي فيها، و يخاف هؤلاء الملوك من أي تهديد لحكمهم. و مع عدم وجود أي دليل على تدخل إيراني في البحرين، إلا أنهم يصدقون ادعاءاتهم بتحوير المسيرات المطالبة بالديمقراطية. وفي الحقيقة شيعة البحرين يرجعون للنجف في العراق بشأن مرجعيتهم الدينية. و قد شددوا مؤخراً بأن ردة فعل شيعة البحرين ينبغي ألا تكون عنيفة، ولكنهم حذّروا بأن هذا الكبت لا يمكن أن يستمرّ طويلاً.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus