ولي العهد إلى الواجهة من جديد، هل ثمة ما ننتظره قريباً؟

2013-06-28 - 1:43 ص

مرآة البحرين ( خاص): لم تعد سراًّ، اللقاءات المكوكية والتحركات التي تتجه نحو حلحلة الأزمة السياسية في البحرين، ولم يعد خافياً أن ولي العهد هو بطل هذه التحركات وهو الطرف الموكل للقيام بهذا الدور، وبهذا يعود مرة أخرى إلى المشهد الذي غاب عنه لعامين. كما لم يعد  جديداً، أن ما سيتم هو برعاية ودعم (أمريكي بريطاني) وتحت إشرافهما. لكن ما هو غير محسوم حتى الآن، إلى أين وصلت هذه التحركات، وما مدى قدرتها على إخراج البلد من الأزمة السياسية العاصفة طوال عامين، وكم من الوقت أكثر سنحتاج في انتظار خروج نتائجها للفضاء العام.

ففي بداية شهر يونيو الجاري، زار ولي العهد سلمان بن حمد كلاً من واشنطن ولندن، كذلك كندا. في تلك الزيارة اصطحب معه نائب رئيس الوزراء محمد بن مبارك، ووزير الديوان الملكي لشؤون المتابعة أحمد عطية الله.

المعلومات الأكيدة، أن ولي العهد حمل معه في تلك الزيارة مشروعاً، تعتقد العائلة الحاكمة أنه يحمل الحل للأزمة الناشبة في البحرين منذ 14 فبريار 2011. لم تُطلع العائلة الحاكمة أي طرف بحريني على مبادرتها، فقد هدفت لاستحصال موافقة واشنطن ولندن، لحشر المعارضة في الزاوية بعد ذلك، بأن توافق وإلا ستكون هي الرافضة لحل تحصل على موافقة أميركا وبريطانيا.

الجمعيات المعارضة من جانبها، عرفت بفحوى الزيارة وهدفها، فاستبقت وصول ولي العهد إلى واشنطن، وأرسلت رسالة مكتوبة إلى الإدارة الأميركية، مفادها أن المعارضة لم تتم استشارتها ولا إطلاعها بشأن المبادرة التي يريد ولي العهد طرحها على الأميركيين، ووضعت في الرسالة الخطوط الأساسية التي يجب أن يكون الحل وفقها.

من واشنطن لا يوجد الكثير من المعلومات، لكن المتاح هو أن الأميركيين رأوا أن ما تقدم به ولي العهد يجب أن يكون ضمن توافق مع المعارضة، لكن الرأي النهائي للأميركيين ليس معروفاً بعد، وقد عرض ولي العهد مبادرته على البريطانيين أيضاً. عدد من القريبين من دائرة اتخاذ القرار في المعارضة توقعوا أن الحل الذي قد يطرحه ولي العهد خلال الفترة المقبلة غير ملبٍ لتطلعات البحرينيين، لكن المعارضة لم تعلن حتى الآن أي شيء، سوى تلميحات الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي عبدالنبي سلمان، بأنه يجب على الجمعيات ابداء مرونة تجاه أي حل سياسي يطرحه الحكم.

بعد عودة ولي العهد من الزيارة، ذهب فوراً في 17 من يونيو الجاري إلى القيادة العامة لقوة الدفاع، وأطلع المشير خالد بن أحمد على نتائج الزيارة، وبعد أيام، تم تجديد الاتفاقيات الدفاعية بين البحرين وأميركا.

وفي اليوم التالي، كان اللقاء اللافت في 18 يونيو الجاري، بين ولي العهد وكلٍ من السفير البريطاني إيان لنزي، و السفير الأمريكي لدى البحرين توماس كراجيسكي، وبحسب الخبر الرسمي يمكن ملاحظة العبارة التي قالت “تناول اللقاء نتائج زيارة سموه الأخيرة لكل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، والتي كان لها أثر إيجابي في تعزيز التعاون في شتى المجالات والتفاهم حول العديد من المواضيع”. وتأكيد ولي العهد ”على استمرار نهج مملكة البحرين في تأصيل القرارات الوطنية التوافقية الجامعة”.

عبارة "التفاهم حول عدد من المواضيع " التي وردت في البيان، كانت لافتة، لكن ليست واضحة أيضاً. لكن اللافت أكثر كان زيارة السفير البريطاني لرئيس الوزراء في نفس اليوم، وما خرج من بيان رسمي بعد اللقاء، أكد فيه رئيس الوزراء “على أهمية الاستقرار، وإبعاد البحرين عن النزاعات الاقليمية”. ومعروف أن الاستقرار وفق مفهوم رئيس الوزراء يتحقق ببقائه على كرسيه.

بعد لقائه بولي العهد، التقى السفير البريطاني بالملك، وتلاه في يوم آخر السفير الأميركي الذي اصطحب معه ادميرالاً عسكرياً للقاء الملك. وعن اللقائين بثت وكالة الانباء الرسمية أن هناك ارتياحاً مشتركاً من نتائج زيارة ولي العهد للندن وواشنطن.

وفي محاولة لتظهير هذا اللقاء، تحرك رئيس تحرير صحيفة الوسط، وأجرى لقاءاً مع السفير البريطاني، كان واضحاً من الأسئلة أنها تبحث عن شيء محدد، بدوره السفير البريطاني لم يكن غامضاً حين قال في إجابة له “لقد تحدثنا إلى سمو ولي العهد عن زيارته الأخيرة، التي أكدت وقوف أهم حليفين للبحرين (بريطانيا وأميركا) مع الخطوات الإصلاحية التي تود البحرين اعتمادها للخروج من الأزمة السياسية بتعافٍ وتماسكٍ مجتمعي، وأعود لأؤكد أنه لا يوجد فرق بين سياسة بريطانيا وسياسة أميركا تجاه البحرين، وإن السياسة البريطانية متسقة مع السياسة الأميركية وكلتاهما تدعمان إصلاحات حقيقية في البحرين”.

لافتة جداً هي العبارة”الخطوات الإصلاحية التي تود البحرين اعتمادها للخروج من الأزمة السياسية بتعافٍ وتماسكٍ مجتمعي”.

وكتتويج لما يدور، زارت البحرين مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الادنى بالإنابة السفيرة بيث جونز، والتقت ولي العهد الذي قال “إن مملكة البحرين مستمرة بخطى ثابتة في تحقيق التطلعات الوطنية الجامعة”.

حدثت لقاءات هامة جداً في البلاد بعد ذلك، ليس مناسباً طرح بعضها، لكن من المهم معرفة أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الادنى بالإنابة السفيرة بيث جونزان، التقت وفداً صغيراً عن الجمعيات السياسية المعارضة، إلا أن المضحك أنها حين أرادت الالتقاء بوفد من جمعية تجمع الوحدة الوطنية (تجمع الفاتح) صُدمت بحضور وفد ضخم مكون من ثلاثين شخصاً، كان بينهم الكاتبة في صحيفة الوطن سوسن الشاعر. ويمكن لأي متابع معرفة ما يجري من خلال الاستياء البالغ الذي تحدث به سوسن الشاعر في مقالها اليوم الخميس 27 يونيو 2013  وأشارت فيه لزيارة السفيرة بيث جونزان للبحرين، وكأنها كررت ما قالته داخل الاجتماع.

ما المشروع الذي يحمله ولي العهد وما مدى قدرته على تلبية تطلعات الشعب في ظل التضحيات الجسيمة التي قدمها طوال أكثر عامين كاملين.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus