مرآة البحرين (خاص): عكست الصحف العربية والخليجية أمس الاثنين ما يجري في مملكة البحرين وركزت الصحف اللبنانية بينها على نفي المعارضة البحرينية لأي حوار سياسي مع السلطة بعد إلغاء حالة الطوارىء في البلاد في الأول من يونيو/ حزيران. كما نقلت تسريبات بحرينية عن نية الملك إعلان عن عدد من الخطوات للتهدئة، واعتراف وزارة الدفاع البريطانية بقيام طاقم عسكري بريطاني، بتدريب القوات السعودية، التي يشارك قسم منها في العمليات العسكرية في البحرين. فيما ركزت الصحف بعض العربية والخليجية على تصريحات الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الرافضة لأي تدخّل من إيران أو السعوديّة في شؤون البحرين.

وقد نشرت صحيفة "السفير" اللبنانية نقلاً عن مراسلها في المنامة، نفي مصدر رفيع في المعارضة البحرينية لما أعلنه مصدر رسمي لصحيفة الـ «لوموند» الفرنسية قبل أيام، من أن اتفاقا قد جرى بين النظام البحريني والمعارضة على انطلاق حوار سياسي بعد إلغاء حالة الطوارئ في الأول من حزيران المقبل.

ونقلت "السفير" عن مصدر رفيع في المعارضة قوله  «مع احترامنا الكامل لمصداقية صحيفة «لوموند»، لكن ما صرح به مصدر رسمي للصحيفة ليس صحيحاً أبداً». وأضاف «هناك حملة علاقات عامة يقوم بها النظام في أوروبا وأميركا وهذا التصريح جزء من هذه الحملة لكنه غير صحيح أبداً».

إلى ذلك نقلت الصحيفة اللبنانية عما أسمته مصادر ميدانية "أن قوات درع الجزيرة والجيش في البحرين بدأوا انسحابا بطيئا من محيط ميدان اللؤلؤة". كما تحدثت عن "تأجيل ملك البحرين للقاء له مع بعض الصحافيين إلى الثلاثاء وأشارت إلى"تسريبات بأن الملك قد يعلن بعض الخطوات للتهدئة".
ومن جانب آخر، نقلت "السفير" عن بيان لـ«ثورة 14 فبراير» تأكيده "أن التحرك سيبدأ منذ الأول من حزيران المقبل، على أن يكون يوم 3 حزيران الذي يصادف الجمعة المقبلة هو يوم التظاهرات الكبرى لاستعادة ميدان اللؤلؤة من جديد".

وفي إطار الاستعدادات، لفتت الصحيفة اللبنانية إلى بيان لمجموعة شبابية (بحرينية) تسمي نفسها «شباب الأول من يونيو» صدر تحت عنوان «هبت رياح الجنّة»، شددت فيه على سلمية التحرك بالقول «سنعود بسلميتنا كما كنا، وسنغير شيئا واحداً هو تغطية وجوهنا بلثام العزة اتقاء من حفرة وقعنا فيها يوم أن ظننا أننا نتعامل مع نظام به عقل صغير، لكن الجنون أفصح عن نفسه، لذا سنلثم وجوهنا اتقاء أعين العدو، إن قانون الطوارئ الذي لم يسلم منه لا طفل ولا امرأة ولا رجل ولا كهل ولا عجوز، انقضت أيامه".

تدريبات بريطانية لقوات سعودية.

كما نقلت "السفير" مقالة مترجمة عن صحيفة الغادريان البريطانية" قالت فيه "اعترفت وزارة الدفاع البريطانية بقيام طاقم عسكري بريطاني، بتدريب القوات السعودية، التي يشارك قسم منها في العمليات العسكرية في البحرين. وقالت الوزارة إنّ التدريبات التي تقدّم بصفة دورية للحرس الوطني السعودي تشمل العمل الميداني، واستخدام الأسلحة، والمهارات العسكرية العامة، والسيطرة على الحوادث، ومعالجة القنابل، والتفتيش، وحفظ النظام العام، واستخدام بنادق القنص». وكشفت وزارة الدفاع البريطانية أنّ لندن أرسلت خلال عام واحد 20 فريقا للتدريب، دفعت السعودية أجرة أفرادها بالإضافة إلى المزيد من التقديمات كالسكن والنقليات.
وكان وزير الدفاع البريطاني قد أكد الأسبوع الماضي أمام البرلمان أنّ بعضاً من أفراد القوات السعودية الموجودة في البحرين «قد يكونون تلقوا تدريبات عبر البعثة العسكرية البريطانية».

وفي ردود الفعل على إعلان وزارة الدفاع البريطانية الذي كشفت عنه الـ«أوبزرفر»، قال الناشط في «حملة ضد تجارة السلاح» نيكولاس غيلبي، إنّ قيام البريطانيين بتدريب القوات السعودية منذ أعوام «سمح للسعوديين بتطوير أساليب خاصة لقمع الاحتجاجات في البحرين».
واستغرب النائب البريطاني عن حزب «بلايد سيمرو» جوناثان إدواردز، موقف حكومة بلاده «في تدريب قوات للحفاظ على الأنظمة غير الديموقراطية»، كما اعتبر أنّ «من النفاق أن يتحدث القادة البريطانيون عن دعم الحريات في الشرق الأوسط، بينما يقومون بتدريب القوات الأمنية التابعة للأنظمة الدكتاتورية».

سلمان: لا نسعى لإقامة دولة دينية

وفي ضوء ذلك نشرت صحيفتا "السفير" و"الأخبار" اللبنانيتان و"عكاظ" السعودية و"الشرق" القطرية، مواقف الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان، ونقلت الأخبار عنه قوله إن «البحرين بكل تأكيد مطالبة بإصلاحات جدية. الأكيد أنه لن يكون هنالك استقرار من طريق القمع». وأكد أنه «ليس هناك من حل أمني. هناك حاجة إلى الإصلاح السياسي».  وأضاف سلمان إن «الشعب يريد إصلاح النظام» وإنه «لم نرفع يوماً شعار إسقاط النظام». وأوضح أن المتظاهرين كانوا يقلدون المتظاهرين في تونس، لكن غالبيتهم هي مع الملكية الدستورية». وأكد قائلاً «لا نريد لإيران أن تتدخل في شؤوننا الداخلية ولا السعودية».

ونقلت "الاخبار" أن الشيخ عبد اللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية البحريني أنه قال إن «زعماء المعارضة الشيعية في البحرين الذين يتبنون برنامجاً طائفياً، المتصلين بالقيادة الدينية في إيران خطفوا الحركة الديموقراطية التي بدأت في شباط». واتهم المحمود "القيادات السياسية والجمعيات السبع بأنها فشلت في إدارة الحوار، والمطلوب أن يعيدوا في ما بينهم تكوين أنفسهم، وخاصة حسب ما أظنه أنهم سيغيرون القيادات السياسية لهذه الجمعيات، وخاصة الوفاق».

من جانبها ركزت الصحف السعودية ومنها "الجزيرة" رسالة رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة للملك السعودي لمناسبة الذكرى السادسة لمبايعته ملكاً على المملكة العربية السعودية، وأشاد فيها "بمواقف المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين المشهودة في دعم مملكة البحرين".

رئيس الوزراء يثمن المواقف السعودية.

أما صحيفة "الوطن" الكويتية فقالت "إن رئيس الوزراء الكويتي تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة وجرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في شتى المجالات بما يعود بالرخاء والاستقرار على الشعبين الشقيقين".

ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن رئيس وزراء البحرين إشادته بـ "المنابر الإعلامية الكويتية التي وقفت مع الحق وساندت البحرين في الأحداث التي مرت بها في الآونة الاخيرة". ونقلت عنه دعوته خلال استقباله رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية أحمد الجارالله إلى مواجهة الإعلام الذي يسعى للتضليل وقلب الحقائق بالكلمة الصادقة والنزاهة والمصداقية". كما نشرت "أخبار اليوم" الكويتية الخبر ذاته وكذلك صحيفة "الخليج" الاماراتية.

من جانبها نقلت "الاهرام" المصرية تصريحات وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية العميد أحمد وحيدي لوكالة انباء فارس نفى فيها تدخل بلاده في البحرين وقال "إن الذي يراقب الوضع بهذا البلد (البحرين) يرى بأم عينيه من هم الذين يتدخلون في الشؤون الداخلية لهذا البلد"، مضيفاً "انه ومن خلال نظرة بسيطة يمكن معرفة البلد الذي احتل البحرين بقواته العسكرية ويتدخل في شؤونه الداخلية".

من جانبها أوردت صحيفة "البعث" السورية أن المؤتمر القومي العربي في دورته الثانية والعشرين أكد في ختام اجتماعاته  تجديد المؤتمر "للمطالب الإصلاحية لشعب البحرين" ودعا "إلى حوار جدي وشامل بين السلطة وكل مكونات المجتمع البحريني"، كما شدد على "ضرورة الكف عن سياسات التدخل الخارجي في البحرين".