إميل نخلة: الحكومة البحرينية تجازف بعلاقتها مع واشنطن بمواصلة إهانة «كراجيسكي»

 السفير الأمريكي توماس كراجيسكي
السفير الأمريكي توماس كراجيسكي

2013-07-11 - 12:43 م

مرآة البحرين (خاص): ليس هذا خبراً جديداً: أن البحرين تعتمد مقاربتين مختلفتين إزاء حليفيها البريطاني والأميركي. ففيما يتلقّى السفير الأميركي في المنامة توماس كراجيسكي وجبات الرّشق اليومي والمبرمج في تصريحات مسئولي النظام، لا سيّما «المشير» خليفة بن أحمد ووسائل إعلامه، يستمتع السفير البريطاني إيان ليزي بساعات المرح «الحلوة» وملاعبة الملك في ساحات الغولف الخضراء المعشبة، التابعة له. فهل تجازف البحرين باللعب على حبل التناقضات في «نادي الكبار»، أم أننا لا نرى سوى الجزء الظاهر من الصورة فقط؟ سؤال ألقته «مرآة البحرين» على الضابط السابق في المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" إميل نخلة، وفيما يلي مقتطفات من إجابته:

يقول «في التحليل الأخير لمحاولة الملك (حمد بن عيسى آل خليفة) وضع إسفين بين الأميركيين والبريطانيين على الخليج ستكون له نتائج عكسية. كما نقول هنا، إن هذا أكبر بكثير من ما يتوقع».

وأوضح نخلة «المفاهيم الأميركية ـ البريطانية المتعلقة بالخليج تعود إلى أواخر العام 1940 خصوصا فيما يتعلق بدييغو غارسيا (جزيرة وسط المحيط الهندي تحوي قاعدة  عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة)»، مضيفاً «مع الدعم البريطاني، وقعت أميركا والبحرين على اتفاقية إسناد لمرفق البحرية الأميركية في الجفير بالقرب من ميناء سلمان، فجاءت هذه الاتفاقيات عندما كان الملك شابا جدا». 

يتابع «في الواقع، مباشرة بعد استقلال البحرين قضى الملك سنة في دراسة العسكرية والاستراتيجيات السياسية والقيادية في الجيش الأميركي وكلية الأركان العامة في قلعة ليفينوورث، كنساس».

وقال نخلة «خلال تلك السنة، كان عليه (الملك) أن يعرف المصالح الاستراتيجية الأميركية في تلك المنطقة، خاصة وأن البريطانيين قد انسحبوا من شرق السويس قبل أربع سنوات وأن البحرين اختيرت من أجل الاستقلال بدلا من الانضمام إلى الإمارات الأخرى في الاتحاد التي أصبحت الإمارات العربية المتحدة». وأردف «من نظرة قريبة، وجد آل خليفة الدعم من أميركا عند النزاع الإقليمي مع الجارة قطر التي قررت أن تكون ضد الانضمام إلى الاتحاد».

وبحسب نخلة، فإن «علاقة الملك الشخصية الوطيدة بالسفير البريطاني في البحرين (إيان لينزي) لا تسمح له بتجنب الإصلاحات الجدية والاختباء وراء العلم البريطاني، مشيرا إلى أن «إهانة الدبلوماسيين الأميركيين بالاضافة الى سفيرنا (توماس كراجيسكي)، سواء كانت الإهانة مباشرة أو من خلال بلطجية مدعومة من قبل عناصر من آل خليفة، لن يكون في وسعه أن يحظى بصداقة الملك في واشنطن»، مضيفا «في نهاية المطاف، الحكام المتبقون من العائلة سيتم انتخابهم من قبل الشعب البحريني».

وأشار إلى أن «القوى الخارجية اختتمت مرة حديثها بأن القمع في البحرين والعودة إليه قد يأخذ مجراه. واشنطن وليس لندن، ستكون النافدة الخارجية التي قد تساعد الشعب البحريني للاحتفال بربيع البحرين».

وإذ اعتبر نخلة أن «الإصلاحات الحقيقية في البحرين ليست علم صواريخ. الطرق لمثل هذه الإصلاحات كانت واضحة منذ سنوات»، ذكر أن «المطالب معتدلة وقابلة للتنفيذ وليست ثورية وليس لها حل: البرلمان الجديد، دستور جديد، ورئيس جديد للوزراء هي العمود الفقري لأجندة الإصلاح الحقيقي، الذي يمكن أن تؤسس الملك من تلقاء نفسه». واستدرك نخلة بالقول «لكن هذا يتطلب الرؤية و الشجاعه والكفاءة» على حد تعبيره.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus