الخليج في كتاب "التوازن غير المستقر" : مجمع أمني أقليمي والحدود بين دوله باتت نقاطًا لتبادل الأشخاص

2013-07-18 - 12:58 م

مرآة البحرين (خاص): صدر عن "مطبعة الثقافة الجديدة" (Edizioni Nuova Cultur) كتابًا تحت عنوان "ا" (The Uneasy Balance: Potential and Challenges of the West's Relations with the Gulf States)، وهو كتاب صادر في 2013م، ويقع في 160 صفحة موزعة على ثلاثة عشر قسمًا.

ويضم هذا الكتاب الأبحاث التي عرضها باحثون مشاركون في ندوة الأمن عبر المحيط الأطلسي، والتي تَرَكَّز الحديث فيها عن شؤون الخليج العربي، والشرق الأوسط، والأمن، والسلام.

ويذكر "ريكاردو ألكارو" (Ricardo Alcaro)، مدير برنامج ندوة الأمن عبر المحيط الأطلسي، في حديثه عن الغرب ودول الخليج في فجر الألفية الجديدة، أن الغرب ودول الخليج اتخذوا منحى جديدا، مشيرا إلى أن أميركا لم تعد تعيش عصرا ذهبيا بعد خوضها حربين فاشلتين في العراق وأفغانستان، الأمر الذي أدى إلى انعدام مصداقيتها.

و"كريستيان كوش" (Christian Koch)، مدير "مؤسسة مركز الخليج للأبحاث" (GRCF)، أضاء على التحديات في التحولات السياسية والاجتماعية في العالم العربي مؤهرا، والتي أدت إلى تأثر جول مجلس التعاون الخليجي الغنية نفطيًّا. وقد بين "كوش" أن دول مجلس التعاون الخليجي لم تبدِ أي ردة فعل سلبية تجاه ما يحصل من ثورات في العالم العربي باستثناء البحرين والكويت، مركزًا على السياسة الداخلية التي تعتمدها هذه الدول للحد من تأثيرات الثورات في البلدان الأخرى في حكمها. كما أشار إلى نقاط الالتقاء بين الغرب والدول الخليجية (إيران).

أما "كلير سبنسر" (Claire Spencer) رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، من تشاثام هاوس في لندن، و"جين كينيمونت" (Jane Kinnimont)، الباحثة في المجال نفسه، فقد كان موضوع بحثهما تحت عنوان "الربيع العربي: الديناميات المتغيرة للتعاون بين الغرب ودول مجلس التعاون الخليجي"؛ ذلك أن الثورات العربية أدت إلى توثيق العلاقات بين الطرفين. وذكرت الباحثتان أن الشراكة بين الدول الخليجية والغرب أدت إلى تنسيق السياسات المرتبطة بالدول التي خضعت لتحولات سياسية محدودة، كاليمن، وأخرى خضعت لتحولات قاسية، كسوريا وليبيا. لكنها في الوقت نفسه أبقت على دعم المملكات الموالية للغرب، والتي أيضًا عانت اضطرابات كبيرة، ومن أبرز هذه الدول، البحرين.

وتطرّق "سايمون هندرسون" (Simon Henderson)، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إلى نظرة الغرب للشرق الأوسط قبل ما يسمى بالربيع العربي، حيث كانت المنطقة مصدرًا للطاقة، وتحديدًا الطاقة النفطية، وفي المقابل، مصدرًا للخطر بسبب الأصولية الإسلامية، المتمثلة بشكل أساسي بإيديولوجية القاعدة، إضافة إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والنظام الثوري الإيراني وبرنامجه النووي، الذي، باعتقاد دول مجلس التعاون الخليجي، يهدد التواجد الاسرائيلي، والسعودية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة.

وقد أشار "روزبي بارسي" (Rouzbeh Parsi)، من معهد الاتحاد الأوروبي لأبحاث الأمن في فرنسا، إلى العلاقات الثلاثية بين إيران، والغرب، وحول مجلس التعاون الخليجي، واعتبر أن الخليج يمكن تعريفه على أنه مجمع أمني إقليمي؛ ذلك أن الاهتمامات الأساسية للدول الموجودة في تلك المنطقة، هي محصورة في بعضها البعض، وبالتالي، تحصل هناك معظم التفاعلات. ومن هذا المنطلق، رأى أن الولايات المتحدة الأميركية هي عنصر "مُعَقِّد"، إضافة إلى الهويات العابرة للحدود الوطنية.

"فريدريك ويري" (Fredrick Wehrey)، الشريك القديم في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي في واشنطن، اعتبر أن حكام الدول الخليجية يشكلون نادٍ سلالي، نظرًا للروابط العائلية التي تجمع بين الأسر الحاكمة، ولذا، فإن الحدود الخليجية بين الدول باتت نقاطًا لتبادل الأشخاص، والبضائع، وحتى الآراء. ورأى أن الخوف، الآن، أصبح ملازمًا للهلال الشيعي، والأخوان المسلمين، وغيرهم، مما يوجب تحديد أسس الرد على هذه المخاوف والتهديدات.

وأشار "فلورنس غوب" (Florence Gaub)، الباحث والمحاضر في كلية الشرق الأوسط في جامعة الناتو للدفاع في روما إلى أن قوات الناتو، وقوى مجلس التعاون الخليجي وحّدوا جهودهم لمواجهة تهديد خطر مشترك.

وقد ورد في الملحق الأول، الذي جاء في نهاية الكتاب، خطاب لـ "رولف شوارز"، الذي ألقاه في الندوة ذاتها العام السابق، حول اهتمام الناتو بالشؤون الأمنية الخليجية، والعكس أيضًا، وذلك عقب اجتماع في اسطنبول عام 2004 لإطلاق مبادرة اسطنبول للتعاون، والتي تحدد علاقة الناتو مع دول العالم.

كما يوجد ملحقان آخران، الأول يعرض تقرير ندوة الأمن عبر المحيط الأطلسي لعام 2012، والملحق الأخير يضم لائحة بأسماء المشاركين في الندوة عام 2012 وصفاتهم.

لتحمل الكتاب

التوازن غير المستقر

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus