«التيار الانسحابي» يتقدم داخل الإدارة الأميركية: لسنا مسؤولون عن حماية الأنظمة الخليجية من التمرد

2013-07-19 - 2:30 م

مرآة البحرين (خاص): دعت دراسة أميركية حديثة إلى انسحاب القوات الأميركية من منطقة الخليج، مشيرة إلى أن وجودها في هذه المنطقة يثير العداء للولايات المتحدة ويربطها بأنظمة أوتوقراطية مشكوك في شرعتيها.

ولفتت إلى أن البحرين تعاني  من قلاقل داخلية كبيرة، الأمر الذي يطرح أسئلة حول قابلية استمرار الوجود العسكري الأميركي المتنامي هناك.

جاء ذلك في دراسة أعدها مدير برنامج دراسات الأمن في مؤسسة ماساشيوستس للتكنولوجيا، باري بوسن بعنوان "انسحبوا- الدفاع عن قضية سياسة خارجية أميركية أقل نشاطاً".

باري بوسن، أحد أبرز ممثلي التيار الانسحابي الذي يدعو داخل الإدارة الأميركية إلى تقليص الالتزامات الأمنية- العسكرية الأميركية في العالم إلى حد كبير، والتركيز بدلاً من ذلك على "بناء الأمة" في الداخل الأميركي وعلى تطوير الاقتصاد والبنى التحتية والتعليم.

وفي الفقرات المتعلقة بمنطقة الخليج في الدراسة التي أعدها بوسن قال "على المؤسسة العسكرية (الأميركية) إعادة تقييم التزاماتها في الخليج "الفارسي" (العربي)، إذ يجب على الولايات المتحدة أن تساعد الدول في هذه المنطقة على الدفاع عن نفسها ضد هجمات خارجية"، مستدركا "لكن ليس في وسعها تحمُّل مسؤولية الدفاع عنها ضد تمردات داخلية".

وأضاف "واشنطن لا تزال في حاجة إلى إعادة تطمين دول الخليج حيال الدفاع عنها ضد قوة إقليمية مثل إيران قد تهاجمها وتخطف ثروتها النفطية"، متابعا "لكن لم يعد ضرورياً أن يقيم الجنود الأميركيون قبالة شواطئ هذه الدول، حيث أن وجودهم يثير النزعة المعادية لأميركا ويربط الولايات المتحدة بأنظمة أوتوقراطية مشكوك في شرعيتها".

وتطرق بوسن على سبيل المثال إلى الوضع في البحرين مشيرا إلى أن المنامة تعاني من قلاقل داخلية كبيرة، الأمر الذي يطرح أسئلة حول قابلية استمرار الوجود العسكري الأميركي المتنامي هناك.

وأضاف "وقد أثبت العراق أن محاولة تنصيب أنظمة جديدة في البلدان العربية أمر مخطئ من ألفه إلى الياء. وبالتأكيد، الدفاع عن أنظمة قائمة تواجه ثورة داخلية لن يكون أسهل بأي حال.

من جهته قال الكاتب سعد محيو أن ذلك يفترض أن يدق أجراس إنذار قوية لدى كل الأنظمة الملكية التي لا تزال تراهن على أن الغرب يمكن أن يحافظ على الصفقة التي عقدها مع الإسلام السياسي الخليجي منذ الحرب العالمية الثانية، على رغم كل انقلابات الربيع العربي.

وأضاف قد يقال هنا أن باري بوسن ليس سوى صوت واحد من جمهرة أصوات في أميركا ترفض الفصل بين الصفقة الأمنية وبين التحالف السياسي بين الولايات المتحدة ودول الخليج.

وأوضح "لكن الصحيح أيضاً أن هذا الصوت المنفرد بات يصبح له أنصار كثر، خاصة وأن منطقة الخليج تمتص 15 في المئة من إجمالي النفقات العسكرية الأميركية المكلفة في العالم".

وبيّن أن ذلك يندرج ضمن إطار تطورين إثنين، الأول، استعداد أميركا، كما بدا مع ثورات الربيع العربي، لقلب نوعية تحالفتها مع حركات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، من خلال تبينها للقوى الإسلامية التي تعانق شروط العولمة الليبرالية سياسياً كما اقتصاديا(النماذج التركية والإندونيسية والماليزية.. ألخ).

وتابع أما الثاني، أن الإستراتيجية الكبرى الأميركية في العالم تمر هي الأخرى في مرحلة مخاض وتطوير وتبديل، بفعل تحوّل السلطة الاقتصادية والتجارية من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، وهو مخاض لابد أن يترك تأثيرات جلية على منطقة الشرق الأوسط ومركزها الخليجي.

محيو قال إن المعسكر الانسحابي له اليد العليا الآن في الولايات المتحدة. وهذا واضح من خلال سياسة نفض اليد الفعلية التي تنتهجها إدارة أوباما إزاء الأحداث الجسام في مصر وسورية. الأمر الذي يجب أن يدفع إلى قرع أجراس الإنذار في دول الخليج.

ورأى أن الولايات المتحدة قد لا تكون في وارد التدخل لحماية هذه الدول، في حال أدّت "الثورة المضادة" الخليجية إلى ثورات ارتجاعية ضدها في الداخل تغذيها الصراعات الإقليمية الجديدة.

ورجح أن يتم ذلك فعلا بعد أن فجّر الربيع العربي الخلافات والاستقطابات الحادة داخل المعسكر الإسلامي في المنطقة العربية. وعلى الأخص بعد أن أدّت "الثورة المضادة" إلى ما يشبه إعلان الحرب العلنية بين أطراف الإسلام السياسي.

 

 

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus