مرضى السكلر في مرمى التمييز الطائفي: ليس لكم الحق في العلاج وإذا لم يعجبكم ارحلوا لإيران

2013-07-20 - 12:38 ص

مرآة البحرين (خاص): اختزلت قصة إحدى مريضات السكلر الأزمة التي يعيشها المصابون بمرض الدم الأخطر في البحرين، فقد أظهرت قصتها حجم التمييز الطائفي الذي طال حتى المرضى.  

مركز البحرين لحقوق الإنسان عرض إلى معاناة مرضى فقر الدم المنجلي في تقرير عن تأثير الحملة القمعية على المرضى، من خلال الحرمان من العناية الطبية للسجناء السياسيين، والرعاية الطبية غير الكافية، ووتأثير الغاز المسيل للدموع عليهم.

كما تطرق التقرير إلى البروتوكول المستحدث في العلاج واستهداف الطاقم الطبي المختص إضافة إلى الاستهداف والتشهير بالمرضى السكلر، خلال فترة العمل بقانون الطوارئ وحتى اليوم.

قصة رباب جاسم الأسود (29 سنة) وحدها كافية لإظهار الوجه القبيح للنظام ومؤسساته من بين عشرات المرضى الذي تناول التقرير حالاتهم،  وكانت في المستشفى في فترة السلامة الوطنية المفروضة في عام 2011.

عندما ذهبت رباب إلى مكتب الاستعلامات لاستخدام الهاتف والاتصال بعائلتها، وجه ضابط شرطة مسدسه في ظهرها وأجبرها على العودة إلى الغرفة. وقد حرمت من الغذاء السليم حيث أن المخزون الغذائي انتهت صلاحيته، وساءت حالتها في ذلك الوقت وانخفض مستوى الأكسجين في الدم، وذلك نتيجة نقلها خارج وحدة العناية المركزة في ذلك الوقت.

حتى بعد فترة السلامة الوطنية في البحرين، لا تزال رباب تواجه انتهاكات خطيرة لحقوقها كمريض. في نوفمبر 2011، تم إدخال رباب الطوارئ في مستشفى السلمانية ومنعتها أسماء المرباطي، مسؤولة التمريض في هذا القسم، من الحصول على العلاج.

 

ليس لكم الحق في العلاج... وارحلوا لإيران

ذهبت رباب لها شخصياً تسألها عن سبب عدم السماح لها بأخذ الجرعة المقررة من حقن المورفين، أجابتها الممرضة المرباطي "من قال لك بأن لك الحق في العلاج؟ ليس لك حقوق على الإطلاق! ". عندما حاولت رباب مناقشتها قائلة بأن الرأي السياسي لا ينبغي أن يؤثر على حقها في الحصول على العلاج، صرخت عليها الممرضة المرباطي واتهمتها بالتحدث بصورة سيئة عن الحكومة وأنها ستستدعي الشرطة.

بعدها جاء أربعة مدنيين إلى غرفة الطوارئ، وبدأوا التحقيق مع رباب. سألوها أسئلة لا صلة لها بالموضوع وعن عدد المسيرات الاحتجاجية التي شاركت فيها، ورأيها في بعض الجمعيات السياسية. وبعدها انضم لهم ضابط شرطة اخر، قائلاَ لها إن لم يعجبها كيف تسير الأمور في البحرين، فعليها الرحيل إلى إيران.

اتهموا رباب بعدة أشياء وهددوها إن لم تتعاون معهم، فستجلب لها الشرطة النسائية لاصطحابها إلى مركز الشرطة حيث سيتم تعذيبها بوحشية. ثم أُعيدت رباب إلى غرفتها حيث تواجد نفس الأفراد الذين حققوا معها، وأمروها بعدم الخروج من السرير وفقاً للأوامر المعطاة.

 

جولة أخرى من التحقيق... والتوقيع على أوراق أمنية

بعد فترة من الوقت، أيقظها اثنان من ضباط الشرطة، رجل وامرأة، وبدأت جولة أخرى من التحقيق. استخدموا معها لغة بذيئة واتهموها مرة أخرى بعدة أشياء غير عقلانية مثل إخفاء الأسلحة ومحاولة قلب نظام الحكم. عندما قالت لهم أن بإمكانهم التحقق من ملفها الطبي الذي سوف يثبت أنها كانت في المستشفى طوال تلك الفترة ولم تشارك في أي احتجاجات بالخارج، اتهموها بالكذب وقالوا لها بأنها تستحق أن تسجن.

في وقت لاحق، أجبروها على التوقيع على أوراق دون السماح لها بقراءة محتواها. قبل مغادرتهم، وأخذوا هاتفها المحمول وعادوا بعد بضع ساعات. ثم عاد ضابط الشرطة الذي حقق معها في وقت سابق مرة أخرى، مع ضابط آخر وقال لها بأنه سوف يساعدها في التحقيق بالقضية بشرطين: 1) أن لا تعود إلى المستشفى عندما تكون الممرضة أسماء المرباطي موجودة، و2 ) وأن تمر بمقصورة الشرطة الموجودة بالخارج كلما زارت المستشفى حتى يتمكنوا من الدردشة، وشرب الشاي، وتدخين السجائر. وعندما رفضت، أخبرها الضابط بأنه سيفرج عنها الآن، ولكن إمكانية اعتقالها ستكون دائماً موجودة.

 

الممرضة المرباطي: لن أكون في سلام حتى أرميك في السجن

وفي حادثة أخرى بعد بضعة أشهر، منعت مرة أخرى العلاج بسبب الأوامر المعطاة من قبل أسماء المرباطي، التي قالت لها مرة أخرى "لن أكون في سلام حتى أرميك في السجن". عاد ضابط الشرطة نفسه، وهددها بإرجاع قضيتها وسجنها في أي وقت.

من الجدير بالذكر أن الممرضة أسماء المرباطي لديها عدد لا يحصى من الشكاوى المقدمة ضدها في وزارة الصحة من قبل عدد كبير من المرضى لتدخلاتها في الإدارة الطبية المخططة من قبل الأطباء؛ وقد منعت توفير بعض الأدوية للمرضى مرات عديدة خارقة بذلك الأوامر المكتوبة من قبل الأطباء. وهي معروفة أيضاً باعتدائها لفظياً على المرضى. وعلى الرغم من الحجم الكبير من الشكاوى، لم يتخذ أي إجراء ضدها.

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus