البحرين - أزمة واشنطن القادمة في الشرق الأوسط

2013-07-20 - 6:09 ص

تيد غالين كاربنتر، كيتو أت ليبرتي

ترجمة : مرآة البحرين

إدارة أوباما، المنشغلة اليوم بالتطورات المضطربة في سوريا ومصر، قد تواجه قريبا أزمة جديدة في جزيرة البحرين الصغيرة في الخليج. فإذا ما واصل العنف نموه في ذلك البلد، فإن في ذلك تأثيرًا فوريًا وكبيرًا على دور واشنطن في المنطقة. فالبحرين منفذ رئيسي للأسطول الأمريكي الخامس وبالتالي ركيزة الوجود البحري الأمريكي في ذلك الجزء من العالم، وعنصر حاسم من عناصر قدرات واشنطن في استعراض القوة. لن يكون من السهل استبدال هذا المرفق -- ويستحيل فعل ذلك بسرعة. وبالنتيجة، صناع السياسة في أمريكا هم أكثر من مجرد متفرجين مهتمين بالأحداث في البحرين.

ليس هناك من شك في أن البيئة السياسية في البحرين متقلبة على نحو متزايد. هذا البلد في الخطوط الأمامية للصراع السني- الشيعي للهيمنة في الشرق الأوسط. فالنظام السني للملك حمد بن عيسى آل خليفة يحكم شعبًا تقرب نسبة الطائفة الشيعية فيه من 70 في المائة، والتمييز الصارخ ضد هذه الأخيرة واضح في كل جوانب الحياة تقريبًا. طهران تدعم علنا الفصائل الشيعية في البحرين، في حين أن السعودية هي الراعي الأساسي للملك. عندما اندلعت المظاهرات الحاشدة المناهضة للنظام في العاصمة البحرينية، المنامة، في أوائل عام 2011، ردت قوات الأمن الحكومية بقسوة، بما في ذلك الرصاص الحي، مما أسفر عن مقتل عدة عشرات من المتظاهرين. ورغم تلك الحملة، ربما أطاح المتمردون بالنظام الملكي لولا تدخل السعودية وحلفائها في دول الخليج بألفين من الجنود في آذار/مارس 2011.


ومنذ ذلك الحين والعنف يجيش، تتخلله موجات دورية. حتى شباط/فبراير 2013، قتل أكثر من 100 شخص في حملات الشرطة على المظاهرات المناهضة للنظام والهجمات الانتقامية من جانب المتمردين. وقد قامت الحكومة أيضا بسجن المئات من المعارضين السياسيين الآخرين. قد لا تبدو هذه الأرقام كبيرة، ولكن عدد سكان البحرين بالكاد يصل إلى 1.2 مليون نسمة. أوائل هذا الشهر، قتل شرطي في مدينة سترة نتيجة انفجار قنبلة، وهجوم مماثل أدى إلى جرح ثلاثة من الشرطة في بلدة الجنبية. تقارير هيئة الاذاعة البريطانية ( بي بي سي) تقول : "شبان يحملون قنابل حارقة يهاجمون الشرطة كل ليلة تقريبًا في القرى والبلدات المحيطة بالعاصمة".

وقد أظهر فريدريك وهري، باحث في كارنيغي إنداومنت للسلام الدولي، في دراسة هامة حول البحرين أن "الولايات المتحدة تجد نفسها في المكان غير المرغوب فيه في الحفاظ على علاقات وثيقة مع نظام قمعي يتجنب وببراعة إصلاحات ذات مغزى...."


وكما أناقش هنا، الوضع المتدهور في البحرين يخلق مشكلات كبيرة لإدارة أوباما. وقد لاحظ جمهور المسلمين المعايير المزدوجة الواضحة بين الإدانة العنيفة للوحشية والسلوك غير الديمقراطي لبلدان مثل إيران وسوريا، وليبيا القذافي -- جميعهم أعداء للولايات المتحدة- وتعاملها المتحمس مع النظام القمعي في البحرين. وكان ذلك قبل رد فعل إدارة أوباما المتسامح مع الانقلاب العسكري في مصر والذي أنتج اتهامات إضافية من النفاق. التوترات المتنامية في البحرين قد تجبر عما قريب المسؤولين الأمريكيين بأن يقرروا ما إذا كان التزامهم المعلن بنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط هو هدف جاد أو هو مجرد موقف دبلوماسي. فإذا كان الأول، فإنه قد يعني فقدان الوجود العسكري الأساسي في المنطقة.


16 تموز/ يوليو 2013
النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus