قمع محاولات التظاهر عقب رفع حالة الطوارىء وبرنامج أمن ذاتي ووزير الخارجية يلتقي اللوبي اليهودي

2011-06-02 - 2:18 م


صورة أرشيفية النائب السلفي الموالي للحكومة جاسم السعيدي يحرض باستخدام العنف في جمع من حملة السيوف لمواجة مظاهرة كانت مقررة أمام الديوان الملكي


مرآة البحرين (خاص): حضرت الأوضاع في البحرين بقوة في الصحف العربية والخليجية خصوصاً  بعد رفع حالة الطوارىء. وعكست العديد من الصحف الخليجية ترحيب الولايات المتحدة بدعوة ملك البحرين للحوار ومواقف للأمين العام للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. ولفتت صحيفة السفير اللبنانية إلى اجتماعات وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة مع المسؤولين الأميركيين وأعضاء في اللوبي الصهيوني (ايباك)، كما  عرضت الصحف مواقف المسؤولين البحرينيين ازاء أزمة البحرين.

وقد أوردت الصحف اللبنانية "السفير" و"الاخبار" والعالم اليوم" الكويتية وكذلك "الخليج" الإماراتية و"العرب" القطرية اخبار التظاهرات وقالت "السفير" في مقدمة خبرها على الصفحة الاولى :" رفعت حالة الطوارئ في البحرين، لكن المطالب الشعبية لم تتحقّق، فعاد البحرينيون محاولين استرداد الشارع ميدانا احتجاجيا سلميا، ليواجهوا مرة اخرى بقمع القوى الأمنية وفيما تقلصت أحجام القوات العسكرية في المنامة بشكل خاص، انتشرت قوات مكافحة الشغب في مختلف المناطق لتقمع بالقوة محاولات للتظاهر".

وقالت الصحف المذكورة في خبر موحد تقريباً "حاول بحرينيون التظاهر في قرى حول المنامة تلبية لدعوات من أجل إعادة إحياء الحركة الاحتجاجية تزامنا مع رفع حالة الطوارئ، الا ان قوات الامن سارعت الى تفريقهم مستخدمة القوة في بعض الحالات حسب ما أفادت ناشطة قائلة إن "الناس تحاول ان تتجمع... وتتم مهاجمتهم". وأشارت الى محاولات للتظاهر في قرى الدراز وبني جمرة وكرزكان. وذكرت الناشطة ان قوات الامن"بدأت باستخدام البنادق والقنابل المسيلة للدموع"  مشيرة الى "وقوع عدد غير معروف من الإصابات".

وقال ناشط آخر "إن هناك انتشارا أمنيا كثيفا في بني جمرة وقد أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين حاولوا الوصول الى وسط القرية". وذكر الناشط "أن حوالى ثلاثين امرأة حاولن التجمع بالقرب من منزله الا ان قوات الامن استخدمت العصي لتفريقهن". ونشر شريط على موقع"يوتيوب" يحمل تاريخ أمس يظهر قوات من الشرطة تطلق قنابل مسيلة للدموع على ما يبدو على متظاهرين في بني جمرة. 

 
برنامج "امن ذاتي" طائفي

وفيما تجاهلت الصحف السعودية خبر التظاهرات مشددة على عودة الامن والهدوء إلى البحرين، ركزت "الجزيرة" والمدينة" و"عكاظ" على تأجيل محكمة السلامة الوطنية في البحرين النظر في قضية "التنظيم الإرهابي"  والمتعلقة بـ "مؤامرة قلب نظام الحكم" إلى 22 يونيو الجاري لإصدار الحكم. كما نشرت هذه الصحف خبر انعقاد محكمة السلامة الوطنية الاستئنافية وإصدراها أحكاماً في جنايتين، فأيدت حكماً بالسجن 7 سنوات على متظاهر، وشدّدت عقوبة حكم ثانٍ من 15 عاماً الى المؤبد ومصادرة السيارة بحق متظاهر آخر".

وقالت صحيفة "الاخبار" اللبنانية  أن جمعية "الوفاق" البحرينية أصدرت بياناً أكّدت فيه ا"ستدعاء عدد من قادتها الى النيابة العسكرية أول من أمس" وقالت إن" التحقيق معهم لمدة خمس ساعات تقريباً، في عدد من القضايا لم تحدّدها، وأفرج عنهم في تمام الساعة التاسعة من مساء أول من أمس".

كما تحدثت "الاخبار" اللبنانية عن تشكيل "لجان أهلية" في المناطق والقرى السنية لتحقيق "الأمن الذاتي" يبدأ تطبيقه مع رفع حالة السلامة الوطنية (الطوارئ)،وقالت إنه " من بنات أفكار محافظ المنطقة الجنوبية عبد الله بن رشاد آل خليفة، ويفترض أن يجري تعميم هذا البرنامج على باقي المحافظات في البحرين".

وأضافت "الاخبار" دشّن هذا البرنامج عبد الله بن راشد، قائلاً إنه"البرنامج الأول من نوعه في المملكة ويهدف الى حماية أهل المحافظة الجنوبية من الخارجين على القانون في أعقاب الأحداث المؤسفة"، وقد أنشئ هذا البرنامج "ليؤهل المتطوعين ويؤمن لهم الحماية لأنفسهم للتصدي للمخاطر وحماية أهل منطقتهم". وقال إن البرنامج يتمّ "بالتنسيق مع الجهات الأمنية التي ستدرّب هؤلاء المتطوعين وتؤهّلهم علمياً في دورات طبية، من أجل تكوين قاعدة من المتطوعين لضمان استمرارية مهماتهم في الطوارئ، أو عند الحاجة الى استدعائهم".

وزير الخارجية يلتقي اعضاء "الأيباك"

ونقلت "السفير" اللبنانية تصريحات رئيس الوزراء البحريني الامير خليفة بن سلمان آل خليفة قال فيها أنه "لا تساهل في المصلحة العليا للوطن"مضيفاً "سنواجه بحزم اي محاولة لجرنا إلى الوراء ونملك أكبر قوة لردع أي تآمر على مصلحة الوطن"وأن " لا عفو مع من لا يستحق العفو ولا تسامح مع من لا يستحق التسامح"
.وفي حديث لصحيفة "السياسة" الكويتية نشرته صحيفة " اليوم السابع" المصرية دعا رئيس الوزراء إلى " توسيع إطار التحرك الخليجى المشترك بعد انكشاف كل فصول المؤامرة التى كانت تستهدف دول مجلس التعاون الخليجى من خلال الانقلاب الذى أفشلته البحرين".
وأضاف "كانت عندى مخاوف حيال تحرك البعض للقيام بعمل مشبوه، ونبهت إليه منذ زمن، ولكن هناك من تعامل مع الأمر بحسن النوايا، حيث لم يتوقعوا أن يحدث فى البحرين ما حدث، واكتشفنا أن كل ذلك مخطط له منذ زمن طويل، بعلم ومساعدة دول أجنبية، ومن المقرر له أن ينفذ فى العام 2017، لكن ما عجل به ما شهدته كل من تونس ومصر".
أما عن المخطط فقال آل خليفة " كان الأشرار يخططون لثورة يليها انقلاب عسكرى وإسقاط النظام وقتل أركانه، وعثرنا فى مكان ما على أربع مشانق معدة سلفا، واحدة لجلالة الملك، والثانية لولى العهد والثالثة لى أنا، أما الرابعة فهى لحرم جلالة الملك... تصور ما أبشع ما كانوا يخططون له".

ونقلت صحيفة "السفير" عن وكالة أنباء البحرين الرسمية أن وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة، و"في إطار الحوار المستمر مع الجمعيات الأميركية" التقى "عددا من أعضاء اللجنة اليهودية الاميركية (اللوبي الصهيوني "ايباك") يتقدمهم السيد جيسون ايزاكسون مدير الشؤون الحكومية والدولية في اللجنة". وأضافت الوكالة انه تم "خلال الاجتماع التباحث حول العديد من المسائل المتعلقة بتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة وإيضاح مواقف مملكة البحرين من مختلف القضايا في المنطقة". وقد عبر ايزاكسون "عن رغبة اللجنة في توطيد علاقاتها مع المملكة والإسهام بإيجابية في مختلف المجالات". وفي هذا السياق "رحب الوزير بالأفكار التي طرحتها اللجنة، مؤكداً حرص المملكة لخلق بيئة مؤاتية للجميع في جميع المجالات".

 الخطر الخارجي لم ينته بعد

كما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية تصريحات أخرى لوزير الخارجية البحريني أدلى لإذاعة "سوا" الاميركية قال فيها " إن الخطر الخارجي حتى الآن لم ينته، حيث يوجد خطر إقليمي متمثل في التهديدات التي تتضمنها التصريحات الإيرانية كل يوم". موضحاً "أن قانون الطوارئ في البحرين انتهى". ونفى الوزير البحريني "أن يكون المعتقلون قد اعتقلوا بسبب مواقفهم"، مؤكدا أنه تم "اعتقالهم ليس لكونهم جزءا من جمعية معينة تتخذ موقفا معارضا فالجمعية حرة، ومن الممكن أن تكون هناك اتهامات موجهة إليهم نتيجة الأحداث التي تمر بها البلاد حاليا".
وأضاف الوزير خالد بن أحمد "إن الحكومة في البحرين شكلت لجنة للتحقيق في التجاوزات التي تخص حقوق الإنسان وقبل بحثها مع واشنطن" وقال"إن وزارة الداخلية البحرينية ألقت القبض على عدد من رجال الشرطة وحققت معهم"، مشيرا إلى "أن البحرين ستتخذ خطوات حقيقية في ما يتعلق بمعالجة أي تجاوزات بمسألة حقوق الإنسان لأن حقوق الإنسان هي جزء لا يتجزأ من النظرة الإصلاحية للبلاد".

وقالت صحيفة "اليوم السابع"المصرية إن المشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوات دفاع البحرين قد قال "أن قوات درع الجزيرة ستبقى طالما هناك حاجة ". وأضاف في تصريحات لقناة "العربية" الإخبارية "أن من يتهم الأجهزة الأمنية باستخدام القوة عليه أن يشاهد عمليات التمثيل بجثامين شهداء الواجب، وعليه أن يستمع للكلمات والخطب التحريضية من قبل قلة من المتطرفين، أخذت تنادى بالقتل والإرهاب وإقصاء الجميع وإقامة دولة متطرفة".

وعن تأثير أحكام الإعدام الأخيرة على الحوار الوطنى المزمع عقده فى بداية يوليو، قال"" أن ذنب جميع الدماء التى سالت ستكون فى رقبة من علّموا هؤلاء الشباب الكراهية وغرسوا فيهم عقد الاضطهاد وزينوا لهم الجريمة".
وحول قيام الجيش بهدم دور عبادة شيعية، قال المشير "إنه تم إزالة أكثر من 600 منشأة غير مرخصة تخص الشيعة والسنة وطوائف أخرى، ولم يتم التعامل إلا مع عدد قليل من المخالفات، خاصة تلك التى تمس حياة المواطنين أو تتعدى على أملاك خاصة أو عامة"، مشيرا إلى "أنه لم يحرق أى مصحف".

تهديد دبلوماسي اميركي في البحرين

وفي ردود الفعل على دعوة الحوار التي أطلقها الملك ابتداءً من الأول من يوليو، نشرت معظم الصحف السعودية والكويتية والإماراتية الموقف الاميركي ونقلت عن المتحدث باسم الخارجية مارك تونر قوله " نحن نرى أن هذه خطوة إيجابية، ومرة جديدة كان الرئيس (الأميركي باراك أوباما) واضحاً في خطابه بأنه لا يمكن البحرين أن تجري أي نوع من الحوار الذي تحتاج له فيما أعضاء من المعارضة في السجن". وأضاف أنه لا بد "من اتخاذ خطوات إيجابية بغية تلبية تطلعات الشعب (البحريني)، و(الدعوة إلى حوار وطني) هي خطوة في هذا الاتجاه". وقال إن المطلوب هو"رؤية التزام الحكومة في البحرين بتلبية مطالب الشعب البحريني".

ونشرت صحيفتا "الاخبار" اللبنانية و"القبس" الكويتية أن وزارة الخارجية الاميركية "أعلنت ان احد دبلوماسييها العاملين في البحرين قد تلقى تهديدات بسبب عمله في مجال حقوق الانسان، وانه عاد الى الولايات المتحدة، نافية في الوقت نفسه ان تكون مغادرته المنامة مرتبطة بتلك التهديدات". وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان "عودة لودوفيك هود الى واشنطن تمت في اطار انشطته المهنية وليس بسبب التهديدات التي تعرض لها في البحرين".
من جهتها، اكدت المجموعة الصحفية الاميركية (ماكلاتشي) ان هود، المكلف شؤون حقوق الانسان في السفارة الاميركية في المنامة، تلقى تهديدات تتضمن "اهانة عرقية وتهديدات مبطنة" على موقع موال للحكومة وفي الصحافة الرسمية. وقال تونر "نحن على علم بان تهديدات واهانات واتهامات وجهت اليه على بعض المواقع الالكترونية"، مؤكدا ان الولايات المتحدة "تأخذ كل التهديدات ضد موظفيها على محمل الجد". وكانت مرآة البحرين قد نشرت في وقت سابق خبرا عن تعرض المسؤول الأمريكي عن تهديدات من جماعات سلفية اضطرته لمغادرة البحرين.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus