المغردون إلى ولي العهد: لا تعتذر عما قلت، فكل خيباتنا فيك مرئية..

2013-07-24 - 11:26 م

لا تعتذر عمَّا فعلت 

لا تعتذرْ عمَّا فَعَلْتَ – أَقول في

سرّي. أقول لآخَري الشخصيِّ:

ها هِيَ ذكرياتُكَ كُلُّها مرئِيّةٌ

محمود درويش

مرآة البحرين (خاص): لم تسكت الحملة التي أطلقها نشطاء في موقع التواصل الاجتماعي تويتر تحت هاش تاج #يقول_اعتذر، منذ ليلة أمس الثلاثاء 23 يوليو 2013 وحتى ساعة كتابة هذا التقرير. وذلك بعد ما صدر عن ولي العهد سلمان بن حمد من تصريح، أثناء زيارته لمجالس محمد إبراهيم المطوع وعائلة المؤيد وعائلة آل محمود الرمضانية، والمحسوبة جميعها على النظام. اعتبره الشارع المعارض استفزازاً غير مسؤول، وكان أكثرها استفزازاً بالنسبة للشارع قوله: "على القيادات المجتمعية السياسية والدينية أن تتحلى بشجاعة الاعتذار، وذلك من أجل إعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف".

المستجير بسلمان..

عبر حملة #يقول_اعتذر، عبّر الشارع، خصوصا من كان متأملاً خيراً في ولي العهد، عن خيبة أمله وصدمته في شخص ولي العهد. الكثيرون كانوا يرجون منه أن يقود يوماً بادرة إصلاح حقيقي، لكنه عوضاً عن ذلك، أظهر من خلال مجموعة من تصريحاته الرمضانية مؤخراً، تحاملاً على مطالب الشعب، واتهاماً مبطناً وصريحاً للشارع المعارض ولقيادات سياسية ودينية تابعة له بالتحريض والإرهاب، بما لا يختلف عن من يطلق عليهم بالأجنحة المتشددة في الحكم. 

المغردون لم يخفوا خيبة أملهم الكبيرة هذه، أحد المغردين كتب متهكماً: "المستجير بسلمان بحر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنارِ"،   فيما غرّد آخر: "صمت دهراً، ونطق كفراً"،   وآخر: "لو ساكت أحسن". فيما وصل الحال بأحد المغردين إلى القول: "نعم يجب على من أوهم الشعب بأنك الأمل أن يعتذر". 

في السياق ذاته كتب الأكاديمي الدكتور عبد الهادي خلف المسحوبة جنسيته: "طلبوا سلمان بن حمد عوناً لهم فثبت أنه فرعون مثل عمه وأبيه. أتمنى أن لا يبادر أحد القياديين أو الطبالة بقبول توجيهات ولي العهد". أما المدوّن والشاعر حسين فخر فكتب: أكبر مقلب حكاية الأجنحة، منذ مبادرته وحتى يومنا لم نر سوى جناح واحد يعمل بالقتل والاضطهاد". أما المغرّد محمد عاشور فكتب يقول: افتقدنا صوتك من زمن، لن نخفي عليك، كنا نقلق عليك أحياناً، ثم تفاجئنا في محاولة لإثبات وجودك.. أما زال في البحر متسع من الأراضي؟".

كالمستجير بالقتل..

وفي سياق الحملة الغاضبة ذاتها أيضاً، تم إغراق تويتر بصور الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب أو القتل المباشر على أيدي قوات أمن النظام، وكانت الصور المفجعة للشهيد أحمد فرحان الذي فجّر الجيش رأسه، والحاج الخمسيني عيسى عبدالحسن الذي فجّر الجيش وجهه، وصور الشهيد رضا بوحميد الذي اخترقت رأسه رصاصة الجيش، وصور شهداء التعذيب الذين قضوا في سجون النظام مثل الشهيد فخراوي والعشيري، والشهيد هاني والحجيري والموالي والجزيري وغيرهم ممن قضوا على أيدي أجهزة أمن النظام، كذلك صور المساجد الشيعية التي تم هدمها على يد مدرعات الجيش الخليجي، كل هذه الصور تم استدعاؤها في تويتر بكثافة، لتسائل ولي العهد: من يعتذر لمن؟ 

شجاعة اعتذار الشعب للسلطة..

ولي العهد الذي طالب (القيادات المجتمعية والدينية بشجاعة الاعتذار)، لم ير في كل جرائم السلطة وانتهاكاتها   التي وثقها تقرير بسيوني وجميع تقارير المنظمات الحقوقية العالمية، ما يستحق أن يدعو السلطة إلى (شجاعة الاعتراف) بفظاعاتها التي ارتكبتها ضد الشعب، فضلاً عن (شجاعة الاعتذار) عنها. لكنه يجد أن الشعب هو من عليه أن يكون لديه (شجاعة الاعتذار) لأنه طالب بحكومة منتخبة ونظام انتخابي عادل، ولأنه جارٍ التنكيل به منذ 3 أعوام بسبب مطالبه تلك.

أحد المغردين وضع صورة لقائمة الانتهاكات التي وردت في تقرير لجنة تقصي الحقائق، متضمنة: سوء المعاملة البدنية، الإساءة النفسية، الإساءة الجنسية، الاغتصاب، إساءة استعمال السلطة والاستخدام المفرط للقوة، الاختفاء القسري أو المفقودون، المحاكمة غير العادلة، الحصول على الأقوال بالإكراه، الحرمان من المساعدة القانونية، الحرمان من الممتلكات الخاصة، إتلاف الممتكلات الخاصة، هدم المنشآت الدينية، فصل الطلاب، وقف الطلاب عن الدراسة، إلغاء المنح الدراسية للطلاب، الفصل من العمل في القطاع الخاص والعام، التوقيف عن العمل في القطاعين، تقييد حرية التعبير ولاتجمع، مضايقات وسائل الإعلام، المنع من السفر.."، وكتب لولي العهد: انت اعتذر أول عن الجرائم المبينة في الصورة المرفقة و بعدين طالب غيرك بالاعتذار.

اعتذارات المنتهَكين..

المنتَهَكون، كانت لهم تغريداتهم التي تقول مراراتهم أيضاً. استشاري جراحة المخ والاعصاب طه الدرازي، الذي فصل من عمله في مستشفى السلمانية على خلفية الأحداث كتب مغرداً:   #يقول_اعتذر لمن أذل العلماء ونكل بهم، لمن عذب المعلمين والطلبة، لمن عذب الصحافيين والرياضيين، لمن عذب الحقوقيين والمحامين، لمن سجن الأطفال.

أما زوجة الشهيد فخراوي كبرى حميدي، فقد كتبت مجموعة من التغريدات الغاضبة تستنكر فيها عبارة ولي العهد، من بينها: "أنت من تعتذر بعدد آهات وتكبيرات الشهيد وكل دمعة سقطت من عيني وعيون بناتي ولن أغفر لك". فيما وضعت أخت الشهيد يوسف موالي، صورة متفحمة لجسد أخيها الذي ألقي قريباً من البحر بعد أن تم تعذيبه حتى القتل، وكتبت بألم: اعتذر لأنكم قتلتم أخي، اعتذر لأنكم احرقتم قلب والدتي. 

أشواق المقابي (17 سنة) التي تم اعتقالها من مجمع السيتي سنتر مع أخريات وتم توثيق أيديهن وإلقائهن فوق بعضهن في صورة مهينة، وضعت الصورة وكتبت: هل أعتذر على اعتقالنا نحن النساء والشابات وإهانتنا وإلقائنا في هذا المنظر البشع؟! 

أحدهم وضع صورة الطفلة فاطمة ابنة الشهيد الحجيري وهي تنتحب على والدها الذي وجد مقتولاً في فترة السلامة الوطنية، وكتب: سأعتذر لهذه اليتيمة وهي تبكي أباها بحرقة وتدعي الله عز وجل أن ينتقم لها ممن ايتمها في صغرها.

14 أغسطس سيعتذر الشعب..

وكانت أكثر التغريدات تحدياً هي تلك التي تقول لولي العهد: "في 14 اغسطس سيعتذر الشعب في الشوارع بطريقته الخاصة، اطمئن". 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus