الربيع العربي - لم يتوّج بالنجاح في جميع البلدان

نزيهة سعيد
نزيهة سعيد

2013-07-29 - 11:45 ص

مات فزلوكاموس، ناشنال جورنال
ترجمة : مرآة البحرين

على الرغم من أن آثار الربيع العربي لا تزال تلاحظ في جميع أنحاء المنطقة (لاحظ التقلبات الحالية في مصر)، فإن المحتجين في بعض الدول ليسوا فعالين بنفس القدر.

واحدة من تلك الدول هي البحرين، الجزيرة الصغيرة في الخليج قبالة ساحل السعودية. مستلهمين من الانتفاضات الشعبية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، خرج الآلاف من الناس عام 2011 إلى الشوارع للتظاهر ضد النظام الملكي. وكان رد الحكومة سريعًا وعنيفًا.

ونتيجة للاشتباكات كانت هناك الآلاف من الاعتقالات وعدد من القتلى. والعديد من الصحفيين الذين يغطون الأحداث إما أنهم فقدوا وظائفهم، أو غرموا، أو ألقي القبض عليهم. وكانت نزيهة سعيد-- 32 سنة، مراسلة فرنس 24، واحدة من أولئك المستهدفين من قبل المسؤولين الحكوميين.

استدعيت المواطنة البحرينية نزيهة إلى مركز الشرطة وتعرضت للتعذيب والضرب مرارًا على أيدي ضباط الشرطة، وأجبرت في النهاية على توقيع اعتراف قالت أنها لم تقرأه. التفاصيل المؤلمة لتلك التجربة أوردتها منظمة مراسلون بلا حدود.

يمكن أن يقال عن البحرين بأنها موطن لأهم القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، الأسطول الخامس، حيث يعمل 6 آلاف عامل أمريكي. وكالعديد من حلفاء أمريكا في المنطقة، فإن البحرين لا تكون بدون قضاياها. فببعدها 120 ميلا فقط عن إيران، فإن المسؤولين الأمريكيين لا يرون في هذه العلاقة الكثير من حرية الاختيار.

جلست نزيهة مع مجلة ناشنال جورنال لمناقشة تجربتها في البحرين وما يمكن للولايات المتحدة القيام به حيالها. وفيما يلي المقابلة :

الصحيفة : منذ بدء الاحتجاجات عام 2011، هل تحسنت حالة الصحافة في البحرين؟

نزيهة: ليست جيدة. لقد أصبح الوضع أكثر صعوبة لنا كصحفيين للعمل على الأرض. ليست هناك حرية للتعبير إلى حد كبير. ونحن نكافح من أجل القيام بعملنا كصحفيين مستقلين. هناك قنوات تلفزيونية وإذاعات موالية للحكومة، تروي الجانب الحكومي من القصة وليس الجانب الآخر. بالنسبة لنا كمستقلين، يتعين القيام بالاثنين معا على حد سواء. فنحن نواجه الكثير من التحديات، و ليست هناك مساحة يمكننا حقا العمل فيها.

عام 2011، أقيل الإعلاميون من وظائفهم وإلى اليوم. وقد تم القبض واستجواب النصف منهم. والنصف الآخر اعتقل وتعرض للأذى والتعذيب، وأنا واحدة منهم.

الصحيفة : من الذي كان مستهدفا بعد احتجاجات عام 2011؟

نزيهة: الكثير من المعارضة، والأطباء، والمعلمين، والرياضيين المحترفين تم استهدافهم ووضعوا في السجن، حيث اتهموا بأنهم جزء من حركة تهدف إلى قلب نظام الحكم، وأنهم إرهابيون، لأنهم يصطفون إلى جانب إيران. وقد تم الاعتداء على الصحفيين لأنهم لم يكونوا، وفقا للحكومة، محايدين ويكذبون في تقاريرهم.

أما أنا، فقد اتهمت بأنني الجانب الإعلامي لخلية إرهابية، وأني أكذب في تقاريري، وأعمل لقنوات إيرانية ولبنانية، وهو الشيء الذي لم أقم به أبدًا. فأنا أعمل مع التلفزيون والإذاعة في فرنسا.

الصحيفة : 20 مشرعا أمريكيا أرسلوا إلى ملك البحرين رسالة، يدعونه فيها بالسماح لزيارة لمقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب. ماذا يمكن للولايات المتحدة فعله حيال ذلك؟ هل هناك شيء يمكن فعله لهذا البلد أو ينبغي فعله؟

نزيهة : عندما كنت في الحجز، تعرضت للتعذيب، وهناك تحقيق لوزارة الداخلية للنظر في هذا الحادث. ولكن لم أر بعد النتائج. ولذلك، اضطررت إلى رفع دعوى ضد ستة من المعذبين. وقد تم نقل واحدة فقط إلى المحاكم، ولكنها برأت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. استأنف الحكم. ولكن تمت تبرئتها قبل ثلاثة أسابيع مرة أخرى. أستأنف الآن الحكم مرة أخرى، ولكن لا أعلم ما إذا كانت النيابة العامة تقبل استئنافي أم لا.

ما أحتاجه من الولايات المتحدة هو الضغط على حكومة بلدي حتى أتمكن من الحصول على محاكمة عادلة وإجراء تحقيق محايد. ليس فقط في حالتي، ولكن هناك الكثير من الحالات التي لم يتم إنصاف الضحايا فيها. لا يشعرون بأن هناك محاكمة عادلة. أمريكا حليف لحكومة بلدي. لا أعتقد أنها تريد أن تكون حليفًا لهكذا نوع من الانظمة التي لا توفر العدالة لمواطنيها.

التحدث علانية ً لن يضر بسياسة الولايات المتحدة. أنا لا أرغب في جلب السلاح إلى البلاد لإجبارهم على تنفيذ التوصيات أو حتى تغيير النظام. وإذا ما حدث ذلك، فإنه ينبغي أن يحدث ديمقراطيًا مع الشعب. الضغط والتحدث عن ذلك بصوت عال لن يضر أحدًا.

الصحيفة: ماذا عن المخاوف بأن هؤلاء المتظاهرين الشيعة موالون لإيران؟ هل هناك أي حقيقة في ذلك؟

نزيهة: الحكومة وحتى بعض البلدان الأخرى تتهم المتظاهرين بأنهم إيرانيون أو بنفوذ [إيراني]، أو حلفاء لإيران. أنا لم أشهد ذلك. إنهم يحملون العلم البحريني. وينادون بمطالبهم الخاصة من الحرية والديمقراطية ووقف الفساد والمساءلة. أعتقد أن الجميع لديه الحق في رفع هذه المطالب وهو ما عليه الربيع العربي. إنها بشان الكرامة والحرية ومزيد من الديمقراطية. إنهم لا يريدون ديكتاتورية تحكمهم بعد الآن.

أنا لا أدافع عن المحتجين، ولكني لم أر أي نفوذ إيراني على الأرض. لا أستطيع القول بأن بعضهم لا يحب حقًا النظام الإيراني والطريقة التي يديرون بها البلاد لأن هذا هو رأيهم الخاص. لم أسمع أحدًا يقول بأنه ينبغي أن ننفذ الطريقة الإيرانية في الديمقراطية في البحرين. "نحن نريد حقوقنا، نريد لأصواتنا أن تسمع". هذا هو ما أسمعه من الناس في كل وقت.

الصحيفة : فإذن، إذا تسلمت المعارضة في نهاية المطاف زمام الحكم، فهل هذا سيؤذي مكانة الولايات المتحدة في المنطقة؟ هل ستحتفظ الولايات المتحدة بالأسطول الخامس هناك؟

نزيهة: سألنا المتظاهرون سؤالًا مباشرًا "هل ستطلبون منهم مغادرة البلاد اذا وصلتم إلى السلطة؟" وقالوا: "لا، هم موضع ترحيب كبير. هناك اتفاق مع الحكومة الأمريكية ونحن سنحترم هذا الاتفاق".


10 تموز/يوليو 2013
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus