قاسم: استئثار السلطات وبطشها يهدد وجود البلدان ولا حل إلا بالمصالحة

2013-08-02 - 2:37 م

مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن الرأي القائل بأن «الإصلاح حاجة طرف من دون طرف والإفساد ضرره على طرف دون طرف، لا يراه راءٍ إلا تحت تأثير الوهم والغرور وقصر النظر وإيهام الظروف».  

وقال قاسم، خلال خطبة الجمعة اليوم في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، إن جهات تنصح السلطات في أقطار متعددة ينشب فيها الصراع بين طرف السلطات والشعوب، "من منطلق إلغاء الحقوق باعتبار ما تمتلكه هذه الجهات من أسباب التضييق والقوّة والبطش والفتك بأنْ تبالغ في استعمال القوّة المفرطة"، مضيفا "هي نصيحةٌ لو تدبرتها السلطات في كلّ مكان لرمت بها في البحر".

وتابع "هذا الصوت الجاهليّ الظالم قد أشعل فتيل النار في كثير من بلدان الساحة العربيّة وألهبها وخلق أوضاعاً مأساويّة وزلزل كثيرا وحطّم كثيرا"، مردفا "إنْ كنت قويّا كلّ القوّة حسب نظرك أو حتّى حسب واقعك جدلا أو كنت لا تهمّك إلا مصلحة ذاتك من دون الغير، فإنّ ذلك ليس في الإفساد ولا الاستمرار عليه والبقاء على البغي والظلم والاستئساد على المستضعفين والقتل والحصد والإرهاب والعنف، وإنّما في العدل والإصلاح والعودة إلى مقتضى الدين والعقل والحكمة والتواضع".

من جهة أخرى، لفت الشيخ قاسم إلى أن "الساحة العربيّة ما زالت خاضعة في صراعاتها الحاليّة لإرادة الخارج وتدخّلاتها السافرة، ولا زالت روح الاستئثار والتفرّد بالحكم والسيطرة المطلقة عند مختلف الأطراف هو الشيء السائد والمحرّك الظاهر للصراع".

وأشار إلى أنه "مع سيادة روح الاستئثار بالسلطة عند جميع الأطراف وعدم التورّع من استعمال القوّة لإخضاع إرداة الآخر، لا توجد قوّة الحسم الكافية بيد أيٍّ منها أو الجوّ العام المناسب، والذي يسمح بصورة مطلقة للاستخدام الحرّ لهذه القوّة والبطش المفتوح وإراقة الدماء من غير حدّ والإسراف في سفك الدّم".

وشدد على أن "لا مخرج لأيٍّ من هذه الساحات من واقع الصراع المرير المكلف إلا حلّ المصالحة القائم على الرضا ولو تسليماً للأمر الواقع"، مستدركا بالقول: "من دون ذلك فالنتائج كارثيّة على الكلّ – في كلّ بلادنا العربيّة – إلى حدٍّ بعيدٍ جداً ومن النوع الذي يهدّد وجود هذه البلدان ووجود الأمّة ويفتح أبواب الخطر غير المحدود على واقعها وهويّتها".



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus