البارود المذهبي: الداخلية ستعلن المزيد من التفجيرات!

2013-08-04 - 2:56 م

مرآة البحرين (خاص): سبق إعلان وزارة الداخلية عن وقوع تفجير في الرفاع جنوب البحرين، حملة إعلامية استهدفت القيادات الدينية والسياسية المعارضة، وجاء التفجير المزعوم في الرفاع 17 يوليو/ تموز في سياق تلك الحملة التي شارك فيها مسؤولون حكوميون بارزون.

التفجير، الذي واجه تساؤلات كبيرة، أعقبه حملة سياسية وإعلامية قادتها تصريحات من رأس الهرم في النظام الحاكم. ولإظهار أكبر قدر مفتعل من الغضب، استخدم الملك حمد بن عيسى آل خليفة لغة غير مسبوقة في تعليقه على الحادث.

حمد بن عيسى الذي دعا إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق القانون بحق المحرضين، أشار إلى أن ذلك يأتي "تحقيقا لمطالب أهل البحرين الذين طفح بهم الكيل ونفذ صبرهم" حسب تعبيره.

ظهر بشكل أكثر وضوحا أن المعارضة السياسية هي المستهدفة من وراء كل هذا الضجيج. تبادل الديوان الملكي وصدى صوته في مجلسي الشورى والنواب فكرة انعقاد المجلس الوطني، فطلبها الديوان ورد صداه المجلس بغرفتيه.

"جلسة الوطني" التي وصفتها المعارضة بحفلة الزار، أقرت 22 توصية بالتصويت عليها جميعا دون قراءتها بندا بندا، فيما احتاجت أمانتا مجلسي الشورى والنواب إلى 20 دقيقة فقط لصياغة مخرجات جلسة امتدت لخمس ساعات، وتداخل فيها أكثر من 50 شخصا !

بدوره لم يستغرق الملك أكثر من 10 دقائق للتعليق عل تلك التوصيات التي رفعت إليه، في تبادل سريع للمواقع الموسيقية بين ديوانه والمجلس، فالمجلس الذي استجاب لدعوة الديوان بالانعقاد استجاب له الديوان بالتنفيذ.

لم يكن مستبعدا أن تعلن وزارة الداخلية، مع سقف السلطة المفتوح والممنوح لأجهزتها، المزيد من الحوادث الأمنية، بل ومن المتوقع أن تعلن المزيد خلال الأيام القادمة وصولا إلى لحظة 14 أغسطس/ آب الذي حدده البحرينيون للتمرد.

فقد أعلنت الداخلية بعد انعقاد المجلس الذي فوضها مزيد من الصلاحيات الأمنية، عن وقوع "تفجيرين اثنين" أحدهما في الضاحية التجارية بمنطقة السيف 29 يوليو/ تموز والآخر قرب حديقة أطفال في قرية البديع غرب العاصمة المنامة 3 أغسطس/ آب.

وليس غريبا أن تعلن الداخلية أن التفجير وقع عند حديقة يرتادها أطفال البديع (قرية صغيرة يسكنها أغلبية من الطائفة السنية) وذلك لإعطاء التفجير خلفيته المذهبية التي تضيف سببا آخر يسمح للسلطة بمزيد من البطش بمعارضيها.

وليست المرة الأولى التي تحاول فيها الداخلية صباغة الأحداث الأمنية بصبغة مذهبية، فقد قالت إن تفجير الرفاع وقع بالقرب من مسجد "سني" كان يرتاده المصلون لصلاة التراويح، فيما كان المسجد خاليا تماما من أي مصلين ولم يقع التفجير على مقربة منه.

النظام سيسعى إلى مزيد من توتير الأجواء الأمنية والمذهبية بوصفها أفضل مناخ للانقضاض على المعارضة، ومن المتوقع أن تكون التفجيرات الثلاثة حلقة ضمن سلسلة تفجيرات مفتعلة لن تنتهي إلا بانتهاء آخر نفس معارض في الشارع، وهو ما لا يبدو أنه سيحدث.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus