منال الشريف وجليلة السلمان
نضال الوطني - 2011-06-06 - 8:17 ص
نضال الوطني*
لفتني اهتمام العالم والقنوات الفضائية بخبر اعتقال المواطنة السعودية منال الشريف التي قادت حملة الكترونية تشجّع المرأة السعودية على قيادة السيارة في المملكة السعودية، وذلك من خلال مشهد عرضته وهي تقوم بنفسها بسياقة سيارتها في شوارع المملكة، وما كان من السلطات السعودية إلا أن تواجه هذا العمل المشين والمخالف لقوانينها باعتقال منال لمدة عشرة أيام، والقضية مازلت مستمرة.
اقتنصت وسائل الإعلام العربية والعالمية الخبر وتحوّلت منال بطلة شعبية تقتنص حقها ولا تطالب به ! نقطة على السطر.
ومع احترامي لمنال، وللمبدأ الذي تؤمن به، وللمطلب الذي تسعى لتحقيقه، خاصّة مع القمع الممارس ضد المرأة السعودية في شتى الميادين، فالمرأة هناك تعامل كقطيع – وأعتذر عن التشبيه - ولكنّها الحقيقة، فليس من حقها أن تـُنتخب، وليس من حقها ان تصوّت، وليس من حقها أن تكون إنسانة كباقي البشر، فهي مكبوتة ومحرومة من أي حق، ومن ممارسة حريتها المشروعة وللأسف باسم الإسلام. أتفق مع منال في أن تنادي بحقوقها الإنسانيّة، ولكني أسأل أين الاهتمام الإعلامي بمشهد نضال المرأة البحرينية التي طالبت بحقوقها المشروعة، بل وبحقوق كل مواطن.
المرأة في البحرين إنسانة اشتركت مع الرجل في إنسانيته، ووقفت تواجه الرصاص، والقوة العسكرية، والتهديد بالعنف والقتل، والتعذيب، بل وواجهت السجن وعذاباته، وحرمت من أبسط حقوقها حتى كأسيرة حرب في أن تلتقي بأهلها، أو يعرف مصيرها، أو الاطمئنان على صحتها.
كثيرات هنّ من يقبعنّ خلف القضبان، هناك المربية جليلة السلمان، نائبة رئيس جمعية المعلمين البحرينية، هذه السيدة احتضنت الطالبات في المدارس التي تنقلت خلالها، وهي تمارس دورها التربوي والتعليمي خدمة لوطنها، هذه المربية الفاضلة التي تميزت في عملها حتى نالت الترقيات عن جدارة وعن استحقاق. اليوم الأستاذة جليلية السلمان تنال أعلى وسام في المملكة وهو وسام رفيع المستوى ولا يناله إلا ذو حظ عظيم.
جليلة السلمان رمز بحريني يقبع في غيابات سجون السلطة، فقط لأنها قالت : إنّ من حق الشعب أن ينادي بالإصلاح الحقيقي، من حقه أن يعيش بكرامة، ومن حقه أن يعبّر عن رأيه دون خوف، ولكن آذان السلطة صُمت عن سماع صوتها، وأنظار الإعلام لا تراها.
* كاتبة بحرينية