الصحف العربية: إبعاد معلمة أميركية لنشرها«مقالات مسيئة»... وتحذيرات من القمع

2013-08-12 - 5:07 م

مرآة البحرين (خاص): ركزت الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم على العديد من الأخبار المتعلقة بالأزمة البحرينية، منها تشديد الإجراءات الأمنية والحديث عن التعامل مع عدد من العمليات الإرهابية خلال أيام عيد الفطر فيما شددت من إجراءاتها قبيل بدء فعاليات "حملة تمرد"، كما أوردت صحف أخرى اتهامات مسؤولين رسميين للمعارضة بممارسة الإرهاب فيما اتهمت المعارضة السلطة باستدراج الفتنة.

وقد تحدثت كل"الخليج" الإماراتية عن إعلان السلطات البحرينية أن قوات الأمن تعاملت مع عدد من العمليات الإرهابية في أيام عيد الفطر المبارك. وأوردت نقلاً عن وكالة أنباء البحرين (بنا) أن وزارة الداخلية قالت إن رجال الأمن تعاملوا خلال أيام عيد الفطر المبارك مع عدد من العمليات الإرهابية التي قامت بها مجموعة من الإرهابيين في عدد من القرى، بهدف الإخلال بالنظام العام وإيذاء المواطنين وترويعهم وتعريض حياتهم وحرياتهم وأمنهم للخطر" .

من جهة أخرى قالت"الخليج" و"الاتحاد" الإماراتيتان و "اليوم السابع" المصرية و"الرياض" السعودية إضافة إلى صحيفة "الراية" القطرية أن وزارة الدولة لشؤون الاتصالات أعلنت ان فريق العمل بالوزارة التابع لمكتب التنسيق والمتابعة، وفي إطار اضطلاعه بمسؤولياته في تنفيذ قرار رئيس الوزراء بتكليف الوزارة بتنفيذ التوصية 15 بشأن تفعيل الإجراءات القانونية ضد كل من يسيء استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي بصورة غير قانونية ،قام بتتبع أحد الحسابات الإلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، دأب على نشر مقالات مسيئة عن البحرين ومقالات تشجع على التفرقة المذهبية في المجتمع البحريني ونشر بعض المقالات على المواقع المرتبطة ب"حزب الله" . وتمكن من التعرف إلى هوية صاحبة الحساب التي استعانت باسم وهمي حيث تبين أنه يخص معلمة أمريكية تعمل بإحدى رياض الأطفال بالمملكة .

وأوضحت الوزارة في بيان بثته وكالة أنباء البحرين أن صاحبة الحساب ثبت أنها عملت "كصحفية غير معتمدة" في الوقت نفسه الذي تعمل فيه كمدرسة لرياض الأطفال بالمخالفة لأحكام قانون هيئة تنظيم سوق العمل وقانون الجوازات والهجرة، وعلى الفور قامت الوزارة وطبقاً للإجراءات القانونية بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية وتم إلغاء تأشيرة دخولها إلى المملكة وإبعادها عن البلاد.

إجراءات واعتقالات

إلى ذلك قالت نقلت صحيفة "اليوم السابع" المصرية عن صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"الأمريكية، أن البحرين تستعد لمواجهة موجة جديدة من المظاهرات الحاشدة في 14 أغسطس، للمطالبة بإجراء إصلاحات ديمقراطية، وذلك فى إطار الفعاليات النشطة التي تنظمها المعارضة منذ عامين". وأشارت الصحيفة إلى "أن حكومة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تعاملت مع المظاهرات السابقة من خلال القمع، كما أنها جعلت من المستحيل على الصحفيين الأجانب أن يتمكنوا من تغطية الأحداث، وهو ما دفع صحفيي المواطن إلى تغطية الأحداث لعرضها على العالم الخارجي وقد نجحوا في ذلك حتى الآن".

وتابعت الصحيفة الأميركية: "أصبح صحفيو المواطن هم الهدف الجديد للحكومة، فقبل أسبوع، أعرب أحد صحفيي المواطن إلى الصحيفة عن مخاوفه بشأن تعرضه هو وزملاؤه للاعتقال، خاصة بعد أن تم اعتقال المدون البحريني محمد حسن في بيته، ومصادرة الهاتف والكاميرا وغيرها من الأجهزة الأخرى التي وجدت في غرفته، وبعدما نشر محاميه عبد العزيز موسى تغريدة تفيد بتعرض محمد حسن للضرب، تم اعتقاله".

وتابعت الصحيفة خبرها: " في مساء نفس اليوم، اعتقلت الشرطة صديق محمد حسن، المصور حسين حبيل أثناء تواجده بالمطار عندما كان متجها لدبي، ثم تم اعتقال قاسم زين العابدين، المصور من قرية دراز في الشمال، وتم نقل النشطاء الثلاثة إلى السجن الرئيسي.

وقد أشارت الصحيفة إلى أن "هيومان رايتس ووتش" أعربت عن تحفظها على توصيات البرلمان بتشديد الإجراءات التي لم تتحول إلى قانون بعد، قائلة إنها سوف تمنح الأجهزة قدرا كبيرا من السلطة يمكنه عرقلة الحريات.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مريم الخواجة، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، إنه تحت مظلة الإرهاب يعمل النظام البحريني على منع المظاهرات من الأساس، واتهمت "الخواجة" الحكومة بملاحقة صحفيي المواطن والنشطاء، لكى تجعل مهمة تغطية المظاهرات مهمة مستحيلة، وقد حاولت"الخواجة" دخول البحرين يوم الجمعة ولكن تم منعها وإعادتها إلى كوبنهاجن، حيث أخبرتها السلطات أنها ممنوعة من دخول البحرين.

النظام يحاول خلق فتنة لمواجهة "تمرد"

وفي خبر لها قالت صحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة باللغة العربية "أن المعارضة البحرينية تتابع التخبط السياسي والأمني الذي يسير عليه النظام البحريني الناتج من الخوف من الدعوات للتظاهر السلمي في 14 أغسطس. ونقلت الصحيفة الايرانية عن موقع جمعية "الوفاق"أن قوى المعارضة البحرينية استنكرت الاعتقال التعسفي لعضو التجمع القومي الديمقراطي محمد سند الماكنة من مطار البحرين الدولي ومنع عائلته من السفر.

وأكدت المعارضة"ان قيام الأجهزة الأمنية باعتقال الماكنة عندما كان برفقة عائلته للسفر لقضاء إجازة العيد ومنع عائلته من السفر، يأتي في سياق تشديد الإجراءات الأمنية وطالبت بإطلاق سراحه فورا".

وشددت قوى المعارضة على أن سياسية الاعتقالات والمداهمات لا يمكن أن تحقق الاستقرار السياسي بل العمل لإيجاد حل سياسي عبر تفاوض بين النظام والمعارضة هو الكفيل بتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي.وأشارت إلى أن الماكنة هو من الداعين للعمل السلمي ويمارس عمله السياسي في إطار علني ضمن جمعية التجمع القومي الديمقراطي.

ودعت قوى المعارضة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى تحمل مسئولياتها في ظل الإجراءات الأمنية للنظام المخالفة للقانون الدولي ولحقوق الإنسان العالمية وهو ما ينذر بتداعيات خطيرة على الاستقرار بالبحرين نتيجة هذه السياسية وهدفها الواضح وهو الهروب من تنفيذ الاستحقاق السياسي وتلبية مطالب شعب البحرين.

كما نقلت الصحيفة عن أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي فاضل عباس تأكيده أن حالة الخوف لدى النظام البحريني من حركة تمرد التي ستنطلق بعد أيام وصلت لمرحلة غير مسبوقة، موضحا ان النظام يحاول استنهاض كافة مؤيديه ويحاول خلق الفتنة المذهبية لمواجهة هذا الحراك الشعبي".

وقال عباس في حوار مع قناة "العالم الإخبارية" الأحد إن النظام البحريني يحاول استنهاض التجار وخلق فتنة مذهبية عن طريق استنهاض المكون الآخر في البحرين، لأن زيارة رئيس الوزراء لمقر تجمع الوحدة الوطنية صاحب دعوة الفزعة لمواجهة تمرد 14 أغسطس".

وأضاف: "يبدو أن حالة الخوف وصلت عند النظام الى مرحلة غير مسبوقة من خلال استنهاض كافة المكونات المؤيدة له لمواجهة تمرد 14 اغسطس، وهذا يؤكد على خطورة الوضع في البحرين، ويؤكد أن النظام البحريني أصبح غير قادر على مواجهة الأزمة بالحلول السياسية، وأنه ما زال يعول على القمع بشكل كبير خلال الأيام القادمة".

خليفة: البحرين مستهدفة

من ناحيتها، قالت صحيفة "السياسة" الكويتية و"اليوم السابع" و"الخليج"و"الاتحاد" أن رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة أكد أن المملكة ستظل جمرة تكوي بنارها من يريد أن يعبث بأمنها واستقرارها، وأنها مستهدفة لأنها مدخل لبلدان أخرى في محيطها الإقليمي، مشدداً على أن التدخلات الخارجية في شؤونها لن ترهبها.

وقد جاءت مواقف خليفة خلال زيارتين له أمس وأول من أمس إلى المحافظة الوسطى ومحافظة المحرق، في إطار جولاته بالمحافظات للإطلاع على الأوضاع عن قرب وتهنئة المسؤولين والمواطنين بعيد الفطر حسب ما أوردت "السياسة" الكويتية.

وفي تصريحات خلال زيارته المحافظة الوسطى، أمس، أكد خليفة ان الشعب البحريني قادر على الذود عن أي خطر يتهدد حياته ومستقبله، مضيفاً "إننا لدينا عزم أكيد على تقديم كل ما من شأنه أن يحقق مصلحة الوطن، ولن نسمح لأحد بأن يشغلنا عن أولويات الوطن، فلا عيشة لخائف وسنمضي قدما في تنفيذ توصيات المجلس الوطني وإشاعة الأمن في ربوع الوطن".

وأكد أن الحكومة جادة في تنفيذ التوصيات وتطبيق القانون من أجل استئصال الإرهاب وتجفيف منابعه، مشدداً على أن "البحرين لن ترهبها أي تدخلات خارجية، ولن تكون مسرحاً لتجارب تلك الدول، وعلينا أن نقف في وجه كل من يريد للبحرين التمزق والضياع كما يحدث في بعض البلدان التي من حولنا".

وأضاف "نحن نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية، وليس للمحرضين مكان بيننا، وسوف نغالب هذا الوضع ونترجم توصيات شعب البحرين بما أوتينا من عزيمة وقوة حتى نقابل هذا الإرهاب البغيض بما يستحقه من قوة القانون".

وأكد أن البحرين ليست بمعزل عن أشقائها في دول الخليج الذين قدموا لها كل المساعدة، وخص بالشكر المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن "دول الخليج بتعاونها تستطيع أن تواجه أية تحديات تقف ضد إرادتها في العيش بسلام تنعم به الشعوب والمنطقة".

وفي تصريحات لدى زيارته محافظة المحرق، أول من أمس، أكد الأمير خليفة أن "شعب البحرين هو السد المنيع الذي سيدحر أي مخطط يستهدف أمن البحرين واستقرارها"، مشيراً إلى ضرورة التعاون بين الجميع "لدحر الإرهاب الذي اقترن بالتخريب والعنف، وهو أمر تأباه كل القيم والديانات السماوية".وشدد على أن "الواجب اليوم أكبر من أي وقت مضي، لأن الوعي أصبح أكثر مما كان عليه بعد أن فطن الجميع لحقيقة ما يحدث من أنه ليس بمطالب معيشية، وإنما الهدف هو تغيير النظام وجر البلاد إلى الفوضى والتخريب"، مؤكداً أن "التركيز الآن على البحرين لأنها مدخل لبلدان أخرى في محيطنا الإقليمي، وعلينا إفشال كل هذه المحاولات البائسة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus