الواشنطن بوست: أانفراجة في البحرين؟

2011-06-08 - 8:34 ص

 



بقلم التحرير - الواشنطن بوست:
ترجمة: مرآة البحرين
 

 

منذ آذار / مارس الماضي والإمارة البحرينية الصغيرة في الخليج العربي (في النص الأصلي الخليج الفارسي) تتصدر قائمة المناهضين للربيع العربي، شانةً حملتها المتواصلة للقضاء على أنصار الإصلاحات الديمقراطية المحلية، معتكزة على مساعدة قوات جارتها المملكة العربية السعودية. هذا القمع الموجه نحو الذات والمشوب بالعداء الطائفي من النخبة السنية الحاكمة تجاه الغالبية الشيعية من السكان، يشكل مشكلة رئيسية بالنسبة للولايات المتحدة بسبب قدرته على تأجيج الصراع الطائفي في المنطقة، ولأن البحرين حليفة الولايات المتحدة التي تستضيف الاسطول الأمريكي الخامس.


إلا أن الفرصة تبدو سانحة لإدارة أوباما الآن لتغيير هذا الوضع، فمن المقرر حضور العضو الأكثر ليبرالية في الأسرة الحاكمة الخليفية ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، للقاء مع الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون يوم الثلاثاء. تعقب دعوته إلى واشنطن رفع الملك حمد بن عيسى آل خليفة حالة الطوارئ الأسبوع الماضي، واتفاقه مع قادة المعارضة لبدء المفاوضات. السيد أوباما، الذي انتقد قمع النظام البحريني في خطابه حول الشرق الاوسط الشهر الماضي، يسعى لدعم الإصلاحيين على أمل أن تفي البحرين بوعودها لإجراء تغيير سياسي حقيقي.


غير أن هنالك وللأسف من الضرر ما يصعب إصلاحه.  منذ بدء الحملة في 14 مارس ، تم اعتقال الآلاف من البحرينيين، وتعرض الكثيرون للضرب أو التعذيب، حيث قضى ما لا يقل عن أربعة أشخاص في الحجز،  ووضعت عشرات للمحاكمة أمام محاكم أمن خاصة، بما في ذلك 47 طبيباً وممرضا ممن عالجوا الجرحى الذين تعرضوا لطلقات قوات الأمن، إضافةً إلى  عدد من أعضاء الأحزاب السياسية المدعوة الآن الى المفاوضات. ناهيك عن أن نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين لا يزالون يواجهون المضايقات.


الخبر السار -نسبياً- هو أن  جمعية الوفاق المعارضة قبلت عرض الحكومة للدخول في مفاوضات معها بعد مناقشات خاصة تمت بين الطرفين، على نقيض موقفها الأسبق قبل الحملة الأمنية.  وقد أخبر مسؤولون بحرينيون نظراءهم الأميركيين أن الملك على استعداد لعقد اتفاقِ حقيقي، ومنح امتيازاتِ للمعارضة -وإن كانت محدودة- بما في ذلك جعل منصب رئيس الوزراء المعين من مسؤوليات البرلمان المنتخب، وإعادة رسم خطوط الدوائر الانتخابية التي تؤيد الاقلية السنية. يصف هؤلاء عملية التغيير بالبطيئة والمستمرة في آن، مانحةً فرصة إحقاق تغيير حقيقي على مدى السنوات القادمة، تقود لحكومةٍ تمثل الشعب في نهاية المطاف.


قد يتطلب إحراز نجاحات حقيقية باستخدام هذه الاستراتيجية الكثير من تهدئة المطالب من جانب المعارضة، حيث سعى البعض للإطاحة بالأسرة الحاكمة. إلا أن العقبة الكبرى ربما تكون تلك الانقسامات داخل النظام نفسه. طلبت الولايات المتحدة من المسؤولين إعلامها عن تفاصيل حيازة  خليفة بن سلمان لمنصب رئيس الوزراء على مدى 40 عاما، وحول قيادته للجناح المتشدد في السلطة؛ رد البحرينيون أن القمع قد جعل له شعبية واسعة بين السنة. على الرغم من كل ذلك، لا يمكن أن نتوقع نجاح المحادثات اذا لم يتم إطلاق سراح السجناء السياسيين، وإنهاء الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن وإجراء تغيير حقيقي وملموس في الحكومة.

التغييرالأولي في الاستراتيجية التي يتبعها النظام يدل على نفوذ الولايات المتحدة. لذا ينبغي على السيد أوباما استغلال هذا النفوذ، ليس فقط من خلال تعزيز ولي العهد ولكن أيضا من خلال ربط استمرار تمركز الاسطول الخامس في البحرين بالعملية الإصلاحية.

٧ يونيو ٢٠١١


http://www.washingtonpost.com/opinions/an-opening-in-bahrain/2011/06/06/AGeSrbKH_story.html


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus