الصحف العربية: هلع في القصر الملكي وإجراءات مشددة لمواجهة «التمرد»

2013-08-14 - 8:32 م

مرآة البحرين (خاص): ركزت غالبية الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم على انطلاق فعاليات حركة "تمرد" في البحرين والإجراءات الأمنية الاستثنائية التي اتخذتها السلطات البحرينية لمواجهة حركة الاحتجاجات السلمية التي دعت لها حركة "تمرد"، كما تحدثت عن حالة هلع في القصر الملكي خوفاً من التحركات الاحتجاجية. إلى ذلك تحدثت صحف أخرى عن استدعاء وزارة الخارجية للقائم بأعمال السفارة اللبنانية  إبراهيم عساف احتجاجاً على استضافة بيروت مؤتمراً صحافياً لحركة "تمرد" !

وقد تحدثت صحيفة "السفير" اللبنانية و"اليوم السابع " المصرية عن استنفار امني للسلطات البحرينية وقالت "السفير" إن "النفير الشعبي المدني السلمي" الذي دعت إليه حركة "تمرّد البحرين" ينطلق اليوم وسط استنفار السلطات الأمني والسياسي لمواجهة ما وصفه رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بـ"دعوات مشبوهة للخروج على النظام والقانون".

وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى أن "الحملة أعلنت في الإرشادات العامة للمرحلة الأولى من النفير الشعبي المدني، التي أطلقتها أمس الأول، أنّ محاور النفير لليوم ستكون تسعة.

ونقلت الصحيفة أن الأمين العام لـ"جمعية الوفاق الوطني" الشيخ علي سلمان أنه أعلن ـ وفقاً لفيديو نشرته الحملة على موقعهاـ  أنّ "هذه الثورة لن تتوقف، ولن تتوقف هذه الهبّات، ولن تتوقف دعوات التمرد والتجمع أياً كان ما يكون في 14 اغسطس (آب)، وستأتي دعوات في سبتمبر (أيلول)، وستأتي دعوات في ديسمبر (كانون الأول)، وستأتي دعوات في كل شهر حتى تسقط الديكتاتورية وتقام ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان لا تظلم سنياً ولا تظلم شيعياً، وتحترم الجميع على قدم المساواة".

وقالت كل من "السفير" و"اليوم السابع" أن السلطات زادت التعزيزات الأمنية على الأرض، وذلك عبر تعزيز محيط دوار اللؤلؤة السابق، الذي كان معقل الحركة الاحتجاجية في العام 2011، ونصب نقاط التفتيش في مداخل القرى والمناطق بحثا عن مطلوبين وناشطين  ميدانيين. كما تم تسوير عدد من الشوارع الفرعية المؤدية إلى الشوارع الرئيسية بالأسلاك الشائكة والحواجز الاسمنتية.

أما صحيفة "الأخبار" اللبنانية فقالت  إن البحرين تعيش منذ أيام حالة طوارئ يصعب القول إنها غير معلنة، وتقول ثريا، معلمة من البحرين: "أشعر بأن النظام أكثر جهة استعدت لتمرد البحرين، لقد سور مناطقنا بالأسلاك الشائكة، وحولنا القرى والبلدات إلى سجن كبير"

وأضافت: " إن حجم القوات الأمنية المنتشرة في كل مكان أحال البحرين ثكنة عسكرية، ليس فقط قرب دوار اللؤلؤة وضاحية السيف الراقية والمنطقة الدبلوماسية، وإنما أيضاً مختلف المناطق السكينة، وقرى شارع البديع حيث الكثافة المعارضة في المحافظة الشمالية، التي تضم نحو ثلث سكان البحرين. وبالتأكيد جزيرة سترة التي تضم مصنع تكرير النفط، وتعد أهم معاقل المعارضة، واقتحمها الجيش السعودي، بحسب شهود عيان، منتصف آذار 2011، وسقط فيها العدد الأكبر من الضحايا. ويعتبر أهالي سترة أن الملك البحريني قد خذلهم بعدما رفعوا سيارته في 2001 حين بشر بالإصلاح، لكنه مضى عكس وعوده.

هلع في القصر

وتابعت "الاخبار" أن  "بواعث القلق بل الهلع حقيقية في القصر الملكي البحريني من تمرد البحرين المزمع انطلاقته اليوم. ولعل المخاوف عند القصر أكثر تجلياً من القيادات الأمنية، التي تعتقد أنها اتخذت ما يكفي من أجل لجم التظاهرات الشعبية، التي بدأ التحضير لها قبل نحو شهرين".

ولفتت الصحيفة اللبنانية إلى أن "المسؤولين في القصر الملكي يرفضون تقديرات وزارة الداخلية والاستخبارات، الذين بنظرهم أخطأوا في التقدير قبل أكثر من عامين، حين لم يتوقعوا أن تعم التظاهرات المنامة منتصف شباط 2011 في سياق ثورات الربيع العربي، التي دشنتها تونس، وتلقفها شباب البحرين".

وتابعت: "هذه المرة تصدى الملك حمد مباشرة بنفسه للتحضير لقمع التمردات الشعبية، ولم ينتظر وقوع الحدث، كما فعل في 2011، وفي الحالتين، فإنه مضى في الخيار الأمني. سياسيون تمنّوا أن ينأى الملك بنفسه عن التورط في الرؤية الأمنية على هذا النحو الفاقع، حتى لو ترك ذلك لفريقه الأمني، ليكون هو لاحقاً قادراً على المبادرة السياسية. بيد أن خطابه قبل شهر من الآن، والذي تحدث فيه عن أن "أهل البحرين طفح بهم الكيل" من أفعال المعارضة، أنهى الأمل الذي يراود المعتدلين في المعارضة بأن السلطة قد تكون مقدمة على طرح مبادرة سياسية في أعقاب عودة ولي العهد سلمان بن حمد من زيارته إلى الولايات المتحدة في حزيران الماضي".

وأشارت صحيفة "الاخبار" إلى أن الإجراءات الرسمية تهدف إلى الحدّ من تأثيرات العصيان المدني المزمع تنفيذه على نحو جزئي اليوم، فيما القلق يساور كثيرين من إقدام السلطة على فصل عمال كما فعلت في 2011، حين فصلت نحو 4500 عامل من وظائفهم على خلفية مشاركتهم في التظاهرات المطالبة بالديموقراطية".

ولفتت صحيفة "الاخبار" إلى أن السلطة البحرينية تتبع في إجراءاتها العنيفة بعض التكتيكات والتكنولوجيا البريطانية للسيطرة على الحشود، وتعتمد على اتخاذ خطوات استباقية، واتباع أساليب تتفادى الحد من استهداف المتظاهرين بطريقة تظهر الدم أمام الكاميرا، وتفضل "القتل الناعم"، أو "اعطاب" المتظاهرين عبر إصابتهم في مواضع غير قاتلة ما أمكن.

وأشارت الصحيفة إلى حرص السلطة على "منع تحول التظاهرات في المنامة إلى اعتصام دائم يبقى أولوية، لأن منع تشكل الاعتصام أسهل من فضه".

عاصفة التمرد  استمرار لثورة 14 فبراير

 إلى ما تقدم، قالت صحيفة" الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية أن حركة "أنصار ثورة 14 فبراير" في البحرين أصدرت بياناً دعت فيه الجماهير للمشاركة الواسعة في فعالية التمرد.

وأكد البيان أنه آن الأوان للبحرينيين أن "ينطلقوا في الشوارع والميادين في فعالية عاصفة التمرد ليقولوا كلمتهم بالمطالبة بسقوط الطاغية حمد ورحيل آل خليفة وإسقاط النظام وإقامة نظام سياسي تعددي جديد، يحقق تطلعاته وأمانيه في مناخ من الحرية والعدالة الإجتماعية وسيادة حقيقية للقانون وتوزيع عادل للثروة وصيانتها وحمايتها من أن تطالها يد الفاسدين والعابثين من أزلام النظام».

وطالبت حركة أنصار ثورة 14 فبراير "جماهير الثورة بتوجيه المظاهرات والمسيرات أمام السفارة الأمريكية والبريطانية واستنكار وقوف واشنطن ولندن إلى جانب قمع وديكتاتورية الطاغية حمد وحمايته ودعمه وقمع المطالبين بالحكم الديمقراطي والمطالبين بتداول السلطة بشكل سلمي».

خليفة: الحكومة أمام مرحلة حاسمة

هذا وأشارت صحيفة "السفير" إلى أنه  مقابل هذه الدعوات، أكد رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان أن "الحكومة أمام مرحلة حاسمة في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه ضمن برنامج متكامل لمكافحة الإرهاب ومعاقبة مرتكبيه والمحرضين عليه ومن يوفر لهم الغطاء السياسي أو الشرعي"، مشيراً إلى أنّ "تمرّد البحرين" تمثل "دعوات مشبوهة للخروج على النظام والقانون" وأن الحكومة "ستجابهها ومن يقف وراءها بقوة بإجراءات وتدابير حازمة وستعاقب من يقف خلفها". ووصف حملة "تمرّد" بأنها "إرهاب ممنهج سنواجهه بكل صرامة وسيقدم للعدالة كل محرض وداع للعنف والإرهاب وتعريض السلم الأهلي للخطر".

أما صحيفة "اليوم السابع" فقالت إن وزارة الداخلية البحرينية اكدت في بيان أن "التواجد الأمني في مختلف مناطق المملكة يهدف إلى حفظ الأمن والنظام العام وضمان انسياب الحركة المرورية".

رئيس هيئة الأركان البحرينية يجتمع مع قائد قوات درع الجزيرة!

وأشارت كل من "الخليج" و"الاتحاد" الاماراتيتين إلى اجتماع رئيس هيئة الأركان البحرينية اللواء الركن دعيج بن سلمان آل خليفة مع  قائد قوات درع الجزيرة المشتركة اللواء الركن مطلق بن سالم الأزيمع .

ورحب رئيس هيئة الأركان البحرينية بقائد قوات درع الجزيرة المشتركة، مشيدا بالجهود الطيبة التي تبذلها قوات درع الجزيرة المشتركة التي تتواجد بمملكة البحرين بمعسكرات قوة دفاع البحرين وترسخ وحدة الهدف والمصير الذي يربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية

استدعاء القائم بالأعمال اللبناني

وتحدثت كل من "السفير" و"اليوم السابع" و"القبس" و"الخليج" عن استدعاء  وزارة خارجية البحرين القائم بأعمال السفارة اللبنانية إبراهيم عساف في الديوان العام للوزارة، وذلك تعبيراً عن استيائها من عقد مؤتمر صحافي في بيروت لحملة "تمرد البحرين" في الثامن من آب الحالي. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) عن وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالله عبداللطيف عبدالله تأكيده للقائم بالأعمال اللبناني. حرص البحرين على تطوير العلاقات مع لبنان وتنميتها، مشدداً على ضرورة الحفاظ عليها بمنأى عن التدخل في الشؤون الداخلية.وأشار عبد الله إلى عدم قبول البحرين بأن تقوم دولة "شقيقة" بـ"السماح بأن تحتضن على أراضيها فعاليات ومنابر إعلامية تجاهر بالإساءة إلى دولة شقيقة لها"، معبراً في هذا الصدد عن استياء البحرين "من هذا التصرف غير المقبول". وطالب عساف بنقل استياء وزارة الخارجية إلى الحكومة اللبنانية.

ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن عساف تأكيده "عدم قبوله بما جرى في المؤتمر الصحافي المذكور"، كما عبر عن "التزام لبنان بمبادئ عدة يتصدرها عدم سماح الحكومة اللبنانية بأن يكون لبنان منفذاً لتوجيه أي عداء للبحرين، فضلاً عن التزام لبنان بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus