قضية محتجز بحريني تسلط الضوء على ثمن الاحتجاج

محمد ميرزا
محمد ميرزا

2013-08-16 - 11:52 ص

بقلم بيل لاو- محلل لشؤون الخليج- BBC

هذه قصة شاب يدعى محمد ميرزا. تدعي الشرطة البحرينية أنه مجرم خطير فيما تعتقد عائلته أنه ضحية وحشية الشرطة ونظام المحاكمة المنحاز.

يبلغ محمد ميرزا من العمر اثنين وعشرين عامًا. وهو مسلم شيعي من قرية الدير، القريبة من العاصمة المنامة.

في شباط 2011، احتشد آلاف المتظاهرين المسالمين في دوار اللؤلؤة، معلم هام في المدينة. كانوا يطالبون بالإصلاح الديمقراطي وبإنهاء التمييز. 
بين المتظاهرين، كان محمد ميرزا.

في بلد تعاني فيه الغالبية الشيعية من معاملة ظالمة من قبل الحكام السنة، آل خليفة، كان أغلب المتظاهرين في دوار اللؤلؤة، وليس كلهم، شيعة.

تم إخلاء الدوار بالقوة في الأشهر التي تلت، وتوفي أكثرمن خمسين شخصا، بينهم خمسة من رجال الشرطة. كذلك تم توقيف المئات من الشيعة وطرد الآلاف من وظائفهم فيما توفي على الأقل ثلاثة أشخاص جراء الضرب أثناء الاحتجاز.

وأثارت وحشية الحكومة في التعامل مع الانتفاضة المزيد من التظاهرات. فيما تم منع المسيرات في المنامة والاعتداء على المتظاهرين المسالمين من قبل الشرطة.

خارج المدينة، في القرى، قام شبان شيعة، أغلبهم مسلح بقنابل المولوتوف، بالسخرية من شرطة مكافحة الشغب وبالهجوم المضاد عليها. ولم يميز الجواب -الغاز الثقيل المسيل للدموع هو، القنابل الصاعقة وإطلاق النار، والتوقيف العشوائي- بين المقاتلين والأبرياء.

أكدت عائلة محمد ميرزا ومحاميه أنه كان متظاهرًا مسالمًا فيما تقول الشرطة خلاف ذلك.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، ووفقًا لمحامييه، تمت إدانته غيابيًا بالتجمع غير القانوني وبالتهجم على سيارة للشرطة ورمي الحجارة عليها. وحكم عليه بالسجن لمدة سنة.

في 24 كانون الثاني/يناير 2012، أدين للمرة الثانية بتهم مماثلة وحكم عليه بالسجن سنة إضافية. في أيار، تلقى عقوبة ثالثة، ستة أشهر هذه المرة بسبب التجمع غير القانوني.

وكان محمد ميرزا هارباً طيلة هذه الفترة.

أخيراً، تم القبض عليه في حزيران/يونيو 2012 في بيت عمته ( أو خالته)/ قريبته في الدير، بعد أن أصيب بطلقة في الظهر في الأسابيع السابقة. وأكدت عائلته أنه أصيب حين أطلقت الشرطة النار على مسيرة مسالمة في مسقط رأسه.

وتختلف رواية الشرطة للأحداث حيث تقول إنه كان مع جمع من مثيري الشغب وأن إطلاق النار حصل فقط لأن حياة الشرطي كانت في خطر.

تهمة بعد تهمة
بعد توقيفه، بحسب ما قالته عائلته لقناة (BBC)، تم احتجازه لستة أيام قبل أن يعرفوا مكانه، في اتصال هاتفي قصير سمح له بإجرائه.

حين سمح لهم بمقابلته، بعد ثلاثة أسابيع من توقيفه، أخبرهم محمد أنه تم ضربه على رأسه، ووجهه، وظهره.

وقال لعائلته أن معذبيه تعمدوا ضربه على جروحه، في مكان إصابته بالرصاصة التي لا تزال في ظهره.

"لقد ضربوه وعذبوه بالكهرباء"، هذا ما قاله فرد من عائلته لـ (BBC).

"لقد رأت الشرطة الجروح في ظهره، وتعمدت ضربه عليها لتزيد من ألمه".

وقد اعترف محمد، مكرهًا تحت التعذيب، بارتكاب جرائم لم يقم بها. وأمضى ما يقارب السنة في مركز التوقيف بالحوض الجاف.

وفي كل مرة أحيلت فيها قضيته إلى المحكمة، رفضها القاضي بحجة نقص الأدلة المنطقية، بحسب محاميه عبد الله زين الدين.

وروى السيد زين الدين لـ (BBC): "في كل مرة نذهب فيها إلى المحكمة، تكون أدلة النيابة العامة ضعيفة ويتم رفض القضية، لكن حين نذهب لإطلاق سراحه من السجن، تتم إضافة تهمة جديدة له".

ووصف هذه العملية بلعبة، خططت لها الشرطة ومكتب المدعي العام لإبقاء محمد ميرزا مسجونًا بسبب جرائم لا أدلة فعلية على أنه ارتكبها.

وتقول عائلته أنه نتيجة للضرب، فإن محمد بحاجة ماسة للعناية الطبية . فقد تضرر سمعه وبصره، ويعاني من آلام مبرحة نتيجة ضربه في مكان إصابته حيث لم يتم استخراج شظايا الرصاص بعد.

"يحتاج محمد إلى أطباء مختصين لفحص ظهره، ولمعالجة سمعه وبصره. لقد طالبنا بذلك عدة مرات وأرسلنا عدة رسائل، ولكن بعد كل هذا، وحتى الآن، لم يتم عرضه على أي أخصائي".

عرضت (BBC) هذه القضية على رئيس الشرطة في البحرين وعلى أمين عام التظلمات حيث تم تبليغها بأن السلطات سوف تحقق في هذه القضية.

ولكن، بحسب محام ملم بالقضية، تم نقل محمد ميرزا إلى سجن جو في جنوب المنامة ليقضي عقوبته الأخيرة، ولم يتلق بعد العناية الطبية اللازمة لمعالجة إصاباته.

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus