ندى الوادي، نيويورك تايمز                                                                            

ترجمة: مرآة البحرين

تستطيع المملكة العربية السعودية أن تعيق الطريق أمام الإصلاح والديمقراطية في الخليج والشرق الأوسط، ، لكنها لن تتمكن من إيقافه. فإلى جانب قدراتها المالية، تستمر هذه الدولة بسياستها المناهضة للإصلاح في المنطقة وذلك لسبب واحد: تحالفها مع الولايات المتحدة الأميركية. فقد منح هذا التحالف السعوديين الضوء الأخضر للتدخل في الكثير من القضايا في المنطقة، كما هو الأمر في البحرين عندما تم قمع الحركة التي تدعو إلى الديمقراطية بعد دخول القوات التي تقودها السعودية إلى الجزيرة عام  2011.

لكن السياسات، والمصالح السعودية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، أصبحت مكلفة أكثر من أي وقت مضى. وفي الوقت الذي تعتبر السعودية هي القوة الكبرى في المنطقة للدفاع عن المصالح الأميركية في مواجهة إيران، وفي الوقت الذي تزود فيه السعودية حوالى 8 بالمئة من الحاجات النفطية  للولايات المتحدة ، أصبح هذين العاملين أقل أهمية بالمقارنة مع التطورات الحالية في المنطقة – ازدياد قوة المتطرفين الإسلاميين المسلحين في سوريا – والذي قد يهدد الأمن القومي في الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير.

ويتوجب على الولايات المتحدة الأميركية استئصال جذور الإيديولجيات الإسلامية المتطرفة، التي يتمركز عدد كبير منها في المملكة العربية السعودية. كما يجب أن تنفتح الأسر السعودية الحاكمة على التغيير من الداخل، وأن تضع حدًّا للرابط الذي يجمعها بالولايات المتحدة الأميركية والايديولوجية السلفية المتطرفة، وإلا ستزيد حدة المواجهات الخطيرة في المنطقة، وسينتهي بها الأمر إلى تهديد الاستقرار في الشرق الأوسط . يجب على الولايات المتحدة الأميركية أن تنظر إلى المملكة العربية السعودية من زاوية ثانية بعد الربيع العربي. فإن النضوج السياسي المتزايد لشعب الخليج، وتحديدًا الشباب منهم، سيضعف من مناعة المنطقة ضد التغيير، ومن المفترض أن تستثمر الولايات المتحدة الأميركية في السياسات التي من شأنها أن تعزز الاستقرار. ولا يمكن لهذا التصور أن يحصل إلا في حال تم وضع حد للحكم الاستبدادي وأعطيت السلطة للشعوب.

21 أغسطس 2013

النص الأصلي