الطفلة فاطمة الخواجة ستعيش مع خرطوشات الشوزن: قال لنا الضابط سنجعل بيتكم مقبرتكم
2013-08-25 - 10:45 م
مرآة البحرين (خاص): الطفلة فاطمة الخواجة (15 عاماً) فتاة هادئة تكاد لا تسمع صوتها، لكنك حتماً ستسمع صوت قهرها جيداً. لم تكن في الشارع عندما اخترقت جسدها خرطوشات الشوزن المحرمة دولياً، بل كانت في عقر دارها. تعرضت لطلق أصابها في بطنها وصدرها في اليوم الثالث من فعالية (تمرد) 16 أغسطس . رقدت على سرير المرض عدّة أيام قبل أن تغادر المستشفى، لكن دون أن تغادر جسدها الخرطوشات التي انغرست إلى الداخل، وصار مجرد محاولة نزعها أو تحريكها يشكل خطورة على حياتها.
لهذا ستقضي فاطمة بقية حياتها بمعيّة خرطوشات الشوزن التي خرّقتها، ولعل بقاء الأخيرة في جسدها هو شهادة الدليل على إجرام لامحدود يطال الكبار ولا يستثني الصغار.
(مرآة البحرين) التقت فاطمة، حكت عما تعرضت له، تقول: في حوالي الساعة 4:30 مساء وصلنا منزلنا الكائن بقرية الكورة بعد أن كنا بزيارة لبيت جدي، كان الوضع هادئاً، فقط بعض أهالي المنطقة يقفون عند بيوتهم. وبمجرد نزولنا من السيارة جاءت لنا دورية شرطة وطالبتنا بالدخول إلى منزلنا، ولم يمر وقت طويل حتى جاءت دورية أخرى وتم تهديدنا بأن ندخل بيتنا خلال خمس ثواني وإلا سيطلق النار علينا! ومن هنا بدأ الهجوم البربري.
وتسترسل فاطمة: لم تطرف أعيننا حتى هاجمونا، كنا حينها نريد فقط أن نحمل أغراضنا من السيارة وندخل، وبمجرد أن شاهدت أمي الهجوم أغلقت باب منزلنا بسرعة لكن قوة الدفع من جانب قوات الأمن كانت أكبر من أن تصدها عضلات أمي الضعيفة، وفي ثوان معدودة انتشر عدد كبير من قوات الأمن بلباس أسود ووجوه مقنعة، وعلى الفور بدؤوا بضربنا جميعا وقاموا بتكسير الأبواب وأسرّة النوم وكل ما تطاله أيديهم، بعدها ألقوا طلقات مسيل الدموع والقنابل الصوتية في حوش منزلنا الصغير فاختنقت أختي ووقعت على الأرض مغشيا عليها، وبدل من إسعافها قاموا برفسها وضرب جميع أخواني.
كان الضابط يهددنا بأنه سيجعل بيتنا مقبرة لنا جميعا صغارا وكبارا، تضيف فاطمة وتكمل: وبينما كنت واقفة في صالتنا الصغيرة وإذا بأحدهم يوجه لي رفسة قوية، ولم أكد أفق من وجع الأولى حتى عاجلني أحدهم بالثانية، بعدها أطلقوا رصاص الشوزن علينا فاخترقت جسدي دون أن أعلم ما هذا؟ لكن بعدها سقطت على الأرض وعندما كشفت أمي عن ملابسي وجدت أن رصاص الشوزن قد اخترق بطني وصدري.
تواصل فاطمة: تم نقلي إلى مستشفى السلمانية وهناك كان الأمن بانتظاري وظل يلازمني طوال مدة وجودي في المستشفى، كما جاءت ضابطة وحققت معي موجهة لي تهمتين، التجمهر ورفع شعارات ضد النظام، لكني أجبتها بأني كنت داخل منزلي ولم أفعل شيئا!
ستعيش فاطمة بقية حياتها وجسدها فيه ما فيه من رصاصات الشوزن، ذلك أن وجوده في منطقة البطن يشكل خطورة كبيرة، وأية مجازفة لنزعها تؤدي إلى بتر الأعضاء الداخلية في الجسم، وبالتالي فقدان فاطمة لحياتها. لهذا بقيت في المستشفى خمسة أيام فقط ثم غادرته وفي جسدها ما فيه.
أنا لست خائفة لأني لم أفعل شيئا، تقول فاطمة، كنت داخل منزلي وتعرضت لما تعرضت إليه أمام أمي وأخوتي الذين لن ينسوا أبدا ما حدث لي ولهم.
والدة فاطمة تقول معقّبة: رأيت جميع أبنائي يتساقطون أمام عيني، وتعرضت للضرب عندما كنت أدافع عن أطفالي، وما إن أصيبت ابنتي فاطمة برصاص الشوزن حتى دخل علينا الضابط معرفا بنفسه بأنه (تركي الماجد) وكان يصحبه (أحمد الذوادي)، وأمر (تركي) أن يكشف على إصابة ابنتي لكني رفضت بشدة كما رفضت أخذها بالإسعاف الذي استجلبوه، بعدها جاءت ضابطة وكشفت على فاطمة وكانت شهادتها أن لا شيء تشكو منه ابنتي!!!
وتضيف أم فاطمة: أصبح منزلنا مسرحا للضباط وقوات الأمن ولم يبق ضابط ولا مسؤول إلا ودخل علينا ترافقه عشرات من سيارات الشرطة، وعندما أرادت القوات مغادرة منزلنا أطلقوا علينا وابلا من مسيلات الدموع فصرنا نصرخ خوفا على أطفالنا من الاختناق، بعدها بمدة قمت بنقل ابنتي مع والدها للمستشفى، وكان واضحا هناك بأنهم لا يريدونا أن نطلع على أي شيء فحرصت قوات الأمن على مرافقتنا في جميع تحركاتنا مع الاحتفاظ بكامل أوراق الفحص الطبي لديهم لحجب كل المعلومات عنا وعن من يهمه الأمر.