الصحف العربية: منظمات حقوقية تحذر من التعدي على الحريات الدينية .. وتظاهرات رغم الإجراءات المشددة

2013-08-26 - 5:28 م

مرآة البحرين (خاص): ركزت الصحف العربية والخليجية الصادرة خلال اليومين الماضيين على تداعيات تشكيل مجلسي إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية بأمر ملكي ،وكذلك تداعيات تظاهرات "ولى زمن الاستعباد" يوم الجمعة الفائت بالاضافة إلى مواقف بحرينية يابانية من الامن في منطقة الخليج !

وقد نقلت صحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية مواقف لرئيس رئيس قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ ميثم السلمان أكد فيها أن تدخل السلطة في الشؤون الدينية الخاصة للطائفتين الشيعية والسنية وفرض مجلس إدارة معين للأوقاف الجعفرية من دون مشاركة مئات المساجد والمآتم المسجلة في القرار يعدُّ دلالةً واضحة على سيطرة التخلف الإداري واستمرار منهجية مصادرة الحقوق الدينية والاجتماعية والمدنية للمواطنين.

وأضاف السلمان إن فرض الهيمنة الرسمية على الأوقاف الجعفرية يعدّ تناقضًا جليًا مع القيم الديمقراطية التي تقتضي إعطاء الطوائف الدينية حريتها في إدارة أوقافها والنهوض بها وتطوريها والحفاظ عليها.

وأشار الشيخ ميثم السلمان إلى القلق البالغ من قيام الإدارة المعينة حديثًا بمصادرة حق إقامة الشعائر الدينية في المساجد والحسينيات بما هو مكفول في المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما يوجد لدينا قلق من قيام الإدارة الجديدة بالمساهمة الفعلية مع الجهات التأزيمية في عرقلة إعادة بناء 38 مسجدا تعرض للهدم بصورة غير قانونية في فترة السلامة الوطنية.

وذكرت الصحيفة أن رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الجديد له مواقف سلبية للغاية من المآتم والحسينيات والمساجد المسجلة في الأوقاف الجعفرية مما قد يتسبب في إحداث توترات حادة ومتزايدة؛ نظرًا لكون تعيينه محل رفض وبالإجماع لدى هذه الجهات الدينية.

كما قالت الصحيفة الايرانية أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قد أمر الخميس بإعادة تشكيل مجلسي إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية، وتم تعيين محسن العصفور رئيساً للوقف الجعفري، وهو قاضٍ تم استبعاده من القضاء بعد شبهات فساد".

وتابعت الصحيفة: " يُعرف عن العصفور (وهو رجل دين) معاداته للمعارضة ورموزها السياسية والدينية، وهو قريب من صحيفة الوطن التي تديرها خلية تقرير البندر الذي يعمل على استبدال الرموز الدينية الموثوقة في الطائفة الجعفرية لصالح رجال دين يمكن التحكم فيهم. وتشكو الأوقاف الجعفرية من مصادرة النظام للكثير من أملاكها وتعطيل تسجيل أملاك أخرى، في تضييق على استثماراتها، فيما واجهت الكثير من إداراتها المتعاقبة تهماً بالفساد وعدم الكفاءة في استثمار الوقف الشيعي".

تظاهرة "ولّى زمن الاستعباد"

وأشارت كل من صحيفتي "السفير" اللبنانية و"اليوم السابع " المصرية إلى أن تلبية ألاف البحرينيين، دعوات الجمعيات السياسية المعارضة للتظاهر في شارع البديع غربي العاصمة المنامة تحت شعار "ولّى زمن الاستعباد"، رافعين لافتات تدين "الإرهاب الرسمي" وتطالب بتغييرات تفضي إلى نظام ديموقراطي حقيقي.

في هذا الوقت انتشرت السلطات الامنية بعد انتهاء التظاهرة القوات الراجلة والمركبات والمدرعات بشكل مكثف على طول الشارع وبشكل استعراضي.

ورفع المشاركون العديد من الشعارات أبرزها ما طالب بتنحي رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة وإسقاط حكومته، مؤكدين مواصلة الدرب عبر رفع شعارات "هذا الشعب لا تداس كرامته"، أو حتى، "كل الجرائم تقول: يا ظالم أنت المسؤول".

كما حمل المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها "لا للإرهاب الرسمي"، وذلك رداً على توجيه السلطات في الفترة الأخيرة الاتهامات إلى المعارضة بارتكاب "أعمال إرهابية"، وتنديداً بحملات الاعتقال والترهيب.

وفي البيان الختامي للتظاهرة، أعلنت قوى المعارضة أن "الوطن لا يمكن أن يبقى أسيراً لاستفراد فئة قليلة بالحكم وبالقرار وبالثروة وبالسيطرة على كل السلطات"، مضيفة أن "حق شعب البحرين بكل مكوناته وتوجهاته هو في التداول السلمي للسلطة وأن يكون هو المصدر الوحيد للسلطات".

وتابع البيان أن "البحرين بحاجة إلى مشروع سياسي حقيقي بديل عن الخيارات الأمنية المجنونة. مشروع سياسي كبير ينهي حالة البطش والتنكيل ليستبدلها بواقع ديموقراطي حقيقي"، لافتاً إلى أنّ "تأخير كل ذلك يعمق من الأزمة ويزيد من تعقيداتها، في حين أن الوطن يدفع الثمن باهظا بسبب سياسات الاستفراد والتهميش للشعب".

وحذرت المعارضة من "استمرار التحريض الفئوي على يد أجهزة النظام ومؤسساته الرسمية والدفع بالوطن نحو المنزلقات الأمنية والطائفية، والتصعيد الأمني ضد أبناء الشعب بالتزامن مع المحاكمات الجائرة وزج المواطنين في السجون على خلفية مطالبهم وممارسة حقهم بالتعبير عن الرأي".

كما دعت المجتمع الدولي وأصدقاء النظام إلى "لعب دور حقيقي في الدفع بالديموقراطية في البحرين ووقف الانتهاكات وآلة القمع والارهاب الرسمية التي تستمد وحشيتها من الصمت الدولي المطبق إزاء ما يجري في البحرين".

ونقلت صحيفة "السفير" عن القيادي في "جمعية الوفاق الوطني" عبد الجليل خليل ثوله إن "التظاهرة كانت لافتة من ناحية الحجم والنوعية خصوصا أنها جاءت بعد أسابيع من منع التظاهر، وبعد إصدار مراسيم مجحفة بحق حرية التعبير وحقوق الانسان"، موضحاً أنّ "رسالة الجماهير كانت واضحة وهي الاصرار على تحقيق المطالب برغم كل ما جرى من محاكمات واعتقالات وفصل من الأعمال والمدارس وتعذيب طيلة الأشهر الماضية، لكن الجماهير مستمرة ومصرة على تحقيق مطالبها".

وأشار خليل إلى فشل الخيار الأمني الذي اتبعته السلطة في البحرين لإيقاف الحراك. وقال "لقد فشل الخيار الأمني في السابق وسيفشل اذا أصرت السلطة على اعتماده، والحل الحقيقي في البحرين هو الحل السياسي الذي يؤدي إلى الاستقرار خصوصا أن المطالب وطنية وللجميع".

وفي تعليقه على الانتشار الأمني الذي أعقب التظاهرة قال: "لن يوقف هذا الانتشار الأمني الشارع المسالم المطالب بحقوقه والمؤمن بتحقيقها".

رئيسا وزراء البحرين واليابان يدعوان لحماية الخليج

وتحدثت كل من "اليوم السابع" و"الشرق الاوسط" و"اليوم السابع" عن اجتماع رئيسي وزراء البحرين خليفة بن سلمان آل خليفة و شينزوآبي في المنامة ودعوتهما ان إلى تركيز الجهود لحماية المنطقة من الفوضى، واعتبرا أن الأوضاع فى المنطقة، وتزايد الاضطرابات والعنف، تبعث القلق لمصير الشعوب ومستقبل التنمية فيها".

وكان رئيس الوزراء الياباني قد وصل إلى البحرين في زيارة تستمر يومين هي الأولى لرئيس وزراء ياباني للمملكة. واستعرض الجانبان، خلال الاجتماع التطورات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وقالت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية إن آل خليفة وآبى أكدا خلال اجتماعهما أن المفهوم الشامل للسلام يجب أن يكون أساس التحرك العالمي مهما بعدت المسافات بين الدول واختلف التاريخ والسياسات بينها.

وأكدا أن الأوضاع في المنطقة وتزايد الاضطرابات والعنف تبعث على القلق لمصير الشعوب ومستقبل التنمية فيها، ودعوا إلى تركيز الجهود لحماية المنطقة من الفوضى الذي يحد من انطلاقتها التنموية، كما أكد رئيسا الوزراء على ضرورة أن تكون المنطقة في منأى عن التوترات والنزاعات وما تمر به من تحديات في مواجهة تقويض الأمن وتهديد الاستقرار.

وقالت الوكالة إن رئيس وزراء البحرين أعرب عن تقديره لما وجده من رئيس وزراء اليابان من تفهم لما تمر به المنطقة من تحديات ومحاولات لاستهداف أمنها واستقرارها.

وأكد أن بلاده حريصة على بناء شراكة حقيقة مع اليابان في سائر المجالات ومنها الأمنية والدفاعية، مؤكدا الحرص على تنمية العلاقات "البحرينية – اليابانية"، وأن ما تشهد هذه العلاقات قفزة نوعية، وبخاصة بعد الزيارة التاريخية لرئيس وزراء اليابان.

وقالت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن البحرين واليابان اتفقتا على عقد حوار أمني شامل لمناقشة الأوضاع الإقليمية والأمن البحري بما في ذلك سلامة ممرات الاتصالات البحرية ومكافحة القرصنة وعدم انتشار الأسلحة ومكافحة الإرهاب والمساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث .

وأشارت الصحيفة إلى أنه صدور بيان مشترك في المنامة في ختام زيارة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي واجتماعه بالملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء .

وذكرت وكالة أنباء البحرين أن الجانبين اتفقا على تعزيز التبادل الدفاعي، بما في ذلك تبادل الخبرات على المستوى العملي بين الوحدات الدفاعية في البلدين وتبادل الخبرات التعليمية والبحثية وتبادل وجهات النظر حول المصالح المشتركة والتعاون متعدد الأطراف استناداً إلى مذكرة التفاهم بشأن التبادلات الدفاعية بين وزارتي الدفاع في البلدين التي تم توقيعها في إبريل/نيسان عام 2012.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus