تمرد تنفخ روحًا جديدة في الحركة المؤيدة للديمقراطية في البحرين

2013-08-27 - 11:31 ص

ندى الوادي، ويدجينغ نن فيولنس
ترجمة: مرآة البحرين

من السابق لأوانه تقييم نتائج حركة تمرد الجديدة التي بدأت منذ بضعة أيام في البحرين. ومن الإنصاف القول إن منظمي حركة " تمرد 14 أغسطس" قد تمكنوا من تحقيق هدف واحد مهم في هذه المرحلة: جذب الكثير من الاهتمام.

تمرد كلمة مستوحاة من الحركة الشعبية في مصر التي جمعت 22 مليون توقيع على عريضة تطالب الرئيس السابق محمد مرسي بالدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة. وكان لنجاح هذه الحركة الأثر في الكثير من الدول العربية، بما في ذلك البحرين.

مؤخرًا، العديد من النشطاء وزعماء المعارضة اشتكوا من الجمود التي وصلت إليه الحركة المؤيدة للديمقراطية في البحرين، التي اندلعت في 14 شباط/فبراير 2011. فمنذ عامين ونصف العام و الاحتجاجات والمطالب لم تتوقف، وكذلك انتهاكات السلطات لحقوق الإنسان. الجانبان عازمان على مواصلة القتال، والغلبة ليست من نصيب أحد.

إطلاق حركة تمرد في 1 آب/أغسطس حرّك المياه الراكدة وأجبر اللاعبين الدوليين على التفاعل، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وأما وسائل الإعلام الدولية فقد التقطت القصة وبدأت تقاريرها حول البحرين من جديد بعد أن شغلتها نضالات دول أكبر في الشرق الأوسط. وقد تلقت الحركة دعمًا من معظم الجهات الفاعلة المناهضة للحكومة - سواء تبنت رسميًا حركة تمرد أم لم تتبنها.

وحالما بدأت الحركة بدأت السلطات في البحرين بشن موجة قمع جديدة لافتة. ورغم احتجاب قادة هذه الحركة نظرًا للداوعي الأمنية، فقد ألقي القبض على عدد من المدونين ونشطاء الإنترنت في البحرين في أوائل هذا الشهر، بتهمة الانضمام إلى الحركة. المسؤولون في وزارة الداخلية وصفوها بـ "الحركة الإرهابية"، ووسائل الإعلام المحلية المملوكة للحكومة بشكل رئيسي، بدأت بشن حملة مناهضة لها. والدورة الاستثنائية للجمعية الوطنية انعقدت لمناقشة "التعامل مع الإرهاب" فصوت معظم أعضائها على إنزال أشد العقوبات على هؤلاء الذين يسمون إرهابيين. وأما المجموعات الموالية للحكومة فقد بدأت أيضا التحدث علنًا ضد الحركة في وسائل الاعلام الاجتماعية والتجمعات العامة.

وفي الصباح الباكر من يوم 14 آب/أغسطس، لم يكن مفاجئًا الوجود المكثف للشرطة في جميع أنحاء البحرين. هذا الوجود الذي حال دون القيام باحتجاجات كبيرة ولكن سكان بعض القرى تمكنوا من تنظيم الاحتجاج داخل قراهم. انتهى ذلك اليوم بـ 13 إصابة أطلقت خلاله الشرطة الشوزن والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وفي الوقت نفسه، كان هناك إغلاق للمحال التجارية في معظم أنحاء البلاد، وخاصة في القرى الصغيرة، تأييدًا للاحتجاج.
العديد من النقاط تحتاج إلى معالجة لتقييم أفضل لما حدث يوم 14 آب/ أغسطس. أولًا: الحركة نجحت في تسليط الضوء على أهمية التاريخ، التاريخ الذي نالت فيه البحرين استقلالها عن بريطانيا قبل 42 عامًا. ثانيًا: البيانات التي قدمها أعضاء تمرد من خارج البحرين - وكذلك المنشورات التي وضعتها الحركة ووزعت على الإنترنت - تشير إلى أن لدى منظمي تمرد خطة طويلة الأجل، سيتم الكشف عنها في الأيام القادمة. وأخيرًا، العديد من المراقبين يقولون إن حركة تمرد البحرين كانت ستحصل على اهتمام في وسائل الاعلام أكثر حتى مما حصلت عليه لولا طغيان أخبار الجيش المصري أثناء أخلاء الشوارع من أنصار مرسي.

لكن، أمام تمرد البحرين مهمة كبيرة إذا ما أرادت بناء حركة أكثر فعالية. فهناك حاجة إلى أساليب جديدة وخلاقة لتمكين الجمهور البحريني نحو المقاومة السلمية، وكذلك استراتيجية موحدة حقيقية، نفتقد لها منذ عام 2011. هناك علامات مشجعة لهكذا تطور. في نهاية يومها الأول، أصدرت تمرد البحرين بيانًا أعلنت فيه أن العاصمة، المنامة، هي الوجهة لجميع الاحتجاجات في المستقبل. فرغم الحصار الذي تفرضه الشرطة على المدينة منذ الحملة في نيسان/أبريل 2011 - التي أجبر معظم الاحتجاجات إلى تغيير وجهتها إلى أماكن أخرى في البلاد - فإن تمرد تهدف إلى تصعيد حدة الكفاح من خلال إعادته مرة أخرى إلى مشهد أكبر مواجهاته.

هل هذا يعطي الحركة المؤيدة للديمقراطية الدعم الذي لطالما احتاجته لاستعادة زخمها؟ شيء واحد فقط يبدو مؤكدًا: لن يمر وقت طويل حتى نعرف ذلك.


20 آب/أغسطس 2013
النص الأصلي 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus