دروس الدكتور كينغ تلهم ناشطة بحرينية

2013-08-30 - 12:06 م

برايان دولي، بوليسي ميك 

ترجمة: مرآة البحرين

يوم الأربعاء سأذهب إلى نصب لِنكَن التذكاري لأستمع إلى الرئيس أوباما بمناسبة الذكرى الـ 50 لخطاب مارتن لوثر كينغ "لديّ حلم" وأتمنى لو أن زينب الخواجة كانت قادرة على المجيء معي. زينب مدافعة عن حقوق الإنسان، وهي خبيرة في فلسفة كينغ ونشاطه، وهي مسجونة في البحرين منذ شهر شباط/فبراير بتهمة الاحتجاج سلميًا ضد النظام القمعي هناك.

أخبرتني شقيقتها مريم: "كان لفلسفة كينغ في المقاومة السلمية دائما تأثير كبير على نشاط زينب، لقد درستها وتعلمت منها، وحاول تطبيقها في البحرين. ولقد أوقعت بها في السجن". وفي آذار/مارس، كتبت زينب رسالة في السجن تقول إن كينغ وصل إلينا من بلد آخر وزمن آخر ليعلمنا دروسًا هامةً جدًا... أنه يجب علينا أن لا نصبح عنيفين، يجب علينا أن نضحي من أجل الحرية، وأن لا ننزل إلى مستوى ظالمينا".

عندما تكلمنا آخر مرة، قبل أن تسجن في شباط/فبراير 2013، أخبرتني زينب مرة أخرى عن مدى أهمية تجربة كينغ في صياغة نهجها في أحداث البحرين، بما في ذلك مدى صعوبة إقناع المتظاهرين في البقاء سلميين عندما يرون فوائد قليلة من المقاومة السلمية.

" اليوم، عندما أنظر في عيون المحتجين البحرينيين، أرى في كثير من الأحيان أن الأمل قد استبدل بالمرارة"، كما كتبت في رسالة هُربت من السجن. " إنها نفس المرارة التي رآها مارتن لوثر كينغ في عيون مثيري الشغب في الأحياء الفقيرة في شيكاغو عام 1966. لقد رأى أن نفس الأشخاص الذين كانوا يقودون الاحتجاجات السلمية، والذين كانوا مستعدين لتلقي الضرب دون رد، قد اقتنعوا اليوم بأن العنف هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم. أنا، مثل الدكتور كينغ، يحزنني أن أجد بعض المحتجين الذين واجهوا الدبابات والمدافع بالصدور العارية والزهور، يسألون اليوم: "ما هي الفائدة من السلمية، أو من التفوق الأخلاقي، إذا لم يكن هناك أحد يستمع؟ "

النظام البحريني رد على مطالب الديمقراطية وحقوق الإنسان بطريقة مشابهة لرد بعض أفراد الشرطة في الولايات المتحدة على حركة الحقوق المدنية التي قام بها كينغ -- بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، وسجن القادة ووصف مؤيديهم بالعنيفين والمتطرفين الممولين أجنبيًا. درست زينب في الولايات المتحدة و لديها فهم رائع فيما يتعلق بحركة الحقوق المدنية. وكتبت: "وانا أقرأ كلمات الدكتور كينغ في الآونة الأخيرة، تساءلت ما الذي يمكن أن يقوله عن دعم الولايات المتحدة للدكتاتوريين في البحرين". فالولايات المتحدة التي تعتبر البحرين حليفًا وثيقًا، لا يزال أسطولها الخامس يرسو في البلاد ولا زالت تمد جيش البحرين بالأسلحة.

تقول عائلة زينب بأنها ومنذ آذار/مارس قد منعت من الخروج من السجن فهناك مخاوف من خطر إصابتها بالتهاب الكبد الوبائي الشديد ( آي وبي) من سجناء آخرين في سجن مدينة عيسى للنساء. طلبت زينب تطعيمها، ولكن تقارير العائلة تقول بأن طلبها قد رُفض.


تقول: "صدى كلمات مارتن لوثر كينغ قد عبرت المحيطات، واخترقت جدران و قضبان سجن بحريني، والزنزانة المكتظة القذرة حيث أجلس". وتروي زينب كيف، عندما هددها مسؤول في السجن بالضرب لأنها قالت لإحدى السجينات أن لديها الحق في توكيل محام: "لم أصرخ، كررت كلمات كينغ في رأسي - بغض النظر عن هياج خصومك، عليك أن تكون هادئًا -- كان في بعض الأحيان، من خلال كلماته، رفيقًا، رفيق زنزانة أكثر من معلم".

في عام 1983، قضيت ليلتي على متن حافلة للوصول إلى واشنطن للاحتفال بإحياء الذكرى الـ 20 لأشهر خطب الدكتور كينغ. ولكن الأربعاء سيكون مختلفًا جدًا، وذلك لأهمية وقوف أول رئيس أسود في أميركا حيث وقف كينغ قبل 50 عامًا. ويأمل العديد باستشعار وجود إرث كينغ بين الحشود الضخمة وأتمنى لو أن زينب كانت هناك لتجربة ذلك معنا. ولكن شيئًا من روح كينغ معها وهي تجلس في السجن.

يوم الأربعاء عندما يقف الرئيس أوباما ليحيي قوة رسالة كينغ، آمل أن يتوقف وأولئك الذين في إدارته للحظة للتفكير بالضغط الذي تبذله حكومة الولايات المتحدة على البحرين لإطلاق سراح زينب والسجناء السياسيين الآخرين. آمل أن يدركوا بأن حلم الدكتور كينغ قد وجد صدىً خارج الولايات المتحدة عند عدد لا يحصى من النشطاء حول العالم، والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يستحقون الدعم والنشاط الأمريكي.

27 آب/أغسطس 2013
النص الأصلي 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus