عشية العام الدراسي الجديد أبو ديب يعلن عبر «مرآة البحرين» تأسيس نقابة المهن التعليمية

2013-08-31 - 11:13 م

مرآة البحرين (خاص): أعلن نقيب المعلمين مهدي أبوديب من سجن جو حيث يقضي حكما بالسجن 5 سنوات عن تشكيل نقابة المهن التعليمية، مشيرا إلى أن النقابة الجديدة هي الوريث الشرعي والقانوني لجمعية المعلمين البحرينية التي كان يترأسها، معلنا أنه أول الموقعين على تأسيس النقابة.

أبو ديب دعا، في رسالة تنشرها "مرآة البحرين" كاملة، نائبته جليلة السلمان للعمل مع من لديهم الاستعداد على تأسيس النقابة، داعيا الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين والمنظمات الحقوقية والتعليمية إلى تقديم الدعم اللازم للنقابة الجديدة.

أبو ديب وصف العام الدراسي الجديد بعام التحدي، مؤكدا على استمرار المعلمين في إصرارهم  على تأدية رسالتهم النبيلة -كما فعلوا دائماً- رغم التحديات التي فرضتها وزارة التربية والتعليم التي وصفها بـ "الغاشمة" على المعلمين.

واتهم أبو ديب الوزارة بتكثيف جهودها لتدمير التعليم، موضحا لدرجة وصلت معها لمصادرة حق المؤسسات المجتمعية والتجارية والمتبرعين في توفير بعثات أو منح دراسية للخريجين بعد توزيع البعثات الحكومية وفق معايير طائفية... وفيما يلي نص الرسالة التي بعثها أبو ديب لـ "المرآة":

الإخوة والأخوات المعلمون والمعلمات، أبنائي الطلبة وبناتي الطالبات، أولياء الأمور، الفعاليات التربوية، الهيئات التعليمية، الجمعيات الحقوقية الوطنية والإقليمية، الجمعيات السياسية، مؤسسات المجتمع المدني، الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، نقابات المعلمين حول العالم، الهيئات والمنظمات الفكرية والعلمية و الدولية.

بعد عدة عقود من الحكم الجائر وفقدان الحريات والتمييز والتطهير الطائفي، وانعدام العدالة بأنواعها بين أفراد الشعب والتعامل على الهوية حيث الأسرة ثم القبيلة ثم المذهب تُقدم على المواطنة، حيث الولاء للحكم وليس للوطن، حيث تكميم الأفواه والزج بالمعارضين في المعتقلات وإبعادهم خارج البلاد ومصادرة المطالب العادلة للشعب في (وطن يحتضن جميع أبنائه) بـ "العدل والحرية والمساواة" هي الوسائل الطبيعية لمعالجة المشاكل العالقة من قبل السلطة.

في 14 فبراير 2011 رفع الشعب صوته وقال كلمته مدوية بكل سلمية وحضارية مقدما الزهور مقابل الرصاص وكاشفاً الصدور في وجه الدبابات، تساقط الشهداء وسالت دماؤنا تخضب الشوارع، وغيبت القيادات واعتقل الشعب داخل السجون وخارجها وأسقطت الجنسيات وقُمعت الحريات وحُلت الجعيات.. وبقي الشعب صامداً، متمسكاً بمطالبه العادلة التي لا تعدو في جوهرها سوى أن "نكون مواطنين في وطننا نعيش مثلما يعيش كل مواطن في وطنه، لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات، وأن ننعم بخيرات وطننا مثل جميع شعوب العالم الحر" وبمعنى آخر طالبنا ما جاء به الدستور (مملكة دستورية يكون فيها الشعب مصدر السلطات). 

لقد واصلت السلطة قمعها وتعنتها وخالفت دستورها (المنحة) بل أنها غيبت ذلك الدستور تغييباً تاماً وهي التي كانت وما تزال تتشدق بأنها دولة القانون والمؤسسات، وأصبحت شريعة الغاب هي المهيمنة على كامل المشهد طوال عامين ونصف تقريباً. هُدمت مساجد طائفة محددة وكُسرت حسينياتها وقتل وشرد وأُقصي رجالها ونساؤها، شيبها وشبابها وأطفالها، وطمست ثقافتها، معتقداتها وتاريخها (حتى لم تعد موجودة) حوربت في أرزاقها، والأخطر من ذلك حوربت حتى في تعليمها.

التعليم هو عماد الأمم في التحضر الثقافي والتقدم التكنولوجي وفي خلق المواطنة الصالحة التي تهيئ لشعب صالح متلاحم متحاب منتج، ونحن في البحرين لدينا وزارة للتربية والتعليم، كما يُفترض، على رأسها طغمة ومن ورائها حكومة ومن فوقها سلطة، لا هم لهم سوى تدمير هذه المنظومة التعليمية التربوية الأساسية وتفريغها من محتواها الأصيل منذ مراحل التعليم الأولى وحتى التعليم الجامعي وما بعده حيث تنعدم تماماً التربية السليمة العملية للتربية للمواطنة، والمساواة وتكافؤ الفرص وغير ذلك من أسس التربية والتعليم.

وفي العامين والنصف (تقريباً) المنصرمة، فإن جهود هذه الجهات في تدمير التعليم قد تكثفت وتكشفت بشكلٍ لا يقبل التأويل، ووصلت لمصادرة حق المؤسسات المجتمعية والتجارية والمتبرعين في توفير بعثات أو منح دراسية للخريجين من طائفة معينة وحصر عملية الإبتعاث والمنح بوزارة التربية والتعليم التي لم تمنحهم الفرصة لمواصلة التعليم من الأساس. 

وإمعاناً في تحدي المواطنين فقد قام رئيس الحكومة بتعيين الصحفي صاحب المقترح الذي اقترح هذا القرار وهو (مهووس طائفياً) كما يعلم الجميع وليست لديه أية خبرات أو مؤهلات في مجال التربية والتعليم (كوكيل مساعد) في الوزارة، و هذا ليس بالتصرف الجديد من السلطة ولا الوحيد بعد تثبيت (قنبلة المتطوعين الموقوتة) في ميدان التعليم والغالبية العظمى منهم غير مؤهلين.

كان العام الدراسي 2011-2012 هو عام الثورة وعام 2012-2013 عام الصمود وأنا أعلن هذا العام 2013-2014 (عام التحدي) نعم إنه (عام تحدي الإنجاز) على جميع الأصعدة التي سأتحدث في هذه العجالة عن بعضها:

إنه عام التحدي على صعيد المعلمين في تأدية رسالتهم النبيلة على أكمل الوجوه -كما فعلوا دائماً- رغم التحديات التي فرضتها السلطة الظالمة والوزارة الغاشمة، فأنتم -أيها الأخوة والأخوات- الركيزة الأساسية التي يقوم عليه التعليم، أنتم لا تؤدون واجباً وظيفياً فحسب، بل واجبا وطنيا رساليا لا يستطيع غيركم تأديته.

وهو عام التحدي لأبنائي وبناتي الطلبة لمواصلة شق طريقهم الوعرة بكل عزيمة واقتدار نحو مستقبلهم الذي هو مستقبل وطنهم، غير عابئين بكل العقبات التي تواجههم في مواصلة دراستهم الجامعية وإزالة كل العقبات التي تضعها الوزارة ومن هم وراءها لتعيق تحقيق طموحاتهم، وأن يبقوا متحابين ومتعاونين بعيداً عن انتماءاتهم الدينية، الأسرية، الطائفية، العرقية أو الطبقية.

وأيضاً عام التحدي أمام أولياء الأمور، المؤسسات والشخصيات الوطنية بشتى انتماءاتهم الحزبية، الطائفية، وبمختلف تخصصاتها (تعليمية، حقوقية، خيرية أو سياسية) و المنظمات الدولية لرصد هذه السياسات التعليمية الهدامة ومحاربتها والوقوف مع أبناء هذا الوطن وطلبته ومعلميه، وتحريره من العشائرية والطائفية والعرقية التي كبلته بها السلطة.

وكذلك -ودون شك- فإنه عام التحدي لنا نحن -جمعية المعلمين البحرينية- التي يعلم القاصي قبل الداني مدى الاستهداف الذي تعرضت له بحيث كانت هي المؤسسة الوحيدة التي حلت في فترة (السلامة الوطنية = قانون الطوارئ) وبقيت حتى يومنا هذا المؤسسة المهنية الوحيدة التي حلت و لم تحل بعدها سوى جمعية سياسية واحدة، كما لم يتعرض أي مجلس   إدارة جمعية لما تعرض له مجلس إدارة جمعية المعلمين التي اعتقل جميع أفراد مجلس إدارتها (حتى بعض من كان مستقيلاً حينها) ونكل بهم أشد تنكيل وتعرضوا لأقسى أنواع التعذيب ووجهت لهم تهم لا حصر لها وحكم على رئيسها ونائبته بالسجن ولا زال رئيسها، يقضي فترة عقوبته الظالمة خلف القضبان.

وعليه فإن تحدي الجمعية يتمثل في إعلان ما يلي (أعلن لكم أيها الإخوة والأخوات عن تأسيس "نقابة المهن التعليمية" التي ستكون بإذن الله امتداداً أصيلاً ووريثاً شرعياً وقانونياً لجمعية المعلمين البحرينية بكل منجزاتها الوطنية والإقليمية والدولية للمعلمين البحرينيين والخليجيين والعرب وعلى مستوى العالم، وبكل طموحاتها وآمالها العريقة للارتقاء بالتعليم والمعلمين والدفاع عن مصالحهم وتحسين ظروفهم المهنية والمعيشية، وأدعوا الأستاذة الفاضلة/ جليلة محمد رضا السلمان وإخوتها وأخواتها ممن بقوا على العهد ومن يكون لديهم الاستعداد من المعلمين للعمل على تأسيس النقابة كما أدعو بقية المعلمين للالتفاف حول هذا المشروع، وأدعوا جميع مؤسسات المجتمع المدني لا سيما (الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين) لتقديم كل دعم ممكن لقيام هذه المؤسسات وإشهارها، كما أرجو من زملائنا وزميلاتنا في المنظمات التعليمية، النقابية والحقوقية وجميع الأحرار في العالم تقديم كل ما يمكن تقديمه من دعم لهذه النقابة وتأمين الجو المناسب لانطلاقها لتأدية دورها الوطني والدولي في خدمة قضايا المعلمين. وأنا أول الموقعين على طلب الإشهار في القائمة المرفقة.

 

وكل عام دراسي جديد وأنتم والوطن بخير.

مهدي عيسى أبو ديب

رئيس جمعية المعلمين البحرينية

سجن جو


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus