والدة "صادق سبت" تتحسس خفقات جمجمته: لماذا تركتني؟

2013-09-01 - 10:45 ص

لقد أنجزَت فيه المنايا و عيدها... وأخلفت الآمال ما كان من وعد

لقد قل بين المهد و اللحد لبثُه... فلم ينس عهد المهد إذ ضُمّ في اللحد

ابن الرومي

 

 مرآة البحرين (خاص): وعيد المنايا أنجزه أحدهم برسم السلطة وتحريض شيوخها، أما الآمال فأخلفت وعودها فيه في وطن يرجف فيه الأمل، وتتكسر فيه عظام الباحثين عن جنته المفقودة.

لقد رسمت والدة صادق سبت (22 عاما) أحلاما كبيرة، كأي أمٍ، ولم تفقد الأمل في ذلك، حتى وهي فوق رأسه.

كانت تتحسس خفقات جمجمته المكسورة، وتمر بأيديها على جسمه، ورغم كل ما فيه من جراح قاتلة إلا أن الأمل كان حاضرا في قلبها، لا يمكن لأم أن تصدق أنها ستفقد ولدها ولو كانت تلقي عليه نظرة أخيرة.

كانت تناديه اليوم "أين أنت يا ولدي؟ لماذا تركتني؟  أين أنت يا حبيبي؟ حرموني منك". لقد حرمها منه إجرام السلطة التي لا زالت تتستر على من دهسه بسيارته.

الداخلية تتستر على القاتل

لم تتخذ الداخلية أي إجراء في الحادث الذي أودى بحياة الشاب سبت، الذي قام أحدهم بالخروج عن مساره إلى الشارع المعاكس وتعمد دهسه بينما كان يحتج على النظام الحاكم.

الحادث منذ 30 يوليو/ تموز ولم تعلق الداخلية على الحادث إلا عبر حسابها في تويتر حيث قالت إن "غرفة العمليات الرئيسية تلقت بلاغاً من مستشفى السلمانية يفيد بإحضار شخص مصاب من منطقة السهلة، وبحسب إفادة أهله فإن إصابته ناتجة عن حادث مروري، الجهات المختصة قامت باتخاذ اللازم".

لم توضح الداخلية لحد اليوم الإجراءات اللازمة التي اتخذتها بحق مرتكب الحادث المتعمد، وحتى إدارة المرور لم تباشر إجراءات الحادث كإجراء روتيني في "حادث سير على الأقل".

لكن النظام اليوم تجاوز قتل معارضيه ليصل إلى التستر على القتلة، فالحادث ليس الأول من نوعه والتستر ليس الأخير في سلسلة حوادث دهس تورط فيها رجال الداخلية وأخرى تورط فيها بلطجيتها بتحريض مستمر على دهس المتظاهرين وقتلهم.

قهر الحزن

حالة حزن تعيشها عائلة سبت، وصحيح أنها لم تتهم أحدا بقتل ابنها، إلا أنها تنتظر أن تتخذ العدالة مجراها، غير أن النظام يريد للمعارضين وعوائلهم العيش مع القهر، بالتستر على المجرم.

جدته كانت تبكيه "ذهب الحنون... ذهب حبيبي.. ذهب صاحب الوجه الباسم. كثيرا ما كان يلجأ لي إذ كان لا يأمن على نفسه من مداهمات الشرطة لمنزلهم".

سبت عاش مطاردا لمدة تقارب العام والنصف وتوالت الاقتحامات على بيته طوال هذه المدة ولم تتوقف، وكان آخرها يوم إصابته في الساعة الخامسة مساء، لذا اضطر إلى ترك منزل والديه بحثا عن مكان آمن بعيدا عن بطش السلطة، كما أنه حرم من مواصلة دراسته الجامعية والعمل بسبب ذلك.

 

هوامش:


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus