الصحف العربية: المعارضة تتهم السلطة بالتستر على داهس شاب خلال إحدى التظاهرات... وتشكك بالتفجيرات

2013-09-02 - 4:41 م

مرآة البحرين (خاص): ركزت معظم الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم على تشييع شاب بحريني قالت المعارضة إنه استشهد جراء دهسه بسيارة خلال مشاركته في تظاهرة في 30 تموز/يوليو الماضي، وكذلك خبر تفجير سيارة أسفر عن إصابة أربعة من رجال الشرطة ، فيما شككت بعض الصحف بهذه التفجيرات ونقلت مواقف لمسؤولين في المعارضة تشكك بحدوث هذه التفجيرات .كما عرضت صحف اخرى مواقف رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة الذي هاجم المعارضة واتهمها بالسعي إلى العنف.!

وقد تحدثت صحيفة "السفير" اللبنانية عن مشاركة آلاف البحرينيين بتشييع الشاب صادق سبت (22 عاماً)، الذي نعته المعارضة البحرينية واعتبرته شهيداً، بعدما قامت سيارة بدهسه عمداً بينما كان يشارك في تظاهرة على الشارع العام في منطقته السهلة، في جنوب العاصمة المنامة، حيث لم تكشف وزارة الداخلية عن المتسبب في الحادث ولم تحاسبه حتى اليوم، على الرغم من تزويدها بمواصفات السيارة ورقم لوحتها!.

وقالت "السفير" أن التشييع تحول إلى تظاهرة كبيرة، رفع فيها المشاركون شعارات حملوا فيها الملك حمد آل خليفة مسؤولية الجرائم والاعتقالات والقتل والتعذيب ومطالبين بالقصاص من قتلة الشهداء، فاصطدم المتظاهرون بالشرطة التي واجهتهم بالغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، ما أدى إلى وقوع إصابات.

ورقد صادق في المستشفى تحت العناية المركزة، منذ تاريخ الحادثة في 30 تموز/يوليو الماضي، حتى وفاته أمس، وكان طوال هذه الفترة فاقداً للوعي إثر إصابته بكسور في الجمجمة.

وفي رواية لتفاصيل الحادثة، قال والد صادق في حديث إلى "السفير"، إنه "كان يشارك في تظاهرة بالقرب من القرية، عندما جاءت سيارة كبيرة سوداء اللون في المسار الذي كان يقف فيه صادق، بطريقة معاكسة ومخالفة للقانون لتصطدم به، وتدهسه عمداً لمسافة تقارب الثلاثين متراً، قبل أن يفر سائقها هارباً. نقلنا ابني إلى المستشفى، وباشرت قوات الأمن بالتحقيق في الحادث وعاينت الإصابة، ومنذ ذلك اليوم لم نسمع منهم شيئا، على الرغم من أننا زودناهم بمواصفات السيارة ورقم لوحتها".

وسردت السفير بعضاً من سيرة الشاب على لسان اقربائه ووالده الذي طالب المسؤولين في الدولة بالكشف عن قاتل ابنه. كما  اتهم الأمين العام لـ"جمعية الوفاق الإسلامية" الشيخ علي سلمان، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليـــفة بحماية المتورط في الحـادث الذي أودى بحياة سبت.

وقال سلمان إن "من قام بقتل صادق حر طليق تطبيقاً لقول رئيس الوزراء ـــ القوانين لا تطبق عليكم وعلينا ـــ في إشارة إلى تسجيل مصور كان يخاطب فيه رئيس الوزراء أحد الضباط المتهمين بتعذيب سجناء، ويطمئنه بأن القانون لا يطبق على الضباط أو العائلة الحاكمة".

ولفتت "السفير" إلى أن هذه الحادثة جاءت في ظل دعوات من شخصيات دينية موالية للسلطة إلى دهس المتظاهرين وعلى رأسهم النائب السابق المتشدد محمد خالد، الذي دعا إلى دهس المحتجين بالسيارات، والشرطة لاستخدام الرصاص الحي ضدهم.

فقاعة التفجيرات

من ناحيتها، سلطت صحيفة "الأخبار" اللبنانية الضوء على "فقاعة"  التفجيرات التي تعلنها السلطة وقالت إن معنى التفجير واضح ويتبادر للأذهان في العالم كله، غير أنه في البحرين مختلف قليلاً، فهو ليس أكثر من سيارة تحترق غالبا لوجود أسطوانة غاز فيها، حسبما تعلن السلطات الأمنية!.

وتابعت الصحيفة :" لا تمضي ساعة من الزمن حتى تعلن السلطات الأمنية إصابات في أوساط عناصرها جراء "الانفجار البحريني"، إصابات لا تحدث سوى للعناصر الأمنية المستوردة من الخارج، ويستثني القدر منها العسكريين البحرينيين دائماً.

ولا يتمكن أحد من الوصول لمسرح الحدث، لكي يشاهد بنفسه ما جرى كمراقب محايد أو صحافي، لتكون الرواية بذلك مقتصرة على الأجهزة الأمنية، وإما أن تصدق وتدين أو أن هناك من سيفرد لك حكايات طويلة على صدر الصفحة الأولى من جرائد اليوم اللاحق.

في ثلاثة أسطر فقط، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن الانفجار الأخير الذي وقع مساء أول من أمس، في منطقة "السهلة" غرب العاصمة المنامة "أثناء تأمين قوات حفظ النظام لمنطقة السهلة، تم تفجير سيارة عن بعد، ما أسفر عن إصابة 4 من رجال الأمن بإصابات بسيطة، الجهات المختصة تباشر الواقعة".

وقد أشارت كل من "اليوم السابع" المصرية و"الخليج" و"الاتحاد" الإماراتيتين و"الشرق الأوسط" السعودية إضافة إلى "الراية" القطرية إلى وقوع التفجير .

ولفتت صحيفة "الاخبار" في خبرها الموسع إلى أن "ما يدعو للشك في أنها حوادث مفتعله من جهة تبحث عن استمرار العنف وإذكائه، في جو يدعو لرفع منسوب وتيرة الحل الأمني المعمول به أصلاً من قبل السلطة، هو أن المعارضة كجمعيات سياسية وطنية معارضة، وقوى "ائتلاف 14 فبراير" والناشطين الميدانيين في المناطق التي تنشط فيها الاحتجاجات الليلية، هم ليسوا الجهة التي تُعلن عن مسؤوليتها عن مثل هذه الحوادث، وإنما جهات مجهولة لا يعرف لها وجود بين الفاعلين والناشطين على الأرض، مثل "سرايا الأشتر" و"سرايا المقاومة الشعبية"، التي قال خبراء تقنيون إن حسابها في "تويتر" مشبوه وقد تكون السلطات وراء إدارته!.

كما اشارت الصحيفة إلى أن الانفجار وقع على مسافة 200 متر من تجمع لمحتجين، ونقلت عنهم  انهم "لو كانوا قد وضعوا هذه السيارة لتنفجر كما تقول السلطات، لكانوا تواروا عن الأنظار أو خرجوا أصلا من المنطقة لكي لا تشملهم أي شبهة مرتبطة بهذا الحدث، إلا أنهم  كانوا متواجدين ولم يعلموا عن الانفجار إلا من خلال إعلان الداخلية عنه".

ونقلت الصحيفة عن النائب السابق عن جمعية "الوفاق الوطني" هادي الموسوي، "إننا كمعارضة نرفض كل عنف رسمي أو من غير الجهة الرسمية، لأننا مقتنعون تماما بأن استمرار السلطة في حلها الأمني يحتاج لمبرر، والولوج في العنف يوفر متطلبات هذا التبرير، وهذا يقودنا لدائرة مغلقة الخاسر فيها الوطن والمواطن".

كما أكد القيادي البارز في المعارضة خليل المرزوق لـ"الأخبار"، أن "هناك تزايدا في الشبهات حول من يقوم بالتفجيرات وتوقيتاتها، فهي دائما تتزامن مع الوقت الذي ترغب فيه السلطة في تصعيد أمني أو ضغط على المعارضة السياسية السلمية رغم يقينها أن المعارضة سلمية وتدين العنف بما لم تدنه أي معارضة أخرى".

وأضاف أنه "لا مجال مع نسق التصعيد الأمني هذا إلا الاعتقاد أن أطراف السلطة الذين لا يريدون حلاً سياسياً هم من يقف وراء ذلك، وإن كان من خلال اختراق بعض الشبان المتحمسين".

ورأى المرزوق أن الحراك البحريني سلمي بما يفوق أي حراك عربي آخر، وأكد أن المعارضة تدين العنف بشدة من أي طرف، وأن "لا مكان للتفجيرات في البحرين لأنها استدراج لمخطط خبيث هدد فيه صحافيون محسوبون على النظام، من أن إجبار السلطة على التحول الديموقراطي سيأتي بالقاعدة وعملياتها إلى البحرين".

المعارضة: لا خيار آخر غير التحول للديمقراطية

ونقلت صحيفة "اليوم السابع " المصرية عن المعارضة البحرينية تأكيدها أن حل الأزمة التي تشهدها البلاد هو "التحول نحو الديمقراطية الحقيقية التي تجعل من الشعب مصدراً للسلطات ولا يوجد أي خيار آخر"، معتبرة أن "خيار بقاء الاستبداد أو تجميل وضع الديكتاتورية هي خيارات مرفوضة وغير قابلة للحياة".

وجاء هذا الموقف عقب تظاهرات يوم الجمعة الماضي التي نظمتها 5 جمعيات معارضة، تحت شعار "حتى بزوغ الحرية" في منطقة جد حفص غرب العاصمة المنامة للمطالبة بـ"التحول نحو الديمقراطية ورفض الديكتاتورية".

وقالت "الوفاق، وعد، التجمع القومي، التجمع الوحدوي، الإخاء الوطني"، في البيان الذي تلي في اختتام التظاهرة "إن البحرين تعيش فراغاً في الشرعية الشعبية التي لا يمكن أن تمنح لأي سلطة دون تحكيم الإرادة الشعبية". وبينت أن " قرار الأغلبية عبر صناديق الاقتراع عبر الانتخابات الحرة النزيهة، وهو من استحقاقات عقود من النضال السلمي الوطني".

واتهمت النظام بأنه "يصادر الإرادة الشعبية ويتمسك بالتسلط ويحمي الدكتاتورية عبر الحل الأمني القمعي المرهق لحاضر البحرين ومستقبلها".

وشددت على أن المصلحة الوطنية العليا "تحتم على الجميع الدفع بالوطن نحو آفاق الاستقرار السياسي الدائم، الذى يتحقق عبر الاستجابة لتطلعات شعب البحرين وإرادته، في انتخاب حكومة قادرة على تلبية حاجات الوطن والمواطنين وبرلمان منتخب كامل الصلاحيات عبر انتخابات حرة ونزيهة وقضاء مستقل لا يخضع لوصاية أي جهة، وأمن للجميع مؤسسة أمنية تحمي الوطن وتوفر الأمن للمواطنين ولا تستخدم للإقصاء والترهيب والبطش والقمع ومصادرة حقوق الإنسان".

خليفة: المعارضة تحاول جر البلاد الى الفوضى!

أما صحيفة "اليوم السابع" فقالت إن رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة، قال إن "تصدى شعب البحرين للمحاولات الإرهابية ردعت الساعين إلى العنف". ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عنه القول: "لا نريد عداء أحد، ولا نريد أحدا أن يعادينا، ونمد يدنا لمن يمد يده، ولن نفرط في أي جزء من تراب هذا الوطن".

وأضاف أن ما "جرى في البحرين لم يكن من أجل تحقيق مطالب معيشية، وإنما محاولة لجر البلاد إلى الفوضى والخراب". وقال: "إننا في عالم متغير، ولكل شعب خصوصية، ولكن التجارب منحتنا المزيد من الصلابة والقوة في تحقيق ما نتطلع إليه من مستقبل زاهر".

عدم السفر إلى لبنان

وأشارت كل من "الخليج" و"الراية" وصحف أخرى إلى دعوة وزارة الخارجية للمواطنين البحرينيين عدم السفر إلى لبنان كما طلبت من المتواجدين فيه المغادرة . وقالت الوزارة في بيان لها إنها "تهيب بالمواطنين البحرينيين عدم السفر إلى لبنان في الوقت الحاضر نظرا للأحداث التي تمر بها المنطقة، وتدعو المواطنين المتواجدين هناك إلى سرعة المغادرة فوراً" .

وأضاف البيان أن هذا التحذير يأتي "انطلاقا من حرص الوزارة على سلامة المواطنين وتدعو الجميع إلى الالتزام بهذا الإشعار الذي لا يزال قائما منذ أن أعلنت عنه في أيار /مايو ويتم تجديده اليوم مع تعاظم المخاوف من تأثير تداعيات الأزمة السورية على لبنان" .      


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus