فاضل الحليبي يروي لـ"مرآة البحرين" جانبا من سيرة الراحل "علي دويغر"

 فاضل الحليبي
فاضل الحليبي

2013-09-06 - 4:34 م

مرآة البحرين (خاص): في حديث خص به "مرآة البحرين"، روى الناشط السياسي فاضل الحليبي، عضو جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي (التي أسسها مجموعة من أعضاء جبهة التحرير الوطنية البحرانية)، شهادته على سيرة المناضل الراحل علي دويغر.

وتوفي دويغر في السويد صباح اليوم بعد صراع مع المرض، ويعتبر مؤسس جبهة التحرير الوطني البحرانية، أول تنظيم يساري في البحرين والخليج.

وقال الحليبي إنه عرفه كمناضل مذ كان في الثالثة من عمره، باعتباره ابن خالته، وقال إنه شهد معاناة خالته ووالدته وهما تعبران المحطات الواحدة تلو الأخرى للوصول الى السجن لزيارة دويغر، مستقلين الباصات، مرةً لسجن القلعة وأخرى لسجن جو وفي فترةٍ ما في مركز شرطة البديع حيث يُنقل لهم من سجن جدة بواسطة قارب ليلتقوا به لساعة أو أقل ويُعاد إلى سجنه مجدداً "لقد كانت معاناة الوصول إليه مؤلمة بالقدر الذي يتركه فراقه وبُعده في قلب والدته، لم يكن له أب تتكئ عليه في سنوات غيابه، فقد كان دويغر يتيماً منذ صغره، توفي والده وهو في الخامسة من عمره، وهو الابن الوحيد بين شقيقتين".

يضيف الحليبي "علي دويغر شكل بالنسبة لي دوماً رمزاً للنضال الوطني، كنت طفلاً نشأ على صولات وبطولات المناضل دويغر، حين بدأت أستوعب شيئاً من الأحداث التي كانت تدور كان هو يقضي العمر بين السجن والمنفى، عاد للبحرين في العام 1973 لترشيح نفسه للمجلس الوطني ولكن تم إبعاده آنذاك بأمر من هندرسون، كانت السلطة تعرف صلابة هذا المناضل لذلك اعتبرت قرار إبعاده هو الأسلم لها".

وقال الحليبي إنه تأثر بالمناضل علي دويغر منذ ذلك الوقت وشكل بالنسبة له شعاعاً ساطعاً حارب الرجعية والاستعمار "انقطعت لسنوات عن البحرين اثناء دراستي بالخارج وحين عدت كان دويغر في وضع صحي غير جيد، وكنت مذاك دائم التواصل معه، أتذكره الآن وهو يحدثني عن الجبهة الوطنية البحرانية وكيف كان العمل النضالي محفوفاً بظروف قاسية وخطرة، كان يولي اهتمامه بالمناضلين والنشطاء الشباب، وشكل التعليم بالنسبة له هاجساً، وله مقولة يرددها باستمرار "إذا اردت أن تهزم عدوك عليك أن تتعلم"، لقد كان العلم بالنسبة له طريقاً مختصراً لهزيمة العدو الطبقي أيضاً، ولهذا عمل على توقيع اتفاقية باسم جبهة التحرير الوطني البحرانية مع جامعة الصداقة في موسكو عام 1962م من أجل إرسال الطلبة للدراسة فيها، وكانت شقيقته الدكتورة غالية دويغر أول طالبة بحرينية تتخرج من جامعات موسكو حيث تم نفيها هي وزوجها للكويت بعد تخرجهما وعودتهما من هناك.

وأشار الحليبي إلى أن السلطات ظلت تحارب دويغر لتكسر إرادته مرةً بالسجن والنفي وأخرى في قطع رزقه "حيث عَمَدَ بعد عودته إلى البحرين في العام 1975م إلى افتتاح مشروعه التجاري الخاص، وكان عبارة عن مؤسسة متخصصة بتركيب وتصنيع البيوت الجاهزة، واقترض في سبيل ذلك مبالغ كبيرة من البنوك، غير أن أحد المتنفذين في السلطة، حطم أحلامه في أن يعيش حراً ومستقراً في بلده، فسعى لإفشال مشروعه، وكبله بالديون، وقد عايش ظروفاً جد قاسية بعد تلك التجربة التي مُنيت بالفشل بسبب إمعان السلطة في سياسة الانتقام من معارضيها، تركت تلك المعاناة جرحاً عميقاً في نفسه لوقتٍ طويل".

وذكر الحليبي أن لقاء أخيرا جمعه بالمناضل الراحل في أغسطس/آب الماضي في السويد مقر إقامته، وقال إن وضعه الصحي كان حينها في قمة انهياره، وكان عاجزاً عن الكلام "ما أوجع أن ترى رجلاً أفنى العمر وهو يناضل بشراسة من أجل حقوق شعبه، ويحارب قوى الشر والظلام، وهو يستكين إلى المرض بعيداً عن الأرض التي أحبها حد التضحية بكل شيء".

وختم الحليبي شهادته بالقول "بوفاة هذا المناضل العنيد خسرت البحرين أحد أهم رجالاتها الذين قاوموا الاستعمار والطبقية وناضلوا من أجل الحقوق والعدالة، وعلى الجيل الحالي ومن بعده أن يولوا اهتماماً أكبر لسيرة ونضالات البحرينيين الذين شكلوا إحدى أهم جبهات النضال في الوطن العربي".

 

هوامش:

 

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus