مرآة البحرين (خاص): تفاوت عرض الصحف العربية والخليجية للأحداث في البحرين، وأشارت "الشرق الأوسط" السعودية في أحد أخبارها إلى الركود الاقتصادي في البحرين جراء الأحداث التي شهدها البلد. وتناولت صحف كويتية ومصرية خبر مقاضاة البحرين لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية يتهمة نشر"معلومات مغلوطة تستهدف سمعة البحرين" .كما عرضت بعض الصحف أخبار المحاكمات إضافة إلى طائفة من الأخبار المتفرقة.
 
وقد نشرت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية خبراً قالت فيه إن الخبير الاقتصادي البحريني خالد جناحي كشف للصحيفة "أن البحرين بحاجة عاجلة لضخ نحو 5 مليارات دولار في المصارف البحرينية لتوفير السيولة وإنعاش الحركة التجارية لتتجاوز مرحلة الركود الاقتصادي، الذي ضرب الاقتصاد البحريني على خلفية الأحداث الأخيرة، وتبعات الأزمة المالية العالمية".

ودعا الجناحي دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، إلى "تمويل البنوك البحرينية بقروض دون فوائد على مدى نحو 10 سنوات، لإعادة الاستقرار للاقتصاد البحريني ورفع درجة التصنيف المتدني الذي وصل إلى درجة (BBB)". مؤكداً "أن البحرين تواجه مشكلة اقتصادية، وأنه لا بد من التعامل مع الواقع لإيجاد الحلول للنهوض باقتصادها وإعادة الثقة إلى المصارف البحرينية، والإسراع في تنفيذ المطالب الإصلاحية الاقتصادية، ودعم توفير ما من شأنه إيجاد سبل رغد العيش للمواطن البحريني على مختلف مشاربهم ومذاهبهم".

وشدد على أهمية توجه الشركات الخليجية الكبرى وخصوصا السعودية إلى إنشاء مصانع لها في البحرين بدلا من التوجه إلى الهند أو الصين أو دول أخرى، وذلك من أجل دعم الاقتصاد البحريني وخلق نحو 1500 فرصة عمل للبحرينيين" مما يدفع البحرين إلى بناء اقتصاد قوي على النموذج السنغافوري. وقال "إن القرض الذي قدمته دول الخليج بقيمة 20 مليار دولار على مدى 10 سنوات مناصفة للبحرين وسلطنة عمان لا يرتقي إلى الدعم المطلوب"، داعيا "أغنياء العرب إلى إعادة ودائعهم في الخارج واستثمارها في الدول العربية".

مقاضاة "الاندبندنت" و"فيسك"
وعرضت كل من صحيفتي "الوطن" الكويتية و"اليوم السابع" خبر مقاضاة البحرين لـ"الاندبندنت" البريطانية، وقالت "الوطن" إن هيئة شؤون الإعلام بالبحرين قررت تكليف مكتب قانوني في المملكة المتحدة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه صحيفة "الاندبندنت" البريطانية وذلك على إثر تكرار قيام الصحيفة وعبر كتابها بنشر أخبار ومعلومات مغلوطة تستهدف سمعة البحرين".

ونقلت الصحيفة عن نواف المعاودة المدير العام للمطبوعات والنشر، القائم بأعمال مدير عام الصحافة والإعلام الخارجي بهيئة شؤون الإعلام إن الصحيفة "تعمدت عبر سلسلة من أخبارها الغير واقعية ومقالاتها الاستفزازية وخاصة من الكاتب روبرت فيسك استهداف مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة اعلاميا بغرض تشويه الحقيقة وبطريقة مضللة وبدون مراعاة في اخبارها وتقاريرها الحيادية المهنية والمصداقية وكانت ذات طرف واحد".
 
أما "اليوم السابع" المصرية فأضافت نقلاً عن وكالة الأنباء البحرينية أن مسؤولاً بوزارة الإعلام البحرينية قال إن "الإندبندنت" نشرت عمداً "سلسلة من المقالات غير الواقعية والاستفزازية التى تستهدف البحرين والسعودية". وخص المسؤول روبرت فيسك بالذكر، واتهم الصحيفة بشن حملة تشويه متعمد وفشلها فى الالتزام بالمصداقية والحياد المهنى فى تغطيتها الإخبارية". وأضافت الصحيفة المصرية إن "الإندبندنت" لم تعلق بعد على هذا الخبر.

من جانبها تحدثت صحيفة "الخليج" الاماراتية عن بدء محاكمة 22 شخصاً آخرين بشأن دورهم في الاحتجاجات التي نظمت في وقت سابق هذا العام ضمن سلسلة من المحاكمات. وأضافت الصحيفة نقلاً عن وكالة انباء البحرين "أن إثنين وخمسين شخصاً يحاكمون أمام محاكم عسكرية معظمهم في الجلسة الثانية، وأضافت أن من بينهم 22 متهماً جديداً يواجهون اتهامات تتراوح بين الدعوة إلى تغيير النظام ونشر صور تضر بسمعة البلاد وحمل سيوف".

خليفة: غير مقبول استهداف الوحدة الوطنية
اما علي صعيد المواقف السياسية الداخلية فنشرت صحيفة "السياسة" الكويتية تصريحات لرئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة وقال فيها أمام عدد من المواطنين يمثلون العوائل البحرينية، في ديوانه: "ليكن صوتكم مسموعاً وبكل قوة ووضوح في الدعوة إلى التمسك بالثوابت الوطنية ورفض الطائفية والانقسام ونبذ كل مسعى لزعزعة الاستقرار، وفي الحث على الالتفاف حول راية الوطن وتكريس الانتماء الوطني ليعرف من ينوي الشر بالوطن أن السبيل ليس ممهداً أمامه لتنفيذ مخططاته، وأن شعب مملكة البحرين بكل تلاوينه يقف له بالمرصاد". مضيفاً "علينا أن لا نترك لأحد أن يندس بين صفوفنا ليفرقها ويؤثر على وحدتنا وحاضرنا ومستقبلنا، ولزاماً علينا أن نتفق ونتحد لحفظ سلمنا الأهلي ليكون درعا حصيناً ضد الأخطار المحدقة".

وتابع "ان محاولة ادخال البحرين في نفق الطائفية والمذهبية والانزلاق الطائفي، باءت بالفشل الذريع لأننا لم نعرف قط التقسيم على أساس مذهبي أو عقائدي ولن نعرفه أبداً إن شاء الله, بفضل وعي شعبنا وإيمانهم بأننا شعب واحد لا شعبين وفي بيت واحد هي البحرين التي يرعاها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى".

وتابع "إننا نعيش في دولة مؤسسات وقانون ونراعي القانون ونلتزم به كدولة متحضرة، في مختلف المجالات، بما فيها حقوق الإنسان وصون كرامته وحريته في التعبير والممارسة السياسية دون ضغوط ووفق إطار القانون والنظام لكن أن تستهدف الوحدة الوطنية والسلم الأهلي فذلك غير مقبول البتة باعتبارها ثوابت وطنية لن نفرط فيها".
إلى ذلك عرضت الصحف الكويتية تصريحات لرئيس مجلس النواب البحريني خلفة الظهراني خلال استقباله السفير لكويتي في المنامة الشيخ عزام مبارك الصباح أكد فيها ـ الرأي العام ـ "إن حكمة القيادة السياسية كانت أساس الأمان والاستقرار في البحرين". أما صحيفة "عالم اليوم" فأضافت أنه قال"إن حكمة وتعاضد قادة دول مجلس التعاون وتلاحم شعوبها هي صمام الأمان لنا جميعا".

أما على صعيد المواقف الإقليمية المتعلقة بأزمة البحرين فقالت صحيفة "عكاظ" السعودية أن المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي أشاد في في بيانه الختامي "بالمرسوم الصادر عن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين برفع حالة السلامة الوطنية، والتوجيه السامي للسلطتين التنفيذية والتشريعية للدعوة لبدء حوار شامل وغير مشروط للتوافق الوطني، اعتباراً من الأول من شهر يوليو المقبل، وذلك من أجل دفع مسيرة التقدم والإصلاح، التي دشنها بمشروعه الإصلاحي في عام 2001م".
 
وفي إشارة ضمنية إلى تواجد "درع الجزيرة" في البحرين قال البيان الختامي أن المجلس "أكد التزام وحرص مجلس التعاون لدول الخليج العربية على عمل كل ما من شأنه تعزيز أمن واستقرار وسيادة دوله".

أما صحيفة الوفاق الإيرانية، الناطقة باللغة العربية فنقلت موقفاً للمتحدث باسم الخارجية الايرانية، رامين مهمانبرست خلال مؤتمر الصحافي الاسبوعي، وجاء رداً على سؤال عن تفاصيل خطة ايران لاحلال الاستقرار في البحرين، اجاب فيه "إن وزير الخارجية الايراني سيقدم تفاصيل خطة ايران في هذا المجال عندما تصبح الظروف مهيأة ومناسبة".

تداعيات أزمة البحرين... استجواب كويتي
وفي ما يتعلق بتداعيات الازمة البحرينية في الكويت، تحدثت "القبس" الكويتية و"الحياة" اللندنية عن تقديم عشرة نواب في مجلس الأمة الكويتي بطلب للتصويت على الثقة برئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، بعدما تم استجوابه في جلسة سرية أمس على خلفية سياسة الحكومة الخارجية تجاه كل من ايران ودول مجلس التعاون الخليجي. ونقلت الصحيفة عن نواب حضروا الجلسة "أن المستجوبين وجهوا انتقادات حادة جداً الى الشيخ ناصر خصوصاً ما يتصل بموقف حكومته من ازمة البحرين قبل شهور، واتهموها بـ "التخاذل عن نصرة قيادة شعب البحرين" وعدم "رد جميل اهل البحرين خلال الاحتلال العراقي للكويت".

وتابعت الصحيفة "أن المستجوبين بدأو المناقشات بتناول زيارة وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الى الكويت الشهر الماضي "التي تمت وسط التهديدات الايرانية للبحرين والسعودية على اشدها" ودانوا تصريحات ادلى بها صالحي في الكويت ضد البحرين" .
 
وأضافت "الحياة"أن النائب مبارك الوعلان عرض لتفاصيل "الفتنة الايرانية في البحرين" و "تخاذل الحكومة عن ارسال قوات برية اسوة بدول الخليج الاخرى".
وفي السياق نفسه قالت صحيفة "الشاهد" الكويتية أن النائب وليد الطبطبائي عرض ـ خلال جلسة الاستجواب ـ نسخة من صحيفة كويتية وفيها صورة تجمع أقيم في الكويت لنصرة المتظاهرين بالبحرين، كان المشاركون قد رفعوا خلاله علماً يشبه علم البحرين وبه 12 مثلثاً، في إشارة إلى المذهب الإثنى عشري الشيعي"!.

وأضافت الصحيفة أن الطبطبائي قال إنه سيقدم استقالته من المجلس إن كان هذا علم البحرين، فأجابه الراشد: قدمها حالاً فهو علم البحرين. عندئذ وقف وزير الخارجية وقال: كلام الطبطبائي صحيح هذا ليس علم البحرين".