مرآة البحرين (خاص): عرضت الصحف العربية والخليجية الصادرة خلال اليومين الماضين عدداً من الأخبار المتعلقة بالأزمة البحرينية منها الهجوم بالقنابل الحارقة على مبنى جمعية "الوفاق" في المنامة، فضلاً عن خروج عشرات التظاهرات في المنامة وقمعها من قبل السلطات البحرينية. كما أوردت بعض الصحف تعقيب المعارضة على دعوات السلطة للحوار واعتبرتها "فرقعة إعلامية" قبل صدوو تقرير مجلس حقوق الإنسان حول البحرين!

وقد أوردت صحيفة "السفير" اللبنانية إعلان "جمعية الوفاق الوطني" الإسلامية تعرض مبناها الرئيسي في منطقة البلاد القديم إلى هجوم بالقنابل الحارقة، من قبل أشخاص يرتدون زياً عسكرياً، فجر أمس. وقالت "الوفاق" في بيان، إن "الهجوم بالقنابل الحارقة ترك آثاراً لحريق وتلفيات محدودة في المبنى"، بالإضافة إلى كتابات وصفتها بـ"الاستفزازية" موالية للسلطة على جدران المبنى، وذلك بعد أيام من استهداف مبنى "الوفاق" بكتابات وعبارات على جدران المبنى نفسه، والتي قالت عنها إنها كانت تهدف إلى "الاستفزاز وإيصال رسائل معينة".

وفي حديث إلى "السفير"، قال القيادي في الجمعية عبد الجليل خليل إن "هذا الاعتداء على الجمعية خطير، ويتزامن مع حملة تحريض ممنهجة تقوم بها جهات رسمية وشبه رسمية في وسائل الإعلام تتضمن تهديدات وتحريض على الإرهاب والكراهية وإثارة النعرات الطائفية والتهديدات المستمرة بالتعرض للوفاق وقياداتها، والتي تهدف في مجملها الجمعية لثباتها على مواقفها الوطنية وإصرارها على التغيير الجذري، في الوقت الذي تتمسك فيه الوفاق بالخيار الحقيقي الجاد".

وأضاف خليل "كشفت الكاميرات الموجودة على مبنى الجمعية أن من قام بالاعتداء هم أشخاص يرتدون اللباس العسكري".

ولفتت الصحيفة اللبنانية إلى أن الاعتداء على مبنى الجمعية يأتي بعد أيام من اعتقال المساعد السياسي للأمين العام لـ"الوفاق" خليل المرزوق، واتهامه بالتحريض على "الإرهاب". وأشار خليل إلى أن الأمانة العامة للجمعية ستجتمع لبحث هذه التطورات لتحديد مواقفها من المستجدات. كما نوهت "الوفاق" بأنها ستقوم بنشر تصوير خاص للاعتداء بعد استكمال تحقيقاتها الخاصة.

التظاهرات تعمّ البحرين

أما صحيفة "الاخبار" اللبنانية، فقالت أن تظاهرات حاشدة خرجت في البحرين للتنديد بالتطورات السياسية والأمنية الأخيرة في البلاد. وذكرت حملة "تمرد" البحرين في بيان أن عشرات المسيرات خرجت في مختلف المناطق في البحرين، في ظل الأجواء السياسية التي وصفتها بـ"الخطيرة".

وأكدت الحركة خروج مسيرات مسائية في المنامة بعد أن شهدت خروج مسيرات مماثلة ليل الجمعة. وكشفت "تمرد" أن عصر اليوم السبت هو موعد ثابت لتحرك الجمهور نحو تقاطع القدم، مضيفةً أنها ستعلن تسمية هذا التقاطع بميدان الإرادة الشعبية.

كذلك، شاركت حشود غفيرة في الاعتصام الذي دعت إليه المعارضة البحرينية تحت شعار "بإرادتنا ننتصر" في ساحة الحرية رفضاً للديكتاتورية والحكم القبلي تضامناً مع القيادي المعتقل خليل المرزوق.

وردد المشاركون شعارات تضامنية مع المعاون السياسي للأمين العام لجمعية "الوفاق" الوطنية الإسلامية خليل المرزوق الذي أمرت النيابة العامة بتوقيفه لمدة ثلاثين يوماً على ذمة التحقيق. وندد المشاركون أيضاً بقرار الحكومة إغلاق المجلس الإسلامي العلمائي وتهديد آية الله الشيخ حسين النجاتي بترحيله من البلاد، مؤكدين أن التصعيد الأمني يزيد من إصرار الشعب في تحقيق مطالبه.

ونقلت صحيفة "الأخبار" عن الأمين العام للتجمع الديموقراطي الوحدوي البحريني، فاضل عباس، أن المسيرات التي تعمّ البلاد تأتي رداً على التصعيد الذي يقوم به النظام ضد المعارضة، مؤكداً مشاركة واشنطن للنظام في عمليات قمع الشعب. وأوضح عباس في تصريح لقناة "العالم" الإخبارية أن هذا التصعيد جاء إثر الهزيمة الأخيرة التي تعرض لها النظام في جنيف من خلال البيان الذي صدر ضده عن 47 دولة وإلغاء مجلس حقوق الإنسان للندوة المساندة للحكومة.

وتابع قائلاً إن كل هذه العوامل أدت إلى التصعيد الحالي، الذي تمثل في اعتقال خليل المرزوق والتهديد بترحيل آية الله الشيخ حسين النجاتي ومنع مسيرة المعارضة قبل أسابيع، مشيراً إلى أنّ المعارضة لديها القدرة على هذا التحدي، وهي تسير باتجاه الرد على النظام في هذا الإطار.

وأضاف: "ليس هناك أي جدية في الحوار، وإن قوى المعارضة قد انسحبت أخيراً من هذا الحوار الفاشل"، مؤكداً عدم وجود مظلة حقيقية لهذا لحوار، لا في الداخل، ولا في الخارج. وأشار إلى أن الوعود الأميركية بالتدخل لحماية هذا الحوار وتوجيهه بالاتجاه الصحيح لم تنفذ، بل العكس إن واشنطن ترعى عمليات القمع التي يقوم بها النظام في الداخل، وهي مسؤولة أيضاً بشكل أو بآخر عن اعتقال خليل المرزوق وتهديد قيادات المعارضة الأخرى، وبالتالي لا يوجد حوار جدي في البحرين.

أما صحيفة "اليوم السابع" المصرية فقالت في عددها يوم الأحد أن المعارضة اتهمت قوات الأمن بـ"قمع تظاهرات سلمية" خرجت غربي العاصمة، المنامة، مساء السبت، احتجاجا على اعتقال القيادي المعارض في جمعية الوفاق، خليل المرزوق، يوم الثلاثاء الماضي.

وقالت جمعية الوفاق، في بيان، أن "قوات الأمن منعت المواطنين من ممارسة حقهم في التعبير عن رأيهم والمطالبة بحقوقهم، كما لاحقتهم إلى داخل المناطق، وأطلقت غازاتها (المسيلة للدموع) وسط الأحياء، مما تسبب في وقوع اختناقات وإصابات".

واتهمت الجمعية قوات الأمن بـ"قمع المتظاهرين، لمنعهم من إبداء رأيهم، والمطالبة بالتحول الديمقراطي، وإنهاء الدكتاتورية والاستبداد".

ودعت المعارضة البحرينية الجمعة أنصارها للخروج في مظاهرة وصفتها بأنها "استثنائية كبرى" الجمعة المقبلة 27 سبتمبر الجاري، احتجاجا على اعتقال المرزوق.

دعوة المنامة للحوار فرقعة ومناورة اعلامية

إلى ذلك، أشارت صحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة باللغة العربية إلى تصريحات عضو الأمانة العامة في جمعية "الوفاق" مجيد ميلاد التي اعتبر فيها تصريحات وزير العدل ودعوته إلى الحوار ليست إلا "فرقعة إعلامية" وتدل على ان النظام يعيش أزمة حقيقية، حيث انه عندما يشعر بان الضغوط تشتد عليه، وتنكشف بعض عورات انتهاكاته لحقوق الإنسان يحاول ان يناور إعلاميا.

وأضاف: " إن هذه التصريحات تأتي على أعتاب صدور توصيات تقرير لجنة لحقوق الإنسان في جنيف، ولا نستطيع ان نأخذ بهذه الفرقعة الإعلامية كنيّة جادة من السلطة باتجاه الحوار وإنهاء الأزمة في البحرين"

هذا، واشارت صحيفة "الوفاق" إلى دعوة ائتلاف الرابع عشر من فبراير  الى تنظيم مسيرات لإحياء جمعة "رفض التسليح الاميركي" لنظام المنامة.  كما شارت الصحيفة إلى أن مناطق البحرين شهدت مسيرات ليل امس الاول تضامنا مع المعتقلين، وذلك عشية قمع قوات النظام للمسيرات السلمية التي خرجت وفاء للشهداء وللرموز السياسية. وايغالا منها في تكريس الفتنة الطائفية استدعت الداخلية البحرينية عددا من المواطنين الذين شاركوا في بناء المساجد التي هدمتها قوات النظام المدعومة بالاحتلال السعودي.

كما حكمت محكمة بحرينية على الناشطة زينب الخواجة ابنة الناشط عبدالهادي الخواجة، بالسجن لمدة 6 اشهر بتهم الاعتداء على شرطية والتجمهر، وفقا لمصدر قضائي. وأرجأت محكمة بحرينية الثلاثاء تهمة التجمهر مع شابة اخرى ضد زينب الى 27 من ايار/مايو الحالي لاستدعاء الشهود. وفي 21 مايو/ايار الجاري قضت محكمة في البحرين بتغريم زينب الخواجة مئتي دينار بتهمة اهانة موظف حكومي.

التعاون بين البحرين والولايات المتحدة

من ناحيتها، قالت صحيفتا "الخليج" و"الاتحاد" الاماراتيتين أن رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة استقبل أمس، الجنرال "لويد أوستن" القائد العام للقيادة المركزية بالولايات المتحدة والوفد المرافق الذي يزور البلاد المنامة حالياً.

ونقلت الصحيفتان عن وكالة أنباء البحرين (بنا) أنه تم خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون والصداقة القائمة بين البحرين والولايات المتحدة خاصة ما يتعلق منها في مجال التنسيق العسكري والتعاون الدفاعي . وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والأوضاع والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية .

البحرين تستنكر تصريحات إيرانية

وفي خبر لها، قالت صحيفة "الوطن" الكويتية  أن الخارجية البحرينية استنكرت تصريحات ايرانية حول المملكة ووصفتها بأنها منافية للحقيقة ولا تعكس الأوضاع الحقيقية بها.

وأكدت الخارجية البحرينية في بيان بثته وكالة الأنباء البحرينية أن المملكة تنتهج احترام القانون وسيادته وتعامل شعبها معاملة لائقة يحكمها القضاء العادل ولا يتعرض احد للاعتقال دون مبررات قانونية إضافة إلى احترامها الحريات العامة وحقوق الانسان.

وشددت على استنكارها للتصريحات "غير المسؤولية" التي أطلقتها متحدثة باسم الخارجية الإيرانية مؤكدة أهمية مراعاة الحكومة الإيرانية لمبادئ حسن الجوار واحترام القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والعمل على بناء الثقة والعلاقات الودية بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين.