لمحة موجزة عن تاريخ أول محفل ماسوني في البحرين

2013-09-25 - 11:09 ص

ترجمة مرآة البحرين

كل المعلومات في هذه الصفحة مأخوذة من كتاب "تاريخ المحفل 1955-2005" بقلم الأخ الخبير بيتر جيفري.

تفيدنا الموسوعة بأن البحرين هي أرخبيل يتألف من جزيرة البحرين، الجزيرة الرئيسية وحوالي ثلاثين جزيرة صغيرة تمتد في منتصف المسافة بين الخليج الفارسي أو العربي، وحوالي عشرين ميلاً قبالة الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية.

تمتد الجزيرة الرئيسية حوالي 27 ميلاً من الجنوب إلى الشمال وعشرة أميال من الشرق إلى الغرب، وتغطي مساحة تبلغ 213 ميلاً مربعاً.

تاريخياً، تم التعرف على الجزيرة على أنها موقع الحضارة القديمة دلمون، مركز نشيط ومزدهر للتجارة، يربط بين بلاد سومر ووادي السند. وكانت حضارة دلمون، التي نشأت في عام 4000 قبل الميلاد تُشكل جنة عدن بالنسبة للبعض فيما ينظر إليها الآخرون على أنها جنة الموت.

حكم الفرس البحرين حتى عام 1783 حين أخرجهم منها أحمد ابن آل خليفة، وحكمتها عائلة آل خليفة كمشيخة منذ ذلك الحين.

كانت البحرين لعدة قرون مركزاً لصيد اللؤلؤ في الشرق الأوسط حتى أوائل عام 1930 عندما بدأ الانهيار في صناعة صيد اللؤلؤ. 

وبالتزامن مع هذا الانهيار، تم اكتشاف النفط في الجزيرة وفي المملكة العربية السعودية -وربما كان هذا سبب انهيار صناعة صيد اللؤلؤ-. تم إنشاء شركتين لاستئثمار عملية إنتاج النفط في هذه المنطقة العامة: شركة نفط البحرين المحدودة (بابكو) وشركة النفط العربية الأمريكية (أرامكو) في المملكة العربية السعودية، وخلال عامي 1932 و1933 بدأ إنتاج النفط.

خلال هذه المرحلة، تدفق عمال النفط من جميع أنحاء العالم. لم يكن هناك في ذلك الوقت مطارات أو أرصفة في المملكة العربية السعودية ولم تكن البحرين متصلة بالمملكة أيضاً. وبالتالي كانت صناعة النقل مزدهرة حيث يتم نقل الرجال والمواد إلى المملكة العربية السعودية عبر قوارب ذات محركات ومراكب.

مع تدفق عمال النفط هذا، كان بينهم حتماً عدد من الماسونيين. قبل عام 1949، كانت أقرب نقطة لتجمع الماسونيين إلى البحرين موجودة في جنوب مدينة عدن، وفي جنوب العراق وشمال إيران. استقر الماسونيون في عدن عام 1850 وأولئك في إيران والعراق عامي 1919 و1923.

في وقت مبكر من عام 1940، شكّل الماسونيون (البناؤون الأحرار) نادياً ماسونياً يجمعهم، وكذلك فعل الماسونيون في المملكة العربية السعودية، وعلى الرغم من عدم إجراء طقوس ماسونية رسمية، كان هنالك الكثير من الطقوس غير الرسمية التي شارك فيها العديد من الماسونيين وشركاؤهم. وكان من المحتوم والواجب أن يجتمع عدد من الماسونيين للتباحث في كيفية إنشاء محفل خاص بهم، على الجزيرة وأيضاً في المملكة العربية السعودية.

في البحرين، اتخذ ما يقارب الثلاثين ماسونياً قراراً بإنشاء محفل، وبما أن أكثر من نصفهم اسكوتلنديون، تم اقتراح عريضة على المحفل الكبير في اسكوتلندا. في الرابع من تشرين الثاني / نوفمبر 1948، منح المحفل الكبر في اسكوتلندا تفويضاً لهم، وبعدها برز محفل ساينت آندرو رقم 1451 إلى الوجود، وفي الثاني من حزيران / يونيو 1949 تم اعتماده. بعد خمس سنوات من التطور المستمر، شعر المؤسسون بحاجة تامة ليكونوا قادرين على دعم محفل للدستور الماسوني الإنكليزي حيث بلغ عدد أعضاء محفل ساينت أندرو أكثر من 150 عضواً. رغم ذلك، يبدو أن محفل ساينت آندرو في البحرين اعتُبِر محفل شركة نفط وكان هنالك الكثير من رجال الأعمال العالميين والمحليين المهتمين بالماسونية الذين عارضوا فكرة الإنضمام لمحفل شركة نفط.

في كانون الثاني / يناير عام 1955، قُدِّمت عريضة إلى المحفل الكبير المتحد في إنكلترا وتمت الموافقة عليه. في 22 نيسان / أبريل 1955، تم اعتماد محفل ساينت جورج في البحرين رقم 7389 *EC، المموّل من قبل محفل الكويت رقم 6810 EC*. وكان الطقس المعتمد هو السجال الذي ما زال مستعملاً حتى اليوم.

في احتفال الاعتماد وتعيين الخبير الماسوني، تم تعيين الأخ الخبير و. ج. ب. كومب، وأجرى الطقس الأخ الخبير س. ر. شدويك، المفتش الأكبر في العراق.

في هذا الاجتماع، حضر14 ضابطًا مكرسًا، 19 عضوًا و 50 زائر مثّلوا 18 محفلاً مختلفاً في الدستور الإنكليزي، 7 محافل مختلفة في الدستور الماسوني الأسكتلندي، محفلين مختلفين من الدستور الماسوني الأمريكي ومحفل واحد تحت وصاية المحفل الكبير في نيوساوث ويلز (وهي ولاية أسترالية).

في السنة الأولى للمحفل، تم عقد أحد عشر اجتماعاً بما فيهم اجتماع الاعتماد. وكقاعدة عامة، كانت الأمسيات تبدأ في حوالي الساعة السابعة مساء وتستمر لوقت متأخر في الليل، في الاجتماع الثامن من الاجتماعات الأحد عشر، كان هنالك ضبط لبعض المواقف ومطالبة ببعضها الآخر خلال الأمسية، التي تكون هادئة بما يكفي لأخذ استراحة بين الاحتفال والآخر حيث كان يتم غالباً إقامة احتفالين في ذات الاجتماع.

في بداية السنة الثانية (1956/1957)، أصبح لدى المحفل ثلاثة أعضاء شرف وثمانية وثلاثون عضواً بمن فيهم 24 عضواً مؤسساً، 6 مبتدئين و8 مشاركين. واستمر النمو بسرعة حتى وصل عدد الأعضاء في نيسان / أبريل 1961، بعد أربع سنوات، إلى 85 عضواً، منهم ثلاثة أعضاء شرف، 18 عضو مؤسس، 33 مبتدئ و31 مشاركين.

واستمرت عضوية المحفل في التزايد حتى نهاية آذار/ مارس 1975 حتى بلغت 106 أعضاء وتوقفت عند ذلك العدد. بعدها أصبح المناخ السياسي محبطاً في التعامل مع الماسونية حين أصدرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إشعار حظر على الممارسة الماسونية ( بتاريخ 14 نيسان/ أبريل 1975) بحيث تم إلغاء اجتماع التثبيت التالي ( الذي كان ينبغي عقده بعد يومين). كما يمكنكم التخيل، بالنسبة لأولئك الذين استطاعوا الاجتماع، كان الجو مؤثراً ومتوتراً جداً.

هنالك ثغرة في تاريخ محفل ساينت جورج في البحرين رقم 7389، لكن في هذه الفترة، أُنجِزَ الكثير من الأعمال في الخفاء. فخلال مدة 16 شهراً، قرر و. بروس، ج. غولدفينش و ه. باريت أن محفل ساينت جورج يجب أن يستمر، فزاروا عدداً من المحافل في كنت الشرقية في جهد منهم لإيجاد مكان جديد لهم. وبمساعدة "الأخ الخبير" ب. داهلهوف من محفل ستور رقم2305، تم إيجاد مكان في آشفورد، كنت.

في الأشهر التالية، راسل الأخ الخبير غولدفينش عدة أعضاء من محافل البحرين بقدر استطاعته لإعلامهم بالحد الذي وصلت إليه الأمور حيال إصلاح محفل ساينت جورج في البحرين. في 21 آب/ أغسطس 1976، أي تقريباً بعد ستة عشر شهراً من ملاحقة وإيقاف الماسونية في البحرين، عُقِدَ اجتماع طارئ للمحفل في آشفورد بإدارة المحفل الكبير والمحفل الإقليمي الكبير لشرق كنت. وحضر الاجتماع 21 عضوًا و27 عضوًا زائرًا.

*(رموز ماسونية خاصة)

المصدر

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus