النص الكامل لخطاب «أوباما» عن البحرين: النزاعات الطائفية في العراق والبحرين وسوريا قابلة للحل كما حُلّت المسألة الإيرلندية

2013-09-25 - 2:12 م

مرآة البحرين: شبه الرئيس الأميركي باراك أوباما الصراع في البحرين بالنزاع في إيرلندا الشمالية بين الكاثوليك والبروتستانت. وقال في خطابه يوم أمس الأول (23 سبتمبر/ أيلول) أمام الجعية العامة للأمم المتحدة «إن القضايا المزمنة في العراق والبحرين وسوريا لا يتأتى للأطراف الخارجية أن تحلها؛ بل ينبغي على المجتمعات الإسلامية نفسها أن تعالجها». وأضاف «شهدنا في الماضي نهاية نزاعات طاحنة- كان آخرها في أيرلندا الشمالية حيث أدرك الكاثوليك والبروتستانت في نهاية المطاف أن دورة لا نهاية لها من الصراع كانت تجعل كلتا الطائفتين تتخلّف عن ركب عالم متسارع الخطى». فيما يلي الجزء من الخطاب المتعلق بالبحرين:

إننا سنرفض الفكرة القائلة بأن مباديء حقوق الإنسان ليست سوى صادرات غربية لا تتوافق مع الإسلام أو العالم العربي. إننا نؤمن بأن هذه المبادئ هي حق مكتسب بالمولد لكل إنسان. ولئن أدركنا أن نفوذنا سيكون محدودًا في بعض الأحيان، فإننا سنلتزم جانب الحذر إزاء الجهود الرامية إلى فرض الديمقراطية بالقوة العسكرية. ورغم أننا سنتّهم أحيانًا بالنفاق والازدواجية والكيل بمكيالين، فإننا سوف ننخرط في المنطقة على الأمد الطويل. ذلك أن العمل الشاق من أجل نشوء الحرية والديمقراطية هو مهمة جيل بأكمله.

وهذا يشمل المساعي الرامية إلى تسوية التوترات الطائفية التي تواصل الظهور في أماكن مثل العراق والبحرين وسوريا. نحن نتفهم أن مثل هذه القضايا المزمنة لا يتأتى للأطراف الخارجية أن تحلها؛ بل ينبغي على المجتمعات الإسلامية نفسها أن تعالجها. غير أننا شهدنا في الماضي نهاية نزاعات طاحنة- كان آخرها في أيرلندا الشمالية حيث أدرك الكاثوليك والبروتستانت في نهاية المطاف أن دورة لا نهاية لها من الصراع كانت تجعل كلتا الطائفتين تتخلّف عن ركب عالم متسارع الخطى. ولذلك نحن نؤمن أن مثل هذه النزاعات الطائفية يمكن تذليلها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وخلاصة القول هي أن الولايات المتحدة تعلمت درسًا شاقًا من التواضع حينما يتعلق الأمر بقدرتنا على تقرير الأحداث داخل دول أخرى. قد تكون فكرة الإمبراطورية الأميركية دعاية مفيدة، ولكنها دعاية لا تثبت صحتها السياسة الأميركية الراهنة ولا الرأي العام. والواقع أن ما أظهرته المجادلات الأخيرة بوضوح داخل الولايات المتحدة حول سوريا هو أن الخطر على العالم لا يتمثل في أن أميركا متلهفة على الانغماس في شؤون الدول الأخرى أو الانكباب على كل قضية في المنطقة كما لو أنها قضيتها الخاصة... إنما الخطر على العالم هو أن تبتعد الولايات المتحدة بعد عقد من الحروب- وانشغالها عن حق بقضاياها الداخلية، مع إدراكها للعداوة التي ولّدها دورنا في المنطقة في مختلف أرجاء العالم الإسلامي؛ إذ من شأن ذلك أن يولّد فراغًا في القيادة ليست هناك دولة أخرى على استعداد لملئه.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus