«الإندبندنت»: السعودية تبتعد عن واشنطن

2013-10-24 - 2:40 م

مرآة البحرين: ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الولايات المتحدة تواجه أزمة متنامية في علاقاتها مع السعودية وسط تقارير ترددت عن عزم السعودية، أقوى حليف لأميركا في الشرق الاوسط منذ عقود، الابتعاد عمدا عن واشنطن بسبب سياستها المتراخية تجاه سوريا وإيران والبحرين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تردد أن "رئيس جهاز الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان والذي عمل سفيرا لبلاده في واشنطن لمدة 22، أبلغ دبلوماسيين أوروبيين عزم بلاده تقليص التعاون مع الولايات المتحدة بشأن تسليح وتدريب المتمردين في سوريا احتجاجا على السياسات الأميركية في المنطقة".

ولفتت الصحيفة إلى أن الأضواء "تركزت على هذا التوجه الجديد في نهاية الأسبوع الماضي، عندما أدهشت المملكة المجتمع الدبلوماسي برفض قبول مقعدها في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بعد يوم واحد فقط من انتخابها لشغله"، موضحة أن قرار الولايات المتحدة بالامتناع عن شن هجمات جوية ضد النظام السوري أثار حفيظة الرياض، وكذلك عمل واشنطن على إحداث حالة من الشلل داخل مجلس الامن منذ بدء الصراع في سوريا".

ورأت "الإندبندنت" أن "هذا الغضب السعودي حيال واشنطن ينبع أيضا من إشارات على بدء ذوبان الجليد في العلاقات الأميركية ـ الإيرانية منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني، وكذلك فشل الولايات المتحدة في إنهاء الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، فضلا عن إحجامها عن دعم موقف الرياض بإدانة انتفاضة الشيعة في 2011 في البحرين التي يحكمها السنة". ونقلت الصحيفة عن مصدر سعودي قوله إن "هذا الابتعاد (السعودي) عن الولايات المتحدة أمر رئيسي حيث أن السعودية لا ترغب في أن تجد نفسها بعد ذلك في موقف تكون فيه تابعة"، مضيفا "كل الخيارات مطروحة على المائدة الآن".

ووفقا للصحيفة، فإن "بندر أبلغ دبلوماسيين غربيين بأنه يعتزم الحد من التفاعل مع الولايات المتحدة، وأن العلاقات السعودية معها تتدهور منذ فترة لأن السعودية تشعر بأن الولايات المتحدة تتقارب مع ايران ولم تدعم السعودية خلال انتفاضة البحرين".

ورأت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اعترف خلال حضوره مؤتمرا في لندن حول سوريا بوجود هذا الصدع، قائلا: "نعرف أن السعوديين شعروا بخيبة أمل بشكل واضح بسبب عدم توجيه ضربة (إلى سوريا) ولديهم تساؤلات بشأن أمور أخرى قد تحدث في المنطقة". وبحسب الصحيفة، فإن "هذا الصدع لا يهدد فقط العلاقات الدبلوماسية بل أيضا العلاقات الاقتصادية والعسكرية المكثفة بين البلدين، حيث تعد الولايات المتحدة موردا تقليديا للإسلحة إلى المملكة فيما يوجد في المقابل معظم الأرصدة الخارجية للسعودية، والتي تقدر بنحو 700 مليار دولار، في الولايات المتحدة".

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة "تواجه اتهامات بالتردد خلال تعاملها مع قمع البحرين لانتفاضة 2011 بسبب استضافة البحرين لقاعدة الأسطول الخامس الأميركي الذي يعد حيويا لحماية المصالح الأميركية في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو 40 في المئة من كل شحنات النفط المنقولة بحرا".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus