شيرين جعفري: عائلته تبقيه حيًا من خلال اتباع الخطى التي أدت إلى وفاته

2013-10-28 - 10:27 ص

شيرين جعفري، بي آر آي
ترجمة: مرآة البحرين

كان أحمد إسماعيل حسن الصمدي ذو 22 ربيعًا، يعيش في البحرين- الجزيرة الصغيرة. شغفه للفوتوغرافيا والفيديوغرافيا اجتذباه لتصوير الاحتجاجات الجارية في البحرين. الاحتجاجات التي كانت جزءًا من الانتفاضة العربية عام 2011.

ولكن شغفه هذا كان أيضًا سبب هلاكه.

في إحدى الليالي أطلقوا عليه النار، بينما كان يصور مظاهرة بالقرب من قريته. توفي في وقت لاحق بسبب مضاعفات إصابته. زارت الصحفية إليزابيث ديكنسون الجزيرة في اليوم الذي شيعوا فيه أحمد.

تقول إليزابيت:" كان الجميع يتحدث عن وفاة أحمد ".

وتقول إن كثيرين من كانوا يتحدثون عن أحمد، ليس لأنه كان آخر المتوفين، بل لأنه كان يمت بصلة إلى الكثيرين منهم.

" كان في مقتبل شبابه، وكان بعيد الأمل، "قالت " وبكل المقاييس كان فتىً هادئًا، وعاديًا".

التقت ديكنسون مع عائلة أحمد، ونقلوا لها قصته.

"وبينما كنت أهم بالخروج، أخذت شقيقة أحمد بيدي وقالت لي بصوت لا أستطيع نسيانه، أريد أن أراك مرة أخرى، ولم أنسَ ذلك"، قالت ديكنسون.

قررت العودة إلى البحرين للمتابعة مع عائلة أحمد.

حولت دينكسون ما شهدته إلى كتاب الكتروني: " من أطلق النار على أحمد: سر يتكشف في الربيع العربي الفاشل في البحرين"

"عرف أحمد أن عمله كمواطن صحافي كان محفوفًا بالمخاطر. فلطالما ردت قوات الأمن البحرينية باستخدام القوة لقمع الاحتجاجات الجارية في جزرها. وكانت تستهدف الصحفيين تحديدًا، بمن فيهم أحمد، الذي كان قد اعتقل أيضا ذات مرة وهُدد مرارًا من جانب الشرطة، لكنه كان أكثر حذرًا الآن، فقد وضع شريطًا لاصقًا كهربائيًا حول الأجزاء المعدنية لكاميرته المحمولة، حتى لا تعكس الضوء وتجذب الأنظار. كان كتومًا حتى مع عائلته بما يخص مكان ذهابه وزمن إيابه. لم يعرف أحد أنه قُتل في تلك الليلة، وما عرف أحد انه كان هنا الآن، وأن الضحية الآن ليست سوى الشخص الذي كان يصور المشهد. عندما وصلوا إلى المقبرة، وضعوا أحمد على الأرض. دقائق فقط مرت بعد إطلاق النار عليه، واختفى لون سرواله الأخضر تحت أثر الدم. توقف الرصاص، ولم يكن الرجال خائفين من جذب الانتباه وبدأوا يصرخون طلبًا للمساعدة. لقد كانوا بحاجة إلى ادخاله في مكان ما. القرويون نائمون. ولكن، العديد من منازل الحي مُفتّحة أبوابها، وهي عادة راجت مع بدء الاحتجاجات. عندما تتسلل الشرطة إلى الممرات المتعرجة في الأحياء القديمة مشيًا، يفر المتظاهرون إلى أقرب البيوت هربًا من الغاز المسيل للدموع، ولكن أي المنازل يعرف الإسعافات الأولية؟ لا أحد كان يمسك بزمام الأمور. لا أحد ضغط على الجرح الذي أخضل الإسمنت الرمادي".

عندما ازداد قلق الحكومة البحرينية أكثر فأكثر من انتشار الاحتجاجات، كتبت ديكنسون، جابه المسؤولون المتظاهرين وحاولوا منعهم - باستخدام أي وسيلة ممكنة.

"وعندما تحولت الأزمة السياسية إلى تهديد أمني، شُطب شاهد الثورة من جغرافيا البحرين، بدءًا من نصب اللؤلؤة. وبحجة أنها قد أثارت ذكريات سيئة، هدمت الحكومة النصب في عام 2011 وطوقت المنطقة بالأسلاك الشائكة، تاركة ثلمًا كبيرًا وحرجًا في مركز المدينة الكثيف. أوقفت الدولة مجموعة من المسكوكات النقدية التي رسم عليها النصب ذات مرة، لقد أصبحت إحدى العناصر المجمعة من بين الناشطين".

لم تحصل عائلة أحمد على إجابة حول سبب مقتل ابنها- ولكن ديكنسون تقول إن وفاته في الواقع قد دفعتهم للسير على خطاه.

"عائلته أبقته حيًا "، قالت. " لقد حمل والده صوره التي التقطها... بعضها نشط على الإنترنت، وبعضها يُؤلف ويُنتج تنظيمًا للمجتمع. أساسًا لقد أصبحت عائلة أحمد أعضاء أقوى في المعارضة بسبب ما حدث لابنها".


18 تشرين الأول/أكتوبر 2013
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus