تناقض المؤشرات حول انتعاش الاقتصاد.. وولي العهد: هدفنا هو النهوض بالشعب البحريني كله

2011-06-25 - 6:08 ص




مرآة البحرين (خاص): عكست معظم الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم موقف السلطة البحرينية من المحاكمات لا سيما إصدار أحكام بالسجن المؤبد لرموز المعارضة. كما نشرت بعض الصحف مقالات مترجمة من صحف أجنبية حول هذه المحاكمات. ولفتت بعض الصحف السعودية والخليجية إلى تقرير عن انتعاش الاقتصاد البحريني، وتجاوز الاضظراب السياسي كما نشرت العديد من المواقف إزاء الأزمة الراهنة سواء المحلية أو الدولية.

وقد نشرت صحف "الرياض" السعودية و"الشاهد" الكويتية و"الخليج" الاماراتية إضافة إلى صحيفة "الشرق" القطرية بيان الحكومة البحرينية حول الأحكام بالسجن المؤبد بحق ثمانية معارضين حيث اعتبرت "أن هذه الاحكام  تطمئن السكان حول عدم المساس بأمنهم على أن يساهم الحوار الوطني المقبل "بتوحيد البلاد مجددا". وأشار بيان وزعته باسم الحكومة هيئة شؤون الإعلام ان المدانين الـ21 "لا يمثلون شريحة مهمة من السكان الذين يؤمنون بأن الطريق الى الامام يمر عبر الحوار والسبل السلمية".
واضاف البيان ان الاحكام "تبعث برسالة قوية مفادها أن الامن والنظام ستتم حمايتهما وبالتالي ستطمئن غالبية سكان البحرين بأن امنهم لن يسمه العنف او محاولات قلب النظام عبر الدعوة لاقامة جمهورية اسلامية".

وذكر البيان ان الحكومة "تأمل بأن يشكل الحوار الوطني العتيد فرصة لتوحيد البلاد مرة جديدة ولبلورة توافق يؤدي الى مزيد من التقدم في الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي اطلقه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قبل اكثر من عشر سنوات".

"الوفاق": لن نقدم مرئياتنا للحوار
بدورها نقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن عضو جمعية الوفاق في البحرين، نائب رئيس مجلس النواب السابق، خليل المرزوق قوله "إنهم لن يقدموا مرائياتهم للحوار الوطني الذي دعا إليه العاهل البحريني، الملك حمد بن سليمان آل خليفة، من خلال رئيس برلمان البحرين خليفة الظهراني امس، باعتباره آخر موعد لتقديم تلك المرئيات، والذي سيبدأ مطلع الشهر المقبل. وقال المرزوق إن الأزمة في البحرين سياسية، والحوار يكون مع من يملك السلطات، وليس من لا يملك السلطات أو الصلاحيات (قاصدا الظهراني).

واعتبر المرزوق "أن مبادرة ولي عهد البحرين للحوار ونقاطه السبع هي الأساس في أي تحاور مع السلطة، ولكنه لم يعلن صراحة رفضه للحوار، مشترطاً أن تكون أجواء الحوار مهيأة لذلك وليس الآن".

الفورين بوليسي: السلطة لا تملك الأدلة  
أما صحيفة "السفير" اللبنانية فنشرت مقالة مترجمة عن "الفورين بوليسي" تناولت الاحكام بالسجن المؤبد وقالت "نظراً للطبيعة المغلقة للمحكمة العسكريّة، لم يُعرف، على وجه التحديد، ما هي الأدلة التي أدين الناشطون على أساسها" مضيفة "لو كان بحوزة الحكومة البحرينية أي أدلة تثبت صحّة ادعاءاتها، لما توانت عن تكرار بثها عبر التلفزيون الوطني، بموازاة الإعلان عن الحكم بحق الناشطين".

وخلال عرضها لوقائع الادلة تساءلت "الفورين بوليسي"عما يفعلة ابراهيم الشريف، الذي لم يطالب بإسقاط النظام بل بملكية دستورية، وسط هؤلاء؟". وقالت "يبدو ان شريف استفز النظام لكونه السياسي الأول الذي يدعم احتجاجات 14 فبراير/ شباط، والأهم لأنه كان الزعيم السني الأبرز في حركات الاحتجاج، والذي شكل وجوده تحدياً بوجه قضية تسويق النظام للفتنة الطائفية في وسائل الإعلام العالمية".

وأضافت "الفورين بوليسي" أما وان هناك استئنافا في قضية حكم الناشطين، وفيما تتوجه الأنظار إلى الملك الذي يُتوقع، كعادته، أن يعفو عن الناشطين، لكن من دون الاشارة إلى براءتهم أو الاعتذار منهم، ما يعني أنه يقدّم خطوته تلك كفعل شهامة من قبله، إن لم يكن دليلا على سيطرته الكاملة على الأمور، يبدو واضحاً ان المتشددين داخل السلطة، والمدعومين أصلا من المملكة العربيّة السعوديّة، لن يوافقوا على قرار العفو إذا ما طرح، فهم يدركون أن بقاء هؤلاء وراء القضبان يساهم في حقن المعارضين وازدياد الاحتجاجات. وهذا ما يبتغونه بالفعل، زعزعة الاستقرار من اجل البقاء في السلطة".

طهران تستدعي القائم باعمال البحرين
وفي سياق ردود الفعل الدولية والاقليمية على حول ازمة البحرين أوردت صحيفة "القبس" الكويتية أن  وزارة الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال البحريني، احتجاجاً على القيود غير القانونية، التي فرضتها الحكومة البحرينية على بعض الرعايا الإيرانيين، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية.
 
من جهتها أشارت صحيفة "الاخبار" اللبنانية إلى أن الولايات المتحدة انتقدت الأحكام التي صدرت، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر "نشعر بالقلق بخصوص قسوة الأحكام الصادرة. ونشعر بالقلق أيضاً للاستعانة بمحاكم عسكرية لمحاكمة أولئك المدنيين". وأضافت صحيفة "القبس" الكويتية إلى الخبر ذاته أن "بريطانيا أعربت عن قلقها إزاء صدور هذه الأحكام، وقالت "ان أحد الذين أدينوا هو إبراهيم شريف، وهو سياسي بارز معتدل كان مشاركا بناء في السياسة البحرينية ويمثل حزبا سياسيا مسجلا" كما أبدت قلقها من "محاكمة المدنيين أمام محاكم يرأسها قاض عسكري، مع تقارير عن سوء المعاملة خلال الاعتقال".

وتعليقاً على الاحكام، نشرت "السفير" اللبنانية أن حزب الله قد اعتبر أن السلطات البحرينية "تتمادى في خطواتها القمعية التي تستهدف المعارضة السلمية في البلاد". ورأى أن "هذه الإجراءات القمعية التي تمعن سلطات البحرين في اتخاذها تعبّر عن ذهنيتها الرافضة لأي محاولة إصلاحية في النظام، وتؤكد كذب ادعائها بالسعي إلى "الحوار". كما أدان الحزب "الأحكام السياسية الجائرة"، مستنكراً "بشدة الصمت الدولي إزاءها"، ومؤكداً على ضرورة دعم الشعب البحريني من أجل "نيل مطالبه العادلة والمحقة". كما اضافت "السفير" استنكار رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد "الأحكام القضائية الجائرة التي أصدرتها السلطات في البحرين ضد قادة المعارضة"، واعتبرها أحكاماً سياسية موجّهة ضد حرية الرأي.

حمد: الحفاظ على سمعة البلد والتقيد بالقوانين
وفي سياق المواقف الداخلية أوردت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وخلال استقباله، أول أمس، عدداً من أهالي المحافظة الشمالية، دعا إلى "المحافظة على سمعة البلاد والسلم الاهلي والتقيد بالقوانين والأنظمة.

كما دعا إلى "الحفاظ على التعايش الأخوي والتمتع بصفات التسامح والمحبة بين جميع مكونات المملكة وعدم اللجوء إلى جهات خارجية، وقال "إن الذي يدعي بأن البحرين في صف الدول المتشددة التي لا تراعي حقوق إنسان فهذه غلطة كبيرة على البحرين نفسها".

من جهته ـ أضافت الخليج ـ أن ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قال "إن هدفنا هو النهوض بشعب البحرين كله، لأن ذلك هو مسؤوليتنا التاريخية التي نعمل على تحقيقها، وأن هذا الهدف قد رعاه وبلور مفهومه الشامل والوحدوي الملك بمشروعه الاصلاحي وإطلاقه لحوار التوافق الوطني الذي نأمل أن ينجح لأن نجاحه لكل البحرين وليس لفئة دون أخرى".

تناقض مؤشرات الانتعاش الاقتصادي
وفي سياق التداعيات الاقتصادية للازمة البحرية أوردت "الشرق الاوسط" السعودية و"القبس" الكويتية تقريراً إيجابياً عن انتعاش الاقتصاد لكنه حمل في طياته بوادر سلبية وحذر شديد في الحكم على صحة هذا التقدير وقالت الشرق الاوسط": "بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البحرين، يتدفق السياح من أنحاء الخليج على فنادقها المطلة على الخليج، ويتوافد المصرفيون إليها لإبرام الصفقات. وساعد البحرين في ذلك ارتفاع أسعار النفط ومليارات الدولارات من الاستثمارات السعودية والهدوء النسبي في الشوارع، وسط استعادة الثقة في المركز التجاري والمالي الإقليمي، لكن لا يستطيع المرء حتى الآن أن يصف ما يحدث بأنه انتعاش اقتصادي".

ونسبت "رويترز" إلى جارمو كوتيلين، كبير الاقتصاديين لدى "الأهلي كابيتال" القول: "بات بالإمكان السيطرة نسبيا على الاضطرابات التي يمكن أن تؤثر على أسواق المال. والمشهد بعيدا عن الأبراج الزجاجية المتلألئة في العاصمة ليس براقا.. ففي القرى التي تغطى جدران أبنيتها الإسمنتية كتابات مناوئة للحكومة، يتكدس المواطنون الذين شكلوا المكون الرئيسي في الاحتجاجات، بعد طرد عدد كبير من العمال أو سجنهم أو تقديمهم للمحاكمة، لكن المسؤولين في البحرين يحاولون أن يستعيدوا وجه البحرين الصديقة لأنشطة الأعمال، بعد إلغاء سباق جائزة البحرين الكبرى، الذي ينظم ضمن بطولة العالم (فورميولا 1)، وهو أهم حدث عالمي تشهده، بسبب العنف الذي حدث".

وأشار التقرير إلى انخفاض تكلفة تأمين الديون السيادية البحرينية بعد أن شهدت ارتفاعا كبيرا في مارس (آذار) من 350 نقطة أساس إلى  235 نقطة أساس، وقال : "لكنها (نسبة الانخفاض) لا تزال مرتفعة عن مستويات أقل من 200 قبل الاضطرابات". ونقل التقرير عن مصرفي محلي طلب عدم نشر اسمه: "عوّض ارتفاع أسعار النفط تأثير الأضرار السياسية، وبالتالي الشؤون المالية الحكومية متماسكة.. أنا متفائل تماما".

وقال فاروق سوسة كبير اقتصاديي الشرق الأوسط في "سيتي غروب بدبي" إن الانتعاش الاقتصادي سيحدث في شكل استثمارات سعودية في القطاع العام البحريني.
ولفت التقرير إياه إلى أنه خلال الأسبوع الماضي عبر نحو 150 ألف زائر إلى البحرين، وهو ما يقل عن نصف العدد المعتاد لكنه أخذ في الزيادة منذ مارس/ آذار الماضي، بينما قالت الجمعية  البحرينية للفنادق والمطاعم إن نسبة الإشغال 70 في المائة، على الرغم من أن بعض المراقبين يشككون في ذلك، كما تحاول البحرين طمأنة الزائرين والولايات المتحدة التي يتمركز أسطولها الخامس فيها بأنها تعالج مظالم غالبية السكان".

وطرح التقرير تساؤلاً قال فيه "السؤال هو كيف تتأكد من أن البلد بدأ ينمو ثانية، وأن المزايا توزع بالعدل". وتبدو الإجابة محبطة عند النظر إلى القرى التي تحيط بالمركز المالي في المنامة. تمسح أم أحمد (40 عاما) جبينها من العرق، وتتساءل وهي تملأ حقائب بشطائر لأقارب فقدوا وظائفهم؛ كيف يمكن أن تتعافى قريتها، وتقول بينما يتجول أطفال حول منزل متداع من ثلاثة طوابق يضم عائلات ثلاثة أشقاء أو نحو 24 شخصا: كل شخص لديه قريب إما مفصول من العمل أو مسجون أو مفقود. إنه وقت صعب يجب أن تتكاتف العائلات وتتشارك فيما تملك كي تمر الأزمة".

وخلص التقرير إلى نتيجة أن الاقتصاديين يتوخون الحذر، إذ أظهر استطلاع لـ"رويترز" هذا الأسبوع تراجع تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2011 إلى 2.7 في المائة في المتوسط من 3.4 في المائة التي كانت متوقعة في مارس، وبالنسبة لعام 2012، تم تخفيض توقعات النمو إلى 3.3 في المائة من 3.6 في المائة.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus