حملة القمع مستمرة وإن كانت أقل وضوحا... مجلة "ذي إيكونومست": الأمر في البحرين يتطلب أكثر من الكلمات

2013-11-09 - 10:26 ص

مرآة البحرين (خاص): قالت مجلة "ذي إكونومست" إن الشرطة في البحرين تقوم بطلاء جدران مركزها الرئيس في العاصمة المنامة، يوميا للتغطية على الكتابات التي تظهر عليها كل ليلة.

رسائل مثل "يسقط النظام" و "الموت للملك حمد " تبقى لفترة طويلة على المباني في القرى المحيطة بالعاصمة، التي أصبحت فيها المواجهات روتينية بين المتظاهرين (الذين يحتجون بإحراق الإطارات في الشارع) وبين الشرطة المسلحة بالغاز المسيل للدموع.

وأشارت الإيكونومست إلى أن 90 شخصا على الأقل قتلوا في الانتفاضة التي لا زالت تعتمل طوال ثلاث سنوات تقريبا. "وينوي الآن قادة جمعية الوفاق، وهي أكبر كتلة في تحالف المعارضة ، تقديم شكوى للمقرر الخاص في الأمم المتحدة، حول سلوك قوات الأمن البحرينية، في أعقاب غارة للشرطة على معرض أقيم لتوثيق حملة القمع".

وأشارت المجلة إلى أن المتحف إلى جانب إعادة تمثيل "استجوابات الشرطة"، شمل توثيقا لاستخدام الغاز المسيل للدموع من قبل السلطات البحرينية، وهو الأمر الذي قالت عنه منظمة أطباء لحقوق الإنسان، الأمريكية، بأنه لم يسبق له مثيل.

ولفتت المظمة إلى استدعاء الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، للاستجواب في النيابة العامة، واتهامه بإهانة وزارة الداخلية.

وقالت الإيكونمست بأن توقيت الغارة يؤسف له، حيث كان من المقرر أن يستأنف الحوار الوطني الذي بدأ في فبراير/شباط الماضي، بعد توقف. وأكدت أن كلا المحادثات المتوقفة والغارة تدل على انعدام الثقة بين الحكام السنة في البحرين والمعارضة ذات الأغلبية الشيعية.

ونقلت المجلة عن القيادي في الوفاق، نائب رئيس البرلمان المستقيل، خليل المرزوق قوله "إن النظام لا يستخدم الحوار لتسوية أو إصلاح الوضع، لقد أصبح الحوار غطاء لانتهاكات مستمرة".

وكان تحالف المعارضة قد انسحب من المحادثات في سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجا على اعتقال المرزوق بتهمة التحريض على العنف، الذي كان قد ألقى خطابا في ذلك الوقت حض فيه الشباب المحتجين على عدم اللجوء إلى العنف، وقد أفرج عنه في وقت لاحق بعد 38 يوما، ولكن المعارضة تقول إن الارتفاع في الاعتقالات و صرامة الأحكام وغيرها من الانتهاكات يحول دون مشاركة حقيقية.

وعلى الرغم من تبني سلسلة إصلاحات تستهدف ظاهرا مساءلة الشرطة في العام الماضي، ظلت حملة القمع بذات المستوى من العنف، وإن كانت أقل وضوحا .

وقد دفعت البحرين ما يبلغ 32 مليون دولار لشركات العلاقات العامة الغربية لإصلاح سمعتها منذ عام 2011، إلا أن الضعف في السياحة وفي الاستثمار الأجنبي قد ضرب اقتصادها بقوة. هناك حوالي المنامة، سترى مبان شيدت إلى النصف، ثم أوقف البناء فيها.

كل من الحكومة والمعارضة تقبل بأن الحل الوحيد للمأزق هو الحوار. وقد بدا تعيين ولي العهد سلمان آل خليفة، ذو العقلية الإصلاحية، في منصب نائب خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء البحريني المتشدد الذي تولى السلطة منذ عام 1970، علامة مشجعة.

وقالت المجلة إن المعارضة لم تستبعد إجراء مزيد من المحادثات. وأضافت أن مساندي النظام في الغرب أعادوا تأكيدهم على الاتزام بالحوار "ولكن الأمر يتطلب أكثر من الكلمات وحدها لأخذ البلاد إلى المسار الصحيح".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus