جستين غينغلر: التحرك أخيرًا؟ شائعات التغيير داخل وخارج البحرين

2013-11-11 - 10:20 ص

جستين غينغلر، الدين والسياسة في البحرين

ترجمة: مرآة البحرين

عدت مؤخرًا من عطلة نهاية أسبوع ممتعة للغاية في النرويج، حيث أتيحت لي فرصة اللقاء بمعارف جدد وقدماء خلال حفل جائزة رافتو 2013. في نفس الوقت، تمكنت من الحصول على بعض المعلومات (غير المباشرة) المثيرة للاهتمام عن بعض التطورات السياسية الدولية والمحلية المتعلقة بالبحرين والتي من المحتمل أن تكون ذات أهمية. وطبعًا، لم تكن الحشود الشيعية الغاضبة هي منشأ هذه الشائعات.

الخبر الأول يروي الموضوع المفضل للجميع: الأسطول الأمريكي الخامس، ومدى احتمال بقائه في البحرين. كقراء نعرف، أن المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية حتى الآن لم يشككوا في وضع القاعدة التي ترسو في الجفير، وبدلًا من ذلك يزعمون (والمرء يأمل بصراحة) أن ليس لديهم خطة طوارئ في حال آل الوضع السياسي إلى أبعد من ذلك. وبالتالي، فإن الأسطول الخامس ظاهريًا قد فشل على الأقل في تحقيق إمكاناته كورقة ضغط سياسي، وتحديدًا لأن حكومة الولايات المتحدة لم ترسل أي إشارات مهمة تفيد بأن إعادة تقييم القاعدة هو قيد إعادة النظر.

فإذن، الإشاعة التي منشؤها صحفيون في صحف غربية، هي تلك الإشاعة أو تلك المنشورات الإضافية التي تتحضر لنشر مقال(ات) خاص متعمق يعيد صياغة الأسطول الخامس في ضوء استراتيجية جديدة. بدلًا من وجود ركيزة أساسية للقتال لاحتواء عداء إيران البحري، وأمن الخليج عمومًا، يوُصف دور وأهمية القاعدة في كلمات أكثر تواضعًا: إنها مجرد محطة "دعم" (وهذا هو اسمها على كل حال) بدلًا من العمود الفقري للأمن الإقليمي. فإلى أي مدى لم يتم إيضاح هذه القصص التي تأتي بتحريض مباشر من المسؤولين الأمريكيين، فقد قيل إن التحول في اللهجة والمضمون له ما يبرره في المقالات مما يعكس التغيرات الملحوظة في لغة الحكومة نفسها.

بطبيعة الحال، نظرًا للمشهد الاستراتيجي المتغير في منطقة الخليج، فإن أي تغيير محتمل في السياسة أو حتى في اللهجة فيما يتعلق بالأسطول الخامس قد تكون علاقته مع البحرين أقل من الرغبة لموقف عسكري معتدل للولايات المتحدة إزاء ايران. حتى الآن، على أي حال، لا يزال يخدم الغرض من تكرار السؤال النافع كأداة وظيفية للدبلوماسية الأمريكية.

والخبر الثاني، إذا كان ذلك ممكنًا، هو الوُجهة الأكثر احتمالًا، والتي يمكن للمرء أن يتكهنه دون ارتباطه بالخبر الأول. وهو إشاعة صفقة سياسية وشيكة، ظاهريًا بتوسط من البريطانيين، بين الجمعية المعارضة الرئيسية (الوفاق) والحكومة البحرينية. هذا الإعلان، مرة أخرى ظاهريًا، سيكون في شهر كانون الأول/ديسمبر، والشروط ستكون من هذا القبيل: إعادة النظر في الدوائر الانتخابية في البلاد، مع إضافة عدد من وزراء جدد من المعارضة، مقابل عودة الوفاق إلى البرلمان والالتزام (بالضغط على الناشطين) لإنهاء الاحتجاجات. وليس في حوزتي أية معلومات عما اذا كان سيتم انتخاب أو تعيين وزراء المعارضة. ومنصب رئيس الوزراء، حسبما ورد، ليس في إطار المناقشة.

احتمال وجود صفقة بين الحكومة والمعارضة يسلط الضوء على الاضطهاد غير المسبوق لكبار المسؤولين في الوفاق، خليل المرزوق وعلي سلمان. يوم الأحد، اتهم هذا الأخير بالجريمة البشعة في "إهانة وزارة الداخلية " لأن جماعته رفعت صور ومواد تخص الانتفاضة ( والتي وُصفت بالـ "متحف " ) أمام أحد مكاتب الوفاق في البلاد القديم، وقد تم توجيه أصابع الاتهام إلى هذين الشخصين وأفرج عنهما في وقت لاحق، ويفترض أنهما ينتظران الآن المحاكمة أو المقاضاة. بالنسبة إلى علي سلمان، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استدعاؤه واتهامه، منذ بدء الانتفاضة.

وكما هو الحال دائمًا، لدى الحكومة تفسيران وهما: مؤامرة، وليس بمؤامرة. وهذه الأخيرة تشير إلى احتمال استخدام الحكومة الدعاوى القضائية - ليس فقط ضد الأفراد ولكن ضد الوفاق كمنظمة - كوسيلة للضغط على هذه الجماعة لقبول ما يصعب في نهاية المطاف ابتلاعه من الناحية السياسية، لا سيما بالمقارنة مع ما كانوا ربما سيحصلون عليه من ولي العهد في آذار/مارس 2011. وهذا ربما من شأنه أن يساعد على توضيح ما وصفته الوفاق عند استدعاء سلمان بأنه "ابتزاز سياسي".

نسخة بديلة، والتي غالبًا ما يسمعه المرء عندما تتورط الوفاق في جدال ما، هو أن اعتقال القيادة جزء من جهد مُتعمَد لجعل التيار المعارض الرئيسي يبدو أكثر "راديكالية"، وبالتالي يكون متناغمًا مع الشيعة الحاضرين في الشارع. وفي النهاية، تقول الحجة، يُفترض أن يكونوا أكثر استعدادًا لتقبُل شرعية وجود صفقة سياسية في نهاية المطاف.

لنفترض للحظة أن تسوية كهذه هي قيد العمل، سيكون من المثير أن نرى الأهمية النسبية للمُثل السياسية والجهد السياسي في تشكيل الدوائر الانتخابية المختلفة في البحرين. فهل ما يقرب من ثلاث سنوات من القتال اليومي الذي حصد أرواح الناشطين الشباب سيجعلهم جاهزين الآن للقيام بسلام أو هدنة على الأقل؟ هل سيسقط السنة في البحرين تماشيًا مع تسوية أخرى مع المعارضة تكون من خلف الأبواب المغلقة وفي نهاية المطاف على حسابهم سياسيًا؟ هل سيتخلى أفراد العائلة المالكة في الديوان الملكي ووزارة الدفاع أصحاب الفكر الأمني عن حملتهم لتحقيق العدالة العقابية بجميع أولئك الخونة؟ نأمل أن تكون هناك فرصة لمعرفة ذلك.

مستجدات: قيل إن قناة العالم الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية تُلغي تدريجيًا برنامج يتناول أحداث البحرين يُبث يوميًا لمدة ساعة. ربما من قبيل الصدفة، ولكن أيضا ربما محاولة لتعزيز بيئة سياسية أكثر هدوءًا.

أوردت صحيفة الوسط "اتفاقًا" لاستئناف رحلات طيران الخليج بين البحرين وإيران، والتي تم تعليقها منذ عام 2011، اعتبارًا من 15 كانون الأول/ديسمبر. وهذا أكثر مصادفة؟

مستجدات 2: يُثبت الشيخ ناصر" القدرات القيادية " الفطنة في قيادة الأمراء البحرينيين إلى "مكان مشرف " في سباق فلوريدا آيرونمان. احذر، ولي العهد الأمير سلمان!
مستجدات 3: في إجازة نهاية الإسبوع تصادف أنني تحدثت مع مصدر غربي مطّلع على النقاش السياسي في البحرين، الذي أكد على صفقة ستحدث في كانون الأول/ديسمبر. ومن الطريف أنه لم يكن متفائلًا بخصوص المستقبل السياسي لرئيس الوزراء والذي يقول المصدر إنه من غير المحتمل أن يبقى محتفظًا بمنصبه، ولو لمدة قصيرة


6 تشرين الثاني/نوفمبر 2013
النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus