ذا إيكونومست: البحرين: ...وتستمر المماطلة

2013-11-12 - 7:42 ص

ذا إيكونومست 
ترجمة: مرآة البحرين


في كل يوم يُعاد دهن مقرات الشرطة في المنامة، عاصمة البحرين، لإخفاء الجرافيتي ( الرسم على الجدران) التي تظهر في كل ليلة. ولكن العبارات مثل " يسقط النظام " و "الموت للملك حمد" تبقى لفترة أطول على جدران البيوت في القرى المحيطة بالعاصمة، حيث أصبحت المواجهات بين المتظاهرين الذين يحرقون إطارات وبين الشرطة المسلحة بالغاز المسيل للدموع روتينية.

وقُتل 90 شخصًا على الأقل في الانتفاضة التي ما زالت تجيش في البلاد منذ ثلاث سنوات تقريبًا. والآن ينوي قادة الوفاق، أكبر كتلة في تحالف المعارضة، تقديم شكوى بسبب سلوك قوات الأمن البحرينية مع المقرر الخاص للأمم المتحدة، في أعقاب اقتحام شنته الشرطة في 31 تشرين الأول/أكتوبر على معرض يُوثّق الإجراءات الصارمة.

وادّعت السلطات أن " متحف الثورة "، الذي أُقيم في مكاتب الوفاق، يُحرّض على كراهية الحكومة ويشوه سمعتها. وإلى جانب إعادة استحضار استجوابات الشرطة، وثّق المتحف استخدام السلطات البحرينية للغاز المسيل للدموع، وهو الاستخدام الذي قالت عنه أطباء من أجل حقوق الإنسان -وهي منظمة ضاغطة مقرها نيويورك- أنه لا مثيل له. وفي 3 تشرين الثاني/نوفمبر اتُّهِم الشيخ علي سلمان، أمين عام الوفاق، بإهانة وزارة الداخلية، بعد استجواب استمر لمدة ست ساعات.

توقيت الهجوم كان سيئًا، فقد كان من المقرر استئناف الحوار الوطني الذي بدأ في شباط/فبراير الماضي، بعد فترة من التوقف. ويدلّ كل من المحادثات المحتضرة والهجوم على انعدام الثقة بين الحكام السّنة في البحرين والمعارضة ذات الأغلبية الشيعية. "النظام لا يستخدم الحوار من أجل التسوية أو من أجل إصلاح الوضع"، كما يقول خليل المرزوق، نائب أمين عام الوفاق، الذي استقال من البرلمان في أعقاب الاضطرابات في شباط/فبراير 2011. "لقد أصبح الحوار غطاء للانتهاكات المستمرة."

وانسحب تحالف المعارضة من المحادثات في أيلول/سبتمبر احتجاجًا على اعتقال المرزوق المتهم بالتحريض على العنف، وكان المرزوق قد ألقى كلمة شجّع فيها الشباب المحتج المتطرف على عدم اللجوء الى العنف. وأُفرِج عنه بعد اعتقال دام 38 يومًا، ولكن المعارضة تقول بأن ارتفاع عدد الاعتقالات والأحكام القاسية وغيرها من الانتهاكات عوامل تمنع الالتزام الحقيقية. وعلى الرغم من سلسلة الإصلاحات المُلَتَمَسة فيما يتعلق بمساءلة الشرطة في عام 2012، فإن القمع العنيف استمر خلال العام الماضي، وإن كان أقل وضوحًا.

وكانت البحرين قد أنفقت 32 مليون دولار على شركات العلاقات العامة الغربية لتحسين سمعتها منذ عام 2011، ولكن قلة السياحة والاستثمار الأجنبي قد ضربت الاقتصاد بشدة. وحول المنامة، لا يزال نصف العمارات المُشَيّدة غير مكتملاً.

ويؤمن كلّ من الحكومة والمعارضة بأن الحوار هو الحل الوحيد للمأزق. في أوائل هذا العام، تم تعيين ولي العهد سلمان آل خليفة، صاحب العقلية الإصلاحية، نائبًا لخليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء البحريني المتشدد الذي ما زال في منصبه منذ عام 1970، وبدا هذا كبارقة أمل. ولم تستبعد المعارضة إجراء المزيد من المحادثات. ولقد أكّد مساندو النظام الملكي الغربيون القلقون التزامهم بالحوار. ولكن الأمر يستلزم أكثر من الكلام لإعادة البلاد إلى المسار الصحيح.


7 تشرين الثاني/نوفمبر 2013
النص الاصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus