بعد يوم من تصريح الناطقة الإعلامية: "شوارعنا من أجود الشوارع العالمية"، الشوارع تغرق في زخة مطر

2013-11-19 - 8:48 ص

مرآة البحرين (خاص): أمطار غزيرة سقطت لوقت محدود فوق البحرين، عرّت كل مقولات وكذبات مدّاحي النظام البحريني وحكومة خليفة بن سلمان، الذي ينسب إليه مواليه كل حسنة في البحرين، وتشتهر بينهم مقولات مثل "رجل التنمية".

نحن هنا لا نتحدث عن كمية أمطار كتلك التي مرّت على دول خليجية أخرى خلال الأيام الثلاثة الماضية مثل الرياض والكويت، غطتها الأمطار بكميات كبيرة ومتواصلة لساعات طويلة استمرت قرابة يوم كامل، لا نتحدث عن كل هذا الكم من المطر، بل عن مطر خلال ساعات محدودة البارحة فقط.

في الشوارع صباح هذا اليوم، يخيل اليك أن البحر المسروق والمنهوب قد عاد للبحرين، تفرح للوهلة الأولى، قبل أن تدرك أنك في بحر المطر الذي أغرق الشوارع العامة والرئيسية والفرعية. عدد من المدارس تحولت إلى برك سباحة، رأينا في بعض الصور المنشورة صباح هذا اليوم، ومقاطع الفيديو التي حمّلها المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يحمل الآباء أطفالهم داخل المدارس، وهم مشمرين عن ثيابهم حتى منتصف أرجلهم. بنية تحتية مهترئة يغرقها مطر، هذا جانب من التنمية.

في الشوارع صباح اليوم، غاب أي حضور لجهات مسؤولة، اجتهد المواطنون لتسيير الطرق ما أمكنهم، لا يوجد رجال للمرور، ولا سيارات لانتشال السيارات التي توقفت محركاتها وسط المستنقعات، ولا رجال بلدية يمدون لوحاً خشبياً ليعبر عليه التلاميذ داخل مدارسهم وصفوفهم الدراسية، أما وزير التربية فهو الشخص الذي يثبت في كل مرة أن اختصاصه بيع الكلام فقط. هذا جانب آخر من التنمية.

منازل الفقراء فاضت بالماء من الأسقف المتشققة، وتعرضت أخرى لانقطاع التيار الكهربائي بسبب تماسّات كهربائية للأسلاك القديمة، بعض العوائل لم تستطع النوم، آباء سهروا خوفاً على أبنائهم الصغار من انهيار سقف أو جدار، الفقر قاتل أو أنه قد يسبب القتل، هذا جانب ثالث من التنمية.

تشدّقت الناطقة الإعلامية سميرة رجب في تصريحها يوم أمس حين سئلت عن الاستعداد لموسم الأمطار، قالت بثقة الكاذب: "البحرين تعتبر من أجود الشوارع العالمية بالمعايير الدولية".

أول زخات مطر أعقبت هذا التصريح كانت تحمل الإجابة بما يكفي: كذبكم يغرقنا أكثر من المطر.

الأمطار التي لم تتجاوز مدتها سوى بضع ساعات من الليل، أثبتت أن اجتماع اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث برئاسة رئيس الأمن العام، وتأكيداتها أنها اتخذت كافة الاستعدادات في إطار تحمل الجهات المعنية لمسؤولياتها تجاه سقوط الأمطار الغزيرة وعدم الاستقرار في حالة الطقس، هي تأكيدات فارغة المحتوى وأن كثيراً من الاجتماعات التي تدر عوائد مادية على المجتمعين لا تخفي أن البلد في حال كارثية.

أكثر من أربعين عاماً فوق كرسي رئاسة الوزراء، وفي بلد يستخرج النفط بكميات تجارية منذ ثلاثينات القرن الماضي، والشوارع لا زالت تغرق، والمدارس، والبيوت، كما نغرق في الكذب الرسمي، ومع هذا فنحن نعيش في ظل حكومة "رجل التنمية" كما يسمونه. عمل طوال 40 عاماً على مواءمة الاقتصاد الوطني مع مشاريعه الخاصة، وحماية المفسدين والسرّاق الذين ينهبون أموال مشاريع التنمية التي ترصد لها أموال لتكون وفق "أجود المعايير الدولية"، يضعون المبالغ المرصودة لها في جيوب حساباتهم البنكية، ويصرّفون المشروع بما يبقى من فتات، فينجز شكلياً متهالكاً كأسوأ ما تكون عليه المعايير الدولية؛ شوارع البحرين نموذجاً.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus