المصاب عباس عبدالنبي: طلقة C4 استهدفت قتله بعد تهديدات وصلته عبر هاتف التحقيقات

2013-11-24 - 8:57 م

مرآة البحرين (خاص): ما يقارب شهر ونصف، والشاب عباس عبدالنبي "19 عاما" يقضي في حالة غياب كامل عما يدور حوله. منذ 15 أكتوبر الماضي أصيب بطلقة مسيل دموع "C4" في رأسه. الإصابة البليغة أدخلته في غيبوبة مدة شهر كامل،3 عمليات جراحية أجريت له، آخرها الخميس الفائت 21 نوفمبر 2013. حتى الآن، ما زال عباس يرقد تحت العناية المركزة في المستشفى العسكري لا يقوى على فعل أي شيء وغير قادر على نطق أي كلمة.

لا يختلف عباس عن غيره من الشباب المطارد منذ مارس 2011، تم اعتقاله قبلها في 2008، حيث الانفجارات الشعبية ضد الاستبداد في البحرين سلسلة لا تنتهي. كان حينها في الرابعة عشر من عمره، ليس جديداً في البحرين انتهاك الطفولة، وليس جديداً أن الأطفال يكبرون محملّين بكراهية النظام الذي سحق جزءاً من طفولتهم، وضيّع صورة كل مستقبل ممكن أمامهم.

اعتقل عباس في الانتفاضة الشعبية الأخيرة، وبسبب الضرب أصيب في رأسه، وأدخل مستشفى القلعة في 14 فبراير 2012، أفرج عنه قبل أن تعود قوات أمن النظام البحريني لمداهمة منزله في مايو 2013، اختفى من ذلك الحين، وتحوّل إلى مطارد، ولأنه جرّب جهنّم السجن ظل هارباً مشرداً كي لا يعود له مرة أخرى، أن تعيش إذلال المطاردة أهون من أن تعيش يوماً إذلال السجن على يد هذا النظام. تمت محاكمته في قضيتي تجمهر وينتظر حكم الثالثة، قبل أن يستهدف بطلقة مباشرة أودعته العناية المركزة وأفقدته كل وعيه وحواسه.

عباس عبدالنبي

والدة عباس التي حفر الحزن تقاطيع وجهها، قالت لـ«مرآة البحرين» أن ابنها تلقّى تهديدات بالقتل عدة مرات عبر الهاتف، بعضها من هاتف نقال وآخرها من هاتف ثابت، أخبرها عباس أنه رقم من التحقيقات، لذا هي لم تتعجب استهدافه، وأضافت أن ابنها لم يستطع الاستقرار معهم بعد أن أصبح مطاردا منذ أكثر من ستة أشهر، وسط مداهمات مستمرة بدأت منذ مايو الماضي، لم تتوقف إلا بعد إصابته. 

والد عباس، عاش مع ابنه   اللحظات الأكثر صعوبة ولا زال، فهو أول من شهد إصابته. كان قد ذهب لشراء الخبز، وعندما تأخر خرج للبحث عنه مع عمه، كانت المنطقة تشهد مناوشات أمنية ودوي إطلاق النار يهز الأرجاء، لم يعلم بإصابة ابنه حينها، بحث عنه بين بيوت الجيران وإذا به يراه ملقى على الأرض وقد غطت الدماء وجهه، حملاه على الفور وذهبا به إلى المركز الصحي في مدينة حمد دوار 17، ولأن حالته خطرة جدا نقل في الحال بسيارة الإسعاف إلى المستشفى العسكري.

تم استدعاء والد عباس وعمّه في ذات الليلة للتحقيق، امتد التحقيق حتى الساعة الرابعة فجرا، وصباحا تمّ استدعاؤه مرة أخرى من قبل النيابة العامة، طلبوا منه ملابس ابنه التي كان يرتديها وقت إصابته، أخبرهم أنه تخلص منها خوفا أن تراها والدة عباس فتفجع لمنظر الدماء فيها.

لمدة شهر كامل، بقي الوالدان يزوران ابنهما تحت مراقبة قوات الأمن بملابس مدنية، لم يفتح عباس فيها عينه، لم تشفع له الغيبوبة التي أخذت كل حواسه أن تحميه من تربص قوات الأمن، بعد شهر كامل ضاق الحال بوالده فاعترض على وجودهم أثناء الزيارة، استجابوا لتيقنهم بأن عباس لن يستطيع الحركة أو الكلام. 

فتح عباس عينيه، بنظرات زائغة تأمل من هم حوله، وبغياب كامل لم يستطع التعرف إلى أحد، حتى أفراد عائلته، ولم يستطع تحريك أي جزء من جسده، لا زال عباس في العناية المركزة، وعناية الله وحدها معه، وقلب أم منفطّر، ووجع أب منهك، ورجاء. 



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus