دايفيد سوانسون: البحرين: اعتداءات على الممارسات الدينية واضطهاد المعارضين

2013-11-27 - 9:09 ص

دايفيد سوانسون، موقع الحرب جريمة

ترجمة: مرآة البحرين

مع ازدياد مواكب عاشوراء واتقادها، شنّت قوات النظام عدة هجمات لإخافة البحرينيين الذين كانوا قد حرصوا على إحياء المناسبة لقرون، قبل احتلال آل خليفة للبحرين بوقت طويل. وفي يوم الأربعاء 13 تشرين الثاني/نوفمبر، تمت صناعة قارب خشبي لتجسيد الخلاص الذي تمثله ذرية النبي (ص) وتمت مصادرته من قبل أعضاء من فرق الموت التي يديرها الديوان الملكي[1]. لقد شوّهوا المُجَسّم وهددوا البحرينيين بمزيد من الانتهاكات إذا حاولوا منع الهجمات على الممارسات الدينية وعلى رموز المواطنين الأصليين. ويظهر شريط فيديو -موثّق كدليل- سفّاحي النظام وهم يمزقون ويشوهون لافتات في شوارع المدن والقرى، وقد شكّل دليلاً لدى البحرينيين على أن آل خليفة وآل سعود كانوا يعملون على اجتثاث البحرينيين الأصليين وثقافتهم وطقوسهم أي اقتلاعهم من جذورهم.

وازداد الموقف توتراً عندما هدد وزير الداخلية في آل خليفة، راشد بن عبد الله جماعة القاعات الحسينية بمزيد من الثأر والانتقام بعد انتهاء الموسم. وعنت تهديداته أن قروناً من الممارسات الدينية القديمة على يد أكثر من 70 بالمئة من الشعب تشكل تهديداً للآخرين من دون تحديد أي شيء آخر. وتحدى البحرينيون المحتلين ونزلوا إلى الشوارع محبطين سفاحي النظام وفرق الموت. هم الآن أكثر جرأة في إكمال ثورتهم لتحقيق تغيير سياسي أساسي في البلاد والتخلص من الديكتاتورية الوراثية. وكانت جريدة الوطن، وهي أحد الأبواق الرئيسية للمحتلين، تقرع طبول الحرب وتحث فرق الموت على مهاجمة البحرينيين.

وتواصلت الهجمات على المواطنين و استمر ترهيبهم دون انقطاع على مدى الأيام القليلة الماضية. في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، تم توقيف بحرينيين اثنين عائدين من الكويت في المطار. وتم اختطاف سيد علي سيد سلمان وحسين عاشور واقتيادهما إلى جهة مجهولة. ويُخشى من أنه قد تم اقتيادهما إلى بيوت للتعذيب غير مُدرجة على لائحة المكاتب الرسمية. وقد نفت كل مراكز الشرطة احتجاز هذين المواطنين. ولم يُسمح لهما بالاتصال سواء بأهلهما أو بالمحامين. وفي اليوم ذاته، تم اعتقال شاب بحريني، سجاد العلوي،23 عاماً، وتعذيبه. وتم اختطاف شاب بحريني آخر، أمين معتوق، من منطقة إسكان عالي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر ولم يُعرف أي شيء عنه منذ ذلك الوقت.
ويتزايد القلق بسبب حالة أحمد البلادي وأكبر علي، من بلاد القديم بعد الحكم عليهم بالسجن خمس سنوات بتهم كاذبة. ومجموع أحكامهم هو الآن 8 سنوات و34 سنة على التوالي بعد أن كانوا قد أُدينوا في تهم أخرى.

ويوم الأحد 10 تشرين الثاني/نوفمبر، حكمت محكمة آل خليفة على رجلين بالسجن مدى الحياة وعلى اثنين آخرين بالسجن 15 عاماً بسبب هجومهم المزعوم بسيارة ملغومة خارج مسجد في 7 تموز/يوليو. لم يُصَب أحد في الانفجار خارج مسجد في مدينة الرفاع ، جنوب العاصمة المنامة، حيث يعيش بعض أفراد العائلة المالكة. لم يكن المسجد قيد الاستعمال في ذلك الوقت، إذ كان يُستخدم فقط في المناسبات الرسمية. وقال مراقبون كانوا قد اطلعوا على الصور التي نشرها النظام أنهم لم يجدوا أي دمار ناتج عن الانفجار المزعوم، لم يكن هناك أي زجاج محطم أو معادن ملتوية. كان المكان نظيفاً وأنيقاً.

بعد عام، ألغت السلطات البحرينية جنسية 31 معارضاً، ودعت منظمة العفو الدولية إلى إعادتها إليهم. وورد فيها: "على وزارة الداخلية البحرينية أن تلغي فوراً قرارها بتجريد 31 معارضاً بحرينياً من جنسياتهم، والذي اتخذته من عام." وقالت حسيبة هادي صحراوي، وهي نائب مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمالي أفريقيا إن "تجريد ناقدي الكومة من جنسياتهم يظهر أن السلطات البحرينية تواصل انتقاد أي شخص يشكل خطراً عليها وتشويه سمعته. وبدلاً من معالجة الانتقادات الموَجّهة إليها، لم تجد السلطات طريقة أخرى للإجابة غير تجريد المواطنين البحرينيين من جنسياتهم."

وعلى مستوى آخر، فإن صحة عدد من القيادات السياسية المسجونة مستمرة في التدهور نتيجة لسوء المعاملة والنقص في الرعاية الطبية اللازمة. ويعاني السيد عبد الوهاب حسين من مشاكل طبية خطيرة دفعت عدداً من منظمات حقوق الإنسان للمطالبة بالرعاية الفورية له. وفي 8 تشرين الثاني/نوفمبر، دعت منظمة العفو الدولية في تحرك عاجل إلى الإفراج الفوري عنه وتأمين الرعاية الصحية اللازمة له. وحثّت السلطات البحرينية على "تأمين الرعاية الطبية المختصة لعبد الوهاب حسين" كما دعتها إلى "السماح له بالتواصل الفوري والدائم مع أسرته" وشددت على ضرورة الإفراج عن الناشطين المعارضين ال 13 إفراجاً فورياً وغير مشروط، لكونهم سجناء رأي، وأدينوا فقط بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير والتجمع.


16 تشرين الثاني/نوفمبر 2013
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus