»

ديفيد سوانسون: التعذيب يزداد حدة في البحرين رغم مرور عامين على اعتراف لجنة البحرين المستقلة بأنه "منهجي"

2013-11-29 - 1:31 م

ديفيد سوانسون، الحرب جريمة

ترجمة: مرآة البحرين

يتفشى التعذيب في البحرين رغم مرور عامين على صدور تقرير لجنة البحرين- الدليل القاطع-الذي أكد " منهجية" التعذيب في البحرين. إذ لم يتم تنفيذ التوصيات الرئيسية لهذا التقرير وخاصة تلك المتعلقة بإنهاء الإفلات من العقاب والتمييز ضد أكثر من 70 في المئة من السكان. (اليوم*)، أشار أحد المعتقلين البحرينيين إلى "مدّعٍ عام" كان حاضرًا في المحكمة بقوله: " لقد أجبرني على توقيع اعترافات كاذبة وعذبني" . وأمر "القاضي" الذي كان هو أيضاً عدواً للضحية بطردها فورًا من المحكمة. وكان محسن العلوي، محامي مجموعة المعتقلين في هذه القضية، قال إنه كان قد طلب من "القاضي" معاينة علامات التعذيب الموجودة على أجساد الضحايا ولكن هذا الأخير انتظر لأكثر من شهرين إلى أن اختفت معظم علامات التعذيب.  وكانت سجاد العلوي، وهو ضحية أخرى، قد أدين استنادًا الى اعترافات كاذبة كان قد وقّع عليها تحت وطأة التعذيب. وكان محاميه قد طلب من "القاضي" معاينة علامات التعذيب لكنه رفض ذلك.  وطالِب علي، هو ضحية أخرى من ضحايا التعذيب على يد واحد من أعضاء النيابة العامة.. طلب المدعي العام منه التوقيع على اعترافات أو إعادته إلى زنزانات التعذيب. فصاح طالب: أنا لن أوقع على شيء لم أقم به. فغضب المدعي، وصوب مسدسه إلى وجهه وهدده بالقتل، لكنه رفض التوقيع. فقام المدعي العام برمي منفضة السجائر عليه.

في الساعات الأولى من صباح يوم17 تشرين الثاني/نوفمبر، اختُطِف إبراهيم المرهون من منزله واقتيد إلى مكان مجهول. تم استدعاء عدد من الأشخاص الآخرين إلى غرف التعذيب في مكتب النيابة العامة. ومن بينهم مواطن كبير في السن كان يحرص على الاحتجاج رغم كبر سنه. تم تهديده بالانتقام الجدي إذا ما استمر بالاحتجاج. وتم استدعاء والدي الشهيدين سيد هاشم سيد سعيد وياسين العصفور أيضاً لتلقي المزيد من التهديدات وقد طُلِبَ منهما التوقف عن المطالبة بمحاكمة قتلة أبنائهما. وقد تلقت شخصية بارزة أخرى المعاملة ذاتها. وأيضاً تم استدعاء الشيخ علي بن أحمد الجد حفصي وتهديده من قبل مكتب النيابة العامة الذي يدير أعضاؤه أيضاً عمليات تعذيب البحرينيين.

وكان نظام آل خليفة قد رفض دخول ممثلين عن هيئات حقوق الإنسان الدولية الى البلاد لمراقبة محاكمة الناشط في مجال حقوق الإنسان ناجي فتيل. ويسيطر الديوان الملكي سيطرة كاملة على النظام القضائي حيث تقام جلسات المحاكمة في ظروف مشددة. وقد أصبحت هذه المحاكم فخًا لكثير من المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب المبرح بعد محاكمتهم إذا نفوا التهم الموجهة إليهم. ليس لديهم الحق في طلب إجراء معاينة لعلامات التعذيب أو في سحب موافقتهم على اعترافات سُحبت منهم تحت وطأة التعذيب.

في الأسبوعين الماضيين، أصبحت البحرين "مسرح عمليات "، فقد نشبت المعارك بين البحرينيين وقوات آل خليفة وأعضاء من فرق الموت. هذا العام، عاث هؤلاء المرتزقة  فسادًا في البلاد، فقد مزقوا اللافتات وروعوا المواطنين الذين كانوا يقيمون الاحتفالات الدينية لشهداء كربلاء والبحرين. وقد تم تصوير الشرطة بالفيديو وهي تزيل اللافتات والأعلام والصور التي تُصور إرهاب الدولة ضد معارضيها سواء في زمن الإمام الحسين أو في زمننا الحالي. وازداد سخط البحرينيين بسبب الهجمات الطائفية التي يشنها المرتزقة الأجانب عليهم.

في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، نشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية بعنوان: "تشديد الحملة في البحرين وسط تقهقر الولايات المتحدة ". وقالت الصحيفة: "تماشيًا مع سياسة أوباما الجديدة، تجاهلت الإدارة حملة القمع في البحرين. وكما قال الرئيس " سوف تعمل الولايات المتحدة في الوقت المناسب مع الحكومات التي لا تتلاقى، على الأقل من وجهة نظرنا، مع التوقعات الدولية، ولكن تعمل معنا على المصالح الأساسية لدينا. " وأنهت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: خطاب السيد أوباما 2011 أوضح ما يلي :

"الاستراتيجية التي تعتمد فقط على الملاحقة الضيقة لهذه المصالح لن تملأ معدة فارغة ولن تسمح لأحد بالتعبير عن رأيه. وعلاوة على ذلك، فإن الفشل في محاكاة تطلعات الناس العاديين سوف تغذي فقط الشكوك التي ساءت لسنوات بأن الولايات المتحدة تسعى وراء مصالحها على حسابهم الخاص".

وفي يوم الثلاثاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر، نشرت الـ بي بي سي مقالًا  تحت عنوان: (قيادة المعارضة في البحرين "تُستَهدَف بشكل منهجي" بقلم ليانا هوسيا). ويبرز محاولات النظام لتقسيم المعارضة من خلال الزعم بأن جزءًا منها متورط في الإرهاب. حيث اقتبست الكاتبة كلاماً للشيخ علي سلمان، الأمين العام لجمعية الوفاق، الذي يتهم النظام بسوء معاملة البحرينيين وبأنه أصبح أكثر ديكتاتورية.

 

24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 

 النص الاصلي 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus