لا انسحاب كامل لدرع الجزيرة.. وسباق بين المحاكمات والحوار الوطني

2011-06-30 - 5:02 م

مرآة البحرين(خاص): أخذ خبر إعادة تموضع قوات "درع الجزيرة" في البحرين حيزاً مهماً في الصحف العربية والخليجية، وربط البعض هذه الخطوة بـ"استتباب الأمن وعودة الهدوء" والبعض الأخر بانطلاق الحوار الوطني مع التأكيد بأن الانسحاب جزئي وليس كاملاً. وتحدثت الصحف اللبنانية عن لقاءات شعبية تجريها جمعية "الوفاق" لاستفتاء جمهورها حول المشاركة في الحوار، ونقلت عن الأمين العام للجمعية الشيخ علي سلمان "أن الاجواء ليست ملائمة للحوار". فيما أوردت "الوطن" الجزائرية بياناً لطلبة البحرين في مدينة قم المقدسة أكدوا فيه رفضهم الحوار.

وقد نشرت الصحف السعودية والخليجية إضافة إلى اللبنانية والاردنية خبر إعادة تموضع قوات "درع الجزيرة" في البحرين ونقلت "السفير" عن مسؤول سعودي رفيع المستوى قوله ان قوة درع الجزيرة التي دخلت البحرين للمساعدة في ضبط الامن "تعيد تموضعها ولن تنسحب منها بشكل كامل". لكن وكالة "رويترز" نقلت عن مصدر حكومي قوله إن "القوات السعودية ستنسحب بدءا من يوم الاثنين". 

وأضافت "الدستور" الاردنية و"القبس" الكويتية أن شهود عيان أكدوا خروج قطع عسكرية تابعة لقوات درع الجزيرة تحت جنح الظلام ،على مدى ثلاث ليال وهي تحجز مسارات جسر الملك فهد الرابط بين البحرين والسعودية". وأضافت "الدستور" الاردنية أنه "لا يعلم أحد صفة الانسحاب إن كانت جزئية أم كلية، إلا أن المعلوم أن عددا من القطع العسكرية والآليات تخرج وتعود من حيث أتت". 

خروج غير معلن لـ"درع الجزيرة" ولفتت الصحيفة ذاتها إلى أن" هذا الخروج غير المعلن رسميا من قبل السلطات، على الرغم من إغلاقه لشوارع مهمة، ومع منفذ الجسر الذي لا يسمح لكل المواطنين بعبوره إلا أن الإعلام الأمني الذي اعتاد أن يعلن عن حالة الشوارع على مدار الساعة لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى ذلك". 

من ناحيتها نقلت "السبيل " الاردنية عن تيودور كاراسيك، مدير الأبحاث والتطوير بمركز انيجما لأبحاث الشرق الأوسط قوله " أن خفض القوات السعودية بالبحرين يشير إلى أن قوات الجيش والشرطة البحرينية تستطيع الآن تأمين الوضع بمفردها"، مضيفا أن البحرين تمكنت من تدعيم قواتها في الشهرين الماضيين. أما صحيفة "الحياة"  اللندنية فأضافت للخبر أن الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى في البحرين قال لدى استقبال الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين في قصر الرفاع امس، "أن استتباب الأوضاع في المملكة مطلب مهم وملح في ظل الجهود لإعادة إنعاش القطاع الاقتصادي والتجاري والسياحي"، مشيراً إلى أن حوار التوافق الوطني، الذي دعا إليه الملك "يجب أن تتهيأ له سبل النجاح كافة بما يحقق لمملكة البحرين وشعبها مستقبلاً زاهراً". وأطلع الشيخ خليفة ولي العهد على المستجدات والتطورات الأخيرة على الساحة المحلية، وما "تم اتخاذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار".

من ناحية أخرى نقلت "القبس" الكويتية عن الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحريني خلال حضوره طابور الأمن العام الذي أقيم بميدان قوة الأمن الخاصة: ان "الظروف الراهنة تتطلب منا التماسك والصمود والانضباط والتحلي بالصبر". وأضاف: "اننا اليوم نعيش عصف الانفجار"، مشيراً إلى أنه "لا عودة إلى حالة فقدان التوازن وحالة الفوضى وعدم الاستقرار وحالة تخريب الإنجاز".

وتابع: "الذي مكننا من تجاوز مرحلة المباغتة الهدامة سوف يُعيننا على تخطي وحسم الموقف العام".  سباق بين المحاكمات والحوار وفي موضوع الحوار والأجواء المرافقة له قالت "السفير":" بعدما أصدرت السلطات(البحرينية ) الأسبوع الماضي أحكاما بالسجن لفترات تتراوح بين عامين والمؤبد على 21 من قادة المعارضة، أطلقت هذه السلطات سراح 28 طبيبا وممرضا، لكنها لم تسقط عنهم تهما منها التآمر ضد النظام وتزوير أنباء، كما تواصل اعتقال 20 عضوا في الطاقم الطبي لمستشفى السلمانية، بعد تأجيل محاكمتهم مرة أخرى إلى 14 تموز/يوليو المقبل".

كما تحدثت "الخليج" الاماراتية عن استمرار المحاكمات وقالت:" واصلت محكمة السلامة الوطنية الابتدائية (الدائرة الأولى)، أمس، النظر في عدد من الجنايات، ونظرت المحكمة واقعة الترويج لقلب وتغيير النظام السياسي وإذاعة أخبار كاذبة وتداول صور من شأنها الإساءة للبلاد والتجمهر وحمل سلاح أبيض، والمتهم فيها 23 متهماً . وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى 14 يوليو/ تموز المقبل. ونظرت واقعة الشروع في القتل وإتلاف سيارة والتجمهر واستخدام العنف مع رجال الشرطة وإتلاف مباني جامعة البحرين، المتهم فيها 16 متهما"ً.

وواصلت المحكمة النظر بواقعة حمل سلاح بقصد نهب الأموال المملوكة لجماعة من مالكي المزارع بمنطقة كرزكان ودمستان المملوكة لأفراد الأسرة الحاكمة، والانضمام لعصابة حاملة للسلاح بقصد نهب الممتلكات لجماعة من الناس، وإشعال حريق من شأنه تعريض حياة الناس وأموالهم للخطر، وإتلاف المزارع وسرقة المنقولات والهواتف وحيازة مولوتوف والتجمهر، والمتهم فيها 32 متهماً".

كما نشرت "الخليج" الاماراتية تصريحاً للوكيل المساعد للشؤون القانونية في وزارة الداخلية البحرينية رداً على ما ورد في بيان جمعية الوفاق تحت عنوان أن الوفاق تبدي قلقها من تزايد الأطفال المعتقلين ومعاملتهم معاملة الكبار، وعلق على المطالبة بالإفراج عن المتهمين الأحداث الموقوفين "بأن ذلك لا يكون إلا من خلال القنوات القانونية"، موضحاً أن كل إجراءات القبض أو التوقيف لا يكون إلا بسبب ارتكاب جرائم جنائية وتحت رقابة السلطة القضائية".

كما تحدثت السفير اللبنانية عن مناقشات تجريها جمعية "الوفاق" حول المشاركة في الحوار وذلك خلال لقاءات شعبية تنظمها الجمعية في مختلف أنحاء المملكة البحرينية".ونقلت تصريحات للامين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان قال فيها " إنها ليست أجواء مناسبة (للحوار)"، وأضاف "لقد اختاروا الموعد، وأرسلوا الدعوات وقرروا مضمون جدول الاعمال.

نشعر بأن نتيجة الحوار نفسها قد تم تحديدها مسبقا. هذه إشارة سيئة". وأكد سلمان في الوقت نفسه ان الجمعية لم تتخذ بعد الموقف الرافض للمشاركة. وقالت منيرة فخرو التي تقود وفد جمعية "وعد" اليسارية إلى الحوار: "إذا لم يأتوا (الوفاق)، فمع من في المعارضة ستتحاور الحكومة؟". وقالت "السفير" إن توزيع المقاعد على طاولة الحوار الذي ينطلق السبت، يبدو معززاً لاحتمالات المقاطعة من "الوفاق". 

طلاب واستاذة الحوزة العلمية في قم يرفضون الحوار 

من جهتها نشرت "الوطن" الجزائرية بياناً لأساتذة وطلاب الحوزة العلمية البحرانيين في قم المقدسة قالوا فيه "إن الحوار مرفوضٌ من أساسه، وأن القبول بالحوار معناه الإبقاء على هذا النظام الفاسد المفسد وتضييع دماء الشهداء والإستهانة بها والإستهزاء بكرامة الشعب وتضحياته". وأشار البيان إلى موقف سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم. كما اعتبر البيان أن الأحكام الجائرة بحق قيادات ورموز المعارضة والهجمة الأمنية الشرسة المستمرة من قتلٍ وتعذيب وتنكيل وتعديات، كشفت مجددا الوجه القبيح للنظام المتغطرس، ودلالةٌ واضحةٌ على عدم جديّة هذا الحوار وعدم جدواه".

وأشارت صحيفتا "السفير" و"الخليج" الاماراتية إلى إشهار جمعية "تجمع الوحدة الوطنية" كجمعية سياسية تتمتع بالشخصية الاعتبارية وتمارس نشاطها تمهيداً للمشاركة في الحوار. إلى ذلك نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية و"الاتحاد" و"الخليج" الإماراتيتين تصريحات للمتحدث الرسمي باسم "حوار التوافق الوطني" عيسى عبدالرحمن قال فيها:" إن عدد المرشحين للمشاركة في الحوار بلغ 297 شخصاً" موضحاً "أن نسبة تأكيد المشاركة فاقت 94 في المئة من المجموع الكلي". وكشف عبد الرحمن أن المجالس البلدية ستكون من ضمن الجهات المشاركة وسيمثلها رؤساء البلديات، أو من ينوب عنهم، كما دُعيت حوالى 50 جهة لتقديم مرئياتها في محور المقيمين". وقال عبد "أن الجاليات المقيمة جزء لا يتجزأ من مكونات المجتمع البحريني، ومشاركتها الفاعلة وتناول الأمور التي تهمها جزء أساسي لضمان نجاح الحوار وتحقيق أهدافه المرجوة، خصوصاً أن مناقشتها ستقتصر على المواضيع الخاصة بها فقط من دون التطرق إلى القضايا المتعلقة بالمواطنين، والمحاور التي تم إعلانها في وقت سابق". 

"نيويورك تايمز" تتساءل أين المصالحة 

وفي المواقف الدولية من الحوار، عرضت "الرياض" السعودية موقفاً للأمين العام لمنظمة التعاون الأسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى خلال افتتاح أعمال الدورة(38) أكد فيه " دعم المنظمة للحوار الوطني الشامل في مملكة البحرين، بغية الوصول إلى الإجماع الوطني المنشود"، وجدد في الوقت نفسه دعوته "لجميع الأطراف في البحرين للتجاوب بإيجابية مع دعوات الحوار، وإيلاء الأولوية لمصالح البحرين الوطنية والعليا". 

ونقلت "الوطن" الجزائرية عن "النيويرك" تايمز مقالة بعنوان "البحرين: نيويورك تايمز تتساءل أين المصالحة؟" جاء فيها: وَعَد الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالبدء في حوار وطني يرمي للمصالحة بعد القمع الوحشي للمتضاهرين المناوئين للحكومة. من الصعب أخذ ذلك على محمل الجد ـ أو رؤية أي فرصة للنجاح ـ عندما يكون عدد كبير من الناس الذين يجب أن يكونوا على طاولة المفاوضات لا زالوا في السجن". وأضافت "النيويورك تايمز" إن "إدّعاء البحرين بأن يد إيران الخفيّة وراء الاحتجاجات مبالغ فيه" واشارت إلى أن "التهديد الحقيقي الداخلي يأتي من تجاهل المطالب والاحتياجات المشروعة لشعبها". وتابعت الصحيفة "إن البحرين هي الميناء الرئيسي لأسطول القوة البحرية التابع الولايات المتحدة الأمريكية، وإدارة أوباما كانت حذرة للغاية في انتقادها للحكومة. يجب عليها الحديث بقوة أكبر. إذا واصلت البحرين اعتدائها على المواطنين، ستواجه مزيداً من عدم الاستقرار. وسوف ينمو الاستياء من الولايات المتحدة فقط".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus