سفن الإقليم تجري بما لا يشتهي «الخليفة»: القلق المتزايد من الاتفاق النووي

2013-12-02 - 6:40 م

مرآة البحرين (خاص): يبدو أن الرياح تجري بما لا تشتهي سفن آل خليفة، قلق من مسار رياح الإقليم، خصوصاً بعد الاتفاق الذي وقعته طهران مع دول 5+1، فالبحرين التي تحكمها العائلة الخليفية أكثر دول مجلس التعاون طلبا للإيضاحات بشأن ذلك الاتفاق.

صارت السلطة البحرينية كالمرأة التي فقدت ثقتها بزوجها بعد قيامه بما حسبته خيانة، فمنذ اليوم الأول لتوقيع الاتفاق، والصحف الرسمية تعبر عن خشيتها من أن يكون هذا الاتفاق على حساب دول المجلس، والمضمر بين قوسين "البحرين"، كذلك عبّر الكثير من الموالين للسلطة عن قلقها من المستقبل ولكن بألسنتهم المُستأجرة.

أعضاء في البرلمان الكارتوني وآخرون بمجلس الشورى المُعين المُطواع، لا يكاد يمر يوم إلا ويلتقون بسفراء أو يصدرون بيانات طلبا لتطمينات بأن الاتفاق لن يكون على حساب حكم العائلة، فيما تساءل آخرون عما إذا كانت هناك بنود سرية لم يتم الإعلان عنها في الاتفاق، إنه إسهال القلق: أصاب مفاصل هذه السلطة فأصبحت تهتز قبل العاصفة!.

لم تكتف العائلة بقلق مواليها من ما يطلقون على أنفسهم كتاب أو ما يسمون بـ "السياسيين"، بل اندفع وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة خلال اجتماع لوزراء داخلية دول المجلس ليطلب تطمينات من الدول بشأن ذلك الاتفاق. طيّب فلتقلق السلطة، هذا خبر جيد.

وقال وزير الداخلية في كلمته الافتتاحية  "إن الاتفاق المبدئي بين جمهورية إيران والدول الكبـرى حول ملفها النووي، يجعلنا نتوقع من تلك الدول أن توضح لقادة وشعوب المنطقة أن ما تمّ التوصل إليه من اتفاق إنما يخدم تحقيق الاستقرار الأمنـي الإقليمي"، و"أنه يجب ألاّ يكون على حساب أمن أية دولة من دول المجلس الخليجي".

ويبدو أن جولة وزير خارجية إيران في بعض دول الخليج وقبلها وجود وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان في طهران لم تساهم في تخفيف قلق العائلة، وإنما زادتها. فالحلفاء منقسمون، واحد (السعودية) مصاب بقلق يمنعه عن الكلام والتعليق، وآخر (الإمارات) ذهبت بقدميها لتستطلع مسار الرياح الآتية من شرق الخليج، وحليف آخر (الكويت) فتح أحضانه.

كل هذا الإرباك والقلق الكبير دفع وزير الخارجية خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، للاجتماع بسفراء ألمانيا وبريطانيا وفرنسا اليوم الاثنين 2 ديسمبر/ كانون الأول للاستماع إلى تطمينات بشأن ما تضمنه الاتفاق الإيراني- الغربي.

وقالت وكالة أنباء البحرين بعد الاجتماعات المنفصلة مع كل سفير إن السفراء قدموا إيجازاً عن الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه في مفاوضات مجموعة 5+1 مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جنيف، مؤكداً الوزير ترحيب مملكة البحرين لما تم التوصل إليه من المفاوضات.

لكن العائلة الحاكمة الخليفية دائما ما تفتح جبهات لإدخال البحرين في الصراعات الإقليمية، التي لا يمكن لبلد صغير أن يتحملها، فقط لمجرد بقاء العائلة في الحكم. إن السلطة البحرينية هي الولد المشاكس الذي يرفع صوته عالياً لكي يتم الالتفات إليه ومراعاة طلباته. هي خطة أصبحت موضة سياسية قديمة.

فما لم تطالب به الدول الغربية التي فاوضت إيران بشأن برنامجها النووي، طالب به وزير خارجية البحرين، الذي دعا ضيوفه الغربيين إلى أن ينتهي مسار التفاوض مع طهران إلى وقف البرنامج النووي الإيراني بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط –وفق تعبيره-.

إنه رفع الصوت عالياً لكي يتم الالتفات لمصير عائلته المتكلسة، مصير طالما تلاعبت به الرياح ونجا، ويريد هذه المرة النجاة من تقديم المستحق في ذمته منذ ما يقارب  230 عاماً.

ويمكن التنبيه إلى أن الخوف الذي تعيشه العائلة ليس هو الاتفاق الإيراني-الغربي بحد ذاته، فالكويت والإمارات وقطر وعمان التي تبادلت زيارات مع إيران لم ينتابها شيء من القلق البحريني، لأنها دول لا تواجه ثورة شعبية ترفض بقاء السلطة لدى القبيلة.

وما دام الخوف الكبير ينبع من مواجهة في الداخل مع شعب مصرٍّ على مطالبه بالتحول للديمقراطية، فإن البحرين ستفضل أن تنقل الصراع إلى الإقليم للتخلص من الضغط الداخلي، طمعا في مزيد من الدعم السعودي. دعم قد يتحول في لحظة حاسمة إلى عبء، من يدري، إن غدا لناظره لقريب.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus