بيل ماركزاك: البحرين ستفرج عن سجنائها السياسيين فقط إذا تعرضت لضغوط من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا

2013-12-04 - 1:12 م

روسيا اليوم
ترجمة: مرآة البحرين

لقد أصبح السجين السياسي الأكثر شهرة في البحرين، نبيل رجب، مؤهلاً قانونيًا للإفراج عنه، ولكنه لا يزال وراء القضبان. يعتقد بيل ماركزاك من مرصاد البحرين أنه من غير المرجح الإفراج عن هذا الناشط ما لم تصر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على ذلك.

واعتبارًا من تاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر يكون نبيل رجب، وهو ناشط بحريني بارز في مجال حقوق الإنسان، قد قضى ثلاثة أرباع مدة سجنه المكونة من سنتين، مما يعني أنه قد يتم الإفراج عنه. وكان رجب قد اعتقل في تموز/يوليو 2012 لمشاركته في احتجاج مناهض للحكومة.

وقد دعت منظمة العفو الدولية إلى الإفراج الفوري عن رجب.

ونُقِلَ عن نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، حسيبة حاج صحراوي قولها إن "الإخفاق في إطلاق سراح نبيل رجب يوم الجمعة يُوضح بأن سجنه ليس لإحقاق العدالة أو القانون ولكن من أجل إسكاته".

وترى "البحرين ووتش" أن من شأن الإفراج عن السجناء السياسيين مساعدة البلاد في التحرك نحو حل الأزمة السياسية. ولكن بيل ماركزاك، أحد الأعضاء المؤسسين للمنظمة، أخبر قناة روسيا اليوم أن ذلك يكون فقط بالضغط على البحرين عن طريق حلفائها الغربيين.

ويأتي ذلك في الوقت الذي اتخذت فيه مجموعة من المحامين المدافعين عن حقوق الإنسان من بريطانيا وأمريكا، جمعتهم منظمة "البحرين ووتش"، الإجراءات القانونية لمنع الشركة الكورية الجنوبية من تزويد السلطات البحرينية بأكثر من 1.6 مليون عبوة من الغاز المسيل للدموع.


روسيا اليوم: هل ستطلق السلطات سراح نبيل رجب الآن؟

بيل ماركزاك: من الصعب قول ذلك. أعتقد أنه من المرجح أن تقوم الحكومة بالإفراج عنه فقط إذا كان هناك ضغط كبير من قبل حلفاء البحرين، وأعني بذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وفي غياب ذلك الضغط، أعتقد أن الحكومة ستحاول إبقاءه في السجن تماشيًا مع حملتها الهادفة إلى منع أي نوع من المعارضة.

روسيا اليوم: هناك الكثير من الانتقادات الدولية حول التكتيكات المضادة للاحتجاج في البحرين. هل تعتقد أن الضغط من الخارج يمكنه حقاً أن يُغير مصير رجب؟

بيل ماركزاك: من الصعب بالطبع قول ذلك. أنتم في الصحافة السائدة تعلمون ما يحدث على الساحة، ونحن لم نرَ هذا الضغط. ربما قد تمارس الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الضغط وراء الكواليس، ولكن من الصعب التكهن بما يحصل بالضبط.

روسيا اليوم : المملكة الخليجية تستخدم الغاز المسيل للدموع بوفرة. هل تعتقد حقا أن حملتكم ستوقف استخدامه؟

بيل ماركزاك : نعم، أعتقد جازمًا أن حملتنا لديها فرصة جيدة للنجاح. ما فعلناه حتى الآن هو أننا بدأنا الحملة بتسريب وثيقة المناقصة من وزارة الداخلية في البحرين، وأظهرنا كيف أنها كانت تخطط لشراء أكثر من 1.6 مليون أسطوانة من الغاز المسيل للدموع، وبطبيعة الحال، هذا العدد يفوق عدد سكان البحرين البالغ 1.3 مليون نسمة. وبالتالي فإن تسريب هذا النوع من الوثائق قد أعطى الزخم الأولي لحملتنا ومنذ ذلك الحين ونحن نركز على الاحتجاجات ونضغط على DAPA الكورية، والتي هي سلطة ترخيص التصدير هناك، وكذلك وزارة الشؤون الخارجية. وكنا محظوظين جدًا لأن الناس في كوريا قد حملوا هذه القضية إلى جانبنا. وكان لدينا احتجاج قبل أسبوعين مع 31 منظمة غير حكومية في كوريا تدعو الحكومة لوقف الشحنة. لذلك، أعتقد أن الحملة لديها بالتأكيد فرصة جيدة للنجاح وأنا متفائل.

روسيا اليوم: ولكن البحرين تقول إنها تستخدم الغاز المسيل للدموع "بشكل مناسب" وأن الشرطة تستخدم القوة" أقل من المسموح به قانونًا ". وإلا فكيف يجب أن يكون رد فعلهم عندما يُهاجمون يوميًا بقنابل البنزين؟

بيل ماركزاك: ليس لدينا مشكلة، وأنا لا أعتقد أن أحدًا لديه مشكلة مع الاستخدام السليم للغاز المسيل للدموع لتفريق مثيري الشغب العنيفين. ولكن ما رأيناه في البحرين هو عكس ذلك تمامًا. يمكنكم معرفة ذلك فقط بالنظر الى الحجم الهائل للمناقصة - 1.6 مليون عبوة من الغاز المسيل للدموع. سمعنا أن شركة دايكوينغ الكيميائية من كوريا الجنوبية، والتي تُصَدّر هذا الغاز، قد صدّرت سابقًا 1.5 مليون عبوة من الغاز المسيل للدموع في عامي 2011 و 2012 وقد شاهدنا الفيديوهات اليومية لعمليات القصف الليلي للغاز المسيل للدموع على قرى البحرين. لا يوجد احتجاجات في هذه المناطق على الإطلاق. تدخل الحكومة فقط إلى هذه القرى وتطلق كميات هائلة من الغاز المسيل للدموع لمعاقبة المواطنين لتعبيرهم عن معارضتهم أو قيامهم باحتجاجات سابقة.

ولذلك نحن لا نرى أن استخدام الغاز المسيل للدموع في البحرين يهدف إلى تفريق مثيري الشغب العنيفين بقدر ما نرى أنه سلاح للعقاب الجماعي. ولذلك، هذه هي مشكلتنا الرئيسية مع استخدام الحكومة للغاز المسيل للدموع. وتبين الإحصاءات التي جمعتها منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان - وهي منظمة غير حكومية -أن 39 حالة وفاة في البحرين يمكن أن تنسب إلى استخدام الحكومة للغاز المسيل للدموع.

روسيا اليوم: كيف يمكن للبحرين حل هذه الأزمة الراهنة برأيكم؟

بيل ماركزاك : بالتأكيد الوضع في البحرين صعب. أعتقد أنه يمكن للحكومة اتخاذ بعض الخطوات لحل الأزمة. أولًا و قبل كل شيء، يجب على الحكومة إطلاق سراح السجناء السياسيين. ونبيل رجب هو مجرد مثال. هناك العشرات والعشرات من السجناء السياسيين الآخرين والقادة في مجال حقوق الإنسان وغيرهم، وأعتقد أن إطلاق سراح هؤلاء السجناء له بالتأكيد تأثير إيجابي على الوضع. رأينا الحكومة وهي تحاول وقف ما يسمى بالحوار الوطني مع المعارضة. وحقًا، لا يمكن إجراء الحوار حين يكون هناك عدد كبير من اللاعبين الرئيسيين من المعارضة في السجن.

روسيا اليوم : لماذا لم تحظَ الأزمة في البحرين بتغطية ضخمة في وسائل الإعلام الغربية؟

بيل ماركزاك : إن قضية البحرين لم تحظ بتغطية في القنوات الإخبارية الأخرى. وأعتقد أن هناك الكثير من السياسة حول هذه القضية. فضلاً عن أنه من الصعب العثور على زاوية جيدة في هذا الشأن. ومع احترامي لوسائل الإعلام الغربية، الـ سي إن إن و الـ بي بي سي .. وغيرهما إنهم يقومون ببعض التغطية، ولكن لا يوجد حقاً ما يثير اهتمامهم بشكل فعلي للقيام بتغطية، خاصة إذا قارنّا موقف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مع الواقع على الأرض .


30 تشرين الثاني/نوفمبر 2013
النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus