جناح 63 .. غموض العسكر والموت

2011-06-30 - 7:49 ص




جناح63: الداخل اليه مفقود، والخارج منه مولود!




مرآة البحرين (خاص): بعد ١٦ مارس تحول جناح ٦٣ بالطابق السادس بمستشفى السلمانية إلى مكان يلفه الغموض والرعب. قيل إن عن عدداً من الجرحى والموتى سريرياً احتجزوا فيه منذ أحداث فبراير الماضي، وذلك بعد سيطرة قوى الأمن على المستشفى، وأنه قد تم نقلهم إليه من المستشفيات والمراكز الصحية المختلفة. وقيل أن الجرحى المحتجزين فيه يتعرضون للتعذيب والتنكيل، وفي ساعات الليل خصوصاً. صار جناح ٦٣ مكاناً ممنوعاً من زيارات الأهالي، ومحلاً لزيارات العساكر. لا أحد يعرف ما يدور داخل هذا الجناح وكم عدد المرضى المحتجزين فيه وما حالاتهم ولا شيئ عن سجلاتهم التي اختفت. خاصة مع وجود عدد من حالات الإختفاء مجهولة المصير منذ بداية الأحداث. الداخل في هذا الجناح مفقود ومغيب عن الخارج. والخارج منه إما للمعتقل وإما للقبر.  



• الحاج أبو دريس..
الحاج الستيني سلمان أبو إدريس، أحد الذين أُدخلوا جناح ٦٣ بمستشفى السلمانية، لتنقطع بعدها أخباره عن أهله، ولا يغادره إلا إلى القبر. ما حكايته؟
تفاصيل غامضة ترتبط بوفاة المواطن سلمان أبو إدريس فجر يوم الجمعة الموافق 3 يونيو الجاري. تاركاً زوجته الممرضة وبنات ثلاث وولدين. وزارة الداخلية ومصدر مسئول بوزارة الصحة، أعلنوا بأن وفاة أبوإدريس فجر كانت طبيعية.  وأشاروا إلى أنه قد قام  بزيارة لمركز النعيم الصحي بتاريخ 16 مارس، حيث أتضح أنه يعاني من ألم في البطن وارتفاع في السكر مما تطلب تحويله إلى مستشفى السلمانية بواسطة سيارةإسعاف، وتم إدخاله إلى المستشفى منذ ذلك الوقت وحتى تاريخ الوفاة بسكتة قلبية.  
 هذا ما أوردته الرواية الرسمية، لكن رواية أخرى تروى عن طريق مقربين، بأنه كان في سيارته حين تم توقيفه من قبل المخابرات والأمن فجر يوم١٦ مارس ٢٠١١  في منطقة سكنه بالقفول، ثم بدؤوا يستجوبونه، قبل أن يتم إنزاله من السيارة وأخذ هاتفه ومحفظته وسيارته. قاموا بعدها بضربه بوحشية بأرجلهم واسلحتهم، ثم حمله في جيب شرطة والقائه في منطقة دوار اللولؤة.

   
تشييع الشهيد سلمان أبو ادريس
وحسب ما يروي بعض المقربين أنه تم نقله إلى مركز النعيم من قبل مجموعة من الشباب، وأنه تحدث إلى أهله عن طريق الهاتف وأخبرهم بما تعرض له. وأن نزيفاً داخلياً في المثانة قد أصابه جراء ما تعرض له من ضرب بالإضافة إلى انفجار الطحال وتضرر في الرئة. تم نقله على إثرها لمستشفى السلمانية ( قسم العناية المركزة). وهناك أجريت له عمليات لوقف النزيف الداخلى، ووضعت عليه أجهزة التنفس، وأصبح تحت التخدير شهرين كاملين. وطوال هذه المدة لم يستطع أبودريس التنفس من دون هذه الأجهزة. قوات الأمن لم تسمح لأهله بزيارته طوال هذه المدة.

بعد شهرين تمكن أبودريس من التنفس طبيعيا. نقل إلى جناح ٦٣. ومنع من الالتقاء بأهله الذين يأتون للسؤال عنه وكان يجيبهم البعض باستهزاء أنه سيخرج منه للمعتقل. لا أحد يعرف شيئ عما تعرض له أبودريس في هذا المكان. لكن بعد وفاته وأثناء تغسيل جثمانه للدفن، وجدت آثار ضربات في جسده، واحمرار شديد حول رقبته مايشي بتعرضه للخنق.  

إحدى قريبات الحاج تقول: "لم نكن نعلم بوفاته، لم يتم إخبارنا من قِبل المستشفى، الخبر سمعناه عبر الانترنت، سربه أحدهم، بعدها مُنعنا من التجمع هناك للتأكد من صحة الخبر، ولم يسمح سوى لواحد فقط بالدخول"، وتضيف "تم تهديد أقاربه من أية هتافات تطلق ومنعوا من الخروج من باب المأتم في يوم كسر الفاتحة".

يذكر أن أبو إدريس تعرض للاعتداء اثناء مرور سيارته بمنطقة القفول من قبل قوات النظام ومن ثم رموه في الدوار إلى أن نقل إلى مستشفى السلمانية، ومصادر أخرى تفيد بأنه تعرض لضرب وحشي أصيب إثره بكسر في الجمجمة نتيجة طلق مطاطي من ثم نقل إلى العناية الفائقة بمستشفى السلمانية ولم تجد محاولات ذويه للاستدلال عن مكان تواجده والإطمئنان عليه لغاية استلامهم جثته؛ بينما تؤكد بأن الحاج سلمان كان من ضمن ثمانية أشخاص أصيبوا بإصابات حرجة جراء اعتداء قوات درع الجزيرة وقد نقلوا إلى جهة مجهولة إلى أن ورد نبأ استشهاد الحاج بو إدريس في الوقت الذي يُجهل فيه مصير بقية المختطفين.




•    الشاب حميد..
الشاب حميد ربيع.. هل تم إخفاؤه في جناح ٦٣ أيضاً؟
حميدربيع شاب عشريني كان في تاريخ 15 مارس يحاول ان ينقذ احد المصابين من كبارالسن، سقط في هجوم قوات الامن (بثياب مدنية) على منطقة النويدرات. لكن لم يرق ذلك لرجل الأمن فأطلق عدة زخات من رصاص الشوزن على حميد. اصيب بعشرات الشظايا. توزعت على مناطق في رقبته الى اسفل ظهره. نقل الى مستشفى كانو الصحي لقربه من النويدرات، إلا أن المستشفى لم يكن مجهزاً لاستقبال هذا الكم الكبير من الجرحى، فتم تحويله بالاسعاف الى مستشفى السلمانية. وعلى الرغم من الألم الكبير الذي انتابه في الاصابة، إلا انه كان واعياً ويتحدث ولم يغمى عليه، كان هذا حد علم اهله بتاريخ يوم الاصابة عندما زاروه في المستشفى.


 
حميد الى جناح 63... الداخل اليه مفقود!
اختفى حميد يوم الهجوم على مستشفى السلمانية في عملية اطلق عليها (تطهير السلمانية). لم يعرف عنه شيء، لا وجود له لا في مستشفى العسكري ولا في سجلات السلمانية ولا في مراكز الشرطة. ابوه الهرم يجهد نفسه في البحث عنه، ولكن دونما فائدة. هل هو مخفي في جناح الرعب ٦٣ ؟ لا أحد متأكد. لا أحد يعرف.

في بداية يونيو تلقى أهله اتصالا من بعض الحقوقيين أنه موجود في مستشفى السلمانية، ذهب الاب الهرم مسرعا لرؤية ابنه. استوقفه ضابط شرطة وسأله: "كيف علمت انه هنا؟". صمت الأب. أجابت ابنته أن بعض الحقوقيين أخبروهم. غضب الضابط وأراد أن يضرب الأب وهو يصرخ: "انا اكلم رجال انت تكلم". ساله ماذا به فقال له أصيب بالشوزن. رد الضابط: "ارحل والله سيشفيه اذا كان مسلماً".  رد الأب: "هل اخرجتمونا من ملة الاسلام ايضاً؟" أجاب الضابط: " كل من يخرج في المظاهرات يهود وغير مسلمين". ثم أمره بالمغادرة قبل أن يطلق عليه الكلاب البوليسية.

لا يزال حميد مجهول المصير والمكان، معلومات مسربة بأنه في غيبوبة الآن، وأنه بعد اختطافه تعرض للضرب على رأسه، وتعليقه حتى تكتل الدم في راسه، وأن عمليات أجريت له في الرأس إثرها، وهو الآن معلق بين الحياة والموت والحياة.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus