رودجر شاناهان: البحرين: رعاية الحوار الخطأ

2013-12-07 - 10:32 ص

رودجر شاناهان، موقع ذا إنتربريتر

ترجمة: مرآة البحرين

أعود الآن من زيارة إلى لبنان والبحرين، حيث تحدثت إلى المكوّنات المختلفة من الطائفة الشيعية في كلا البلدين.

المشاكل الطائفية في لبنان كانت دائمًا متعددة الأوجه ومعقدة بسبب قرون من التدخل الأجنبي، مما يجعل حلها مستحيلاً تقريبًا. ولكن في البحرين هذه المشاكل واضحة، الأمر الذي يجعل من غياب الحل أمرًا محبطًا.

بعد أيام قليلة، سيُعقَد حوار المنامة الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، المَمول من الحكومة البحرينية، في العاصمة البحرينية. وكما أن وقائع المؤتمر ستكون شبه علنية، فإن هذا الحدث الذي يستمر لثلاثة أيام سيقدم فرصة للشخصيات الإقليمية والدولية البارزة للاجتماع في لقاءات خاصة والتحدث عن التغييرات الهائلة التي تشهدها المنطقة.

ولكن في الوقت الذي يستمتع فيه زعماء العالم بضيافة العائلة المالكة في البحرين، فإن الحوار السياسي المحلي يبقى في حاجة إلى الدعم المستمر. وفي حين يبدو هذا مسألة ثانوية نظرًا إلى حجم المشاكل في المنطقة، فإن عدم قدرة الحكومة البحرينية على القيام بالإصلاح لا يبشر بالخير بالنسبة للمجتمعات الأكثر تعقيدًا.

الانقسام في البحرين هو انقسام طائفي بسيط، والحل بسيط نسبيًا. ولكنه يتطلب الالتزام بالإصلاح الذي يفتقر إليه المتشددون في العائلة الحاكمة.

الأحزاب الشيعية المعارضة في البحرين هي في موقف لا تحسد عليه فهي وضعت منهجًا رزيناً للإصلاح، والسبب يرجع إلى حد كبير إلى عدم وجود خيار آخر لديهم. في الوقت الذي تتلقى فيه الحكومة البحرينية الدعم المالي من حلفائها السنة في الخليج، فإن المعارضة الشيعية مضطربة من تلقي حتى الدعم المعنوي من إيران أو العراق خشية اتهامها بأنها دمية في يد المصالح الأجنبية. الطبيعة المتواضعة للمؤسسات والمباني الدينية الشيعية التي رأيتها هي الدليل على ذلك.

التحدي الآخر لشيعة البحرين هو من الداخل.

ففي محضر عالم متواصل، فإن الشباب الشيعي البارع إعلاميًا في البحرين غير مستعد ليكون رزيناً مثل أحزاب المعارضة.

ففي حين ترى أحزاب المعارضة أن القدرة على الحفاظ على النظام العام وسط الطائفة عنصر أساسي لاستراتيجيتها السياسية، فإن الشباب يبدو لا مركزيا ولكنه متواصل. هذا يسمح للشباب بالالتحام للقيام بمظاهرة، ولكنه لا يسمح لهم بتنظيم أنفسهم سياسيًا. وهو تحد للمعارضة السياسية الشيعية لإبقائهم في كنفها.

والخطر هو أنه كلما أخفق الحوار الوطني في الوصول إلى أي إصلاح هادف، كلما كان من المرجح أن يصبح الشباب أكثر تطرفًا. الشباب البحريني السني يقاتل حاليًا في سوريا بأعداد قليلة، ويُقال أن بعض الشباب الشيعي قد يكون هناك أيضاً.

من الجيد الاعتقاد أنه وكما أنني سأحضر جلسة يوم الأحد في فندق ريتز كارلتون تحت عنوان "الطائفية في السياسة"، فإن أيًا من الوفد الاسترالي الذي سيحضر حوار المنامة قد يغتنم أيضًا الفرصة للقيام بجولة قصيرة في بعض الضواحي الشيعية والتحدث إلى المعارضة، أو إشراك المسؤولين الحكوميين حول غياب الإصلاح. وإلا فإن الشخصيات الإقليمية والدولية البارزة سوف تستمر في رؤية الطائفية كمفهوم يقتصر على فئة معينة، بدلًا من كونه واقعاً معاشاً.

4 كانون الأول/ديسمبر 2013
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus