إرنستو لوندونو: هيجل يزور العسكريين الأمريكيين في البحرين ويتعهد باستمرار الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة

2013-12-10 - 11:34 ص

إرنستو لوندونو، واشنطن بوست

ترجمة: مرآة البحرين

المنامة، البحرين - يوم الجمعة تعهد وزير الحرب الأمريكي تشاك هيجل في خطاب وجهه إلى البحارة الأمريكيين على ظهر "يو إس إس بونس"، أن الولايات المتحدة ستُبقي على وجود عسكري قوي في الخليج  وأنها ستبني علاقات أقوى مع الدول العربية في المنطقة، حتى في الوقت الذي تسعى فيه للمفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي.

ومن المرجح أن يشكل لقاء هيجل مع جنود هذه القاعدة العسكرية، وهي جزء من الأسطول الامريكي الخامس في البحرين، أسهل مواجهة لوزير الحرب خلال رحلته التي تستغرق ثلاثة أيام الى هذه المملكة الخليجية الصغيرة.

وباعتباره أول وزير في مجلس الوزراء الأمريكي يزور البحرين منذ ربيع عام 2011، عندما هزت الثورات الشعبية العالم العربي، خاض هيجل في منطقة تواجه فيها الولايات المتحدة موجة من الانتقادات. الناشطون المؤيدون للديمقراطية في البحرين يتهمون واشنطن بعدم فعل ما يكفي لكبح حملة القمع التي شنتها المملكة على المعارضين من الأغلبية الشيعية في البلاد لأنها تريد الحفاظ على تحالف استراتيجي.

وفي الوقت نفسه، الملوك السّنة في الخليج غاضبون من محادثات واشنطن مع إيران، البلد الذي يعتبرونه تهديدًا وجوديًا لهم. فاتفاق مؤقت لستة أشهر مع طهران بشأن برنامجها النووي، واحتمال التوصل الى اتفاق دائم، قد وتّر العلاقات التي أُرهِقَت نتيجة الدعم القوي الذي قدمته بعض الدول السنية للمتمردين في سورية والذين لديهم علاقات مع تنظيم القاعدة.

لقد بدا هيجل أكثر اهتمامًا بتهدئة الملوك من تهدئة المحتجين.

وصرّح هيجل للقوات الموجودة في السفينة، وهي واحدة من عدة سفن ترسو في البحرين: "أؤكد لشركائنا أننا لن نذهب إلى أي مكان". وقال إن المسؤولين الأمريكيين كانوا "واضحي الرؤية" حول دقة التفاوض مع إيران، والتزامهم بالحفاظ على بنية ردع عسكري قوي في منطقة وصفها بأنها "خطيرة وقابلة للاشتعال وغير مستقرة."

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية إن هيجل ينوي استغلال زيارته الى البحرين - حيث سيحضر اجتماعاً سنوياً لوزراء الدفاع معروف باسم حوار المنامة - لمواجهة الفكرة التي تقول إن أزمة الميزانية الأمريكية والتركيز المتجدد على القارة الآسيوية قد جعلا منها حليفاً لا يمكن الاعتماد عليه في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع طلب عدم الكشف عن اسمه إن خطاب هيجل كان يهدف الى التأكيد أن الولايات المتحدة تحتفظ ببصمة عسكرية"ساحقة" في المنطقة، وقال المسؤول إن هدف البنتاغون هو احتواء ما أسماه " أساطير التراجع الأميركي ." وكان هيجل يعتزم أيضًا الإشارة إلى إيران بأن الولايات المتحدة لن تقلل من دفاعاتها وهي تعمل من أجل تحقيق تقدم جذري دبلوماسياً.

وقال وزير الدفاع الامريكي، وفقاً لمسودة قدمها مسؤولون أمريكيون، "لدينا أرض وهواء ووجود بحري لأكثر من 35 ألف عسكري داخل الخليج وحوله، وفي المستقبل، سوف تركز وزارة الدفاع على بناء قدرات شركائنا بهدف استكمال وجودنا العسكري القوي في المنطقة."

خطاب هيجل قدم خلاصة مفصلة حول القدرات العسكرية الأميركية وميزاتها في المنطقة. وأشار إلى أن الجيش الأمريكي قد أبقى على أكثر من 10 آلاف جندي في المنطقة بعد انسحابه من العراق عام 2011، وأن هناك 40 سفينة في المنطقة وأن الولايات المتحدة في خضم بناء مشروع بقيمة 580 مليون دولار لتوسيع الأسطول الخامس، الذي يشتمل على ما يقارب 6 ألاف عسكري.

لم يلتق هيجل مع أعضاء من المعارضة، وكان من المتوقع أن يتضمن خطابه كلمة موجزة تشير الى أن الولايات المتحدة تواصل دعمها للإصلاح السياسي في منطقة تهيمن عليها أنظمة استبدادية. وتضاءل تركيز واشنطن على الديمقراطية منذ العام الماضي. وقد حاول مسؤولون أمريكيون في العام الماضي إجبار البحرين على القيام بإصلاح قواتها الأمنية والقضائية بعد حملة قمع وحشية شنّتها على المتظاهرين والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين حوكموا بسبب علاجهم للمتظاهرين الجرحى.

وقال مسؤول أمريكي كبير سابق منخرط في سياسة البحرين بأن المسؤولين الأمركيين بعد حملة القمع عام 2011 قد ضغطوا على الحكومة البحرينية وذلك "باستخدام المبيعات العسكرية كوسيلة ضغط."

وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لوصف ما آلت اليه سياسة الفشل المتبعة: "لكنهم ابتعدوا كثيرًا عن الالتزامات التي قطعوها على أنفسهم لجعل مجتمع البحرين أكثر شمولًا، ولإصلاح ممارسات الشرطة وملاحقة المعتدين من رجالات الدولة"، "ونتيجة لذلك اليوم، فإن حالة حقوق الإنسان هناك مستمرة في التدهور."

لا تزال الاحتجاجات في البحرين مألوفة، والكثير منها تصل الى اشتباكات مع قوات الأمن. خليل المرزوق، أحد كبار قادة المعارضة الذي اعتُقِل في أيلول/سبتمبر بتهمة التحريض على العنف من خلال نشاطه، قال في مقابلة له إن الحكومة مستمرة في اتخاذ اجراءات صارمة ضد المعارضة مع حصانة. وقال إن الولايات المتحدة قد رصدت ذلك، وتتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان، ولكن خطابها لم يتطابق مع أفعال حقيقية.

وقال المرزوق، وهو عضو بارز في الوفاق، ومُنِع من السفر إلى الخارج بانتظار محاكمته، إنه "يتعين على الولايات المتحدة أن تبني علاقة مع الناس وليس فقط مع النخبة الحاكمة"، "يجب أن يكون هناك رسالة واضحة من الأميركيين إلى القيادة هنا بأنه يجب عليهم الانتقال إلى مجتمع ونظام أكثر شمولية."

يوم الجمعة التقى هيجل مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة وناقشا "أهمية الشمولية السياسية لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل"، وفقا لقراءات أمريكية للقاء.

7 كانون الأول/ديسمبر 2013
النص الاصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus