تروي كارتر: مملكة الخوف

2013-12-12 - 12:20 م

تروي كارتر، مدونة تروي كارتر
ترجمة: مرآة البحرين


الولايات المتحدة تحمي مملكة البحرين لأنها غير قادرة على حماية نفسها، ونتجت هذه الحقيقة عن التمييز العنصري الطائفي لا عن عدد سكانها الصغير. وكون البحرين مملكة، فإن واحداً من الآثار الجانبية المؤسفة هو الخوف غير الطبيعي من ضباط الجيش، فصفوف قوات الأمن البحرينية ممتلئة بالمهاجرين بأمر من الأسرة الحاكمة. لكن في هذه الأيام، كل شيء تقريبًا يخيف عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين بما في ذلك طلاب الدراسات العليا. من بين الممالك الاخرى (البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن والمغرب)، البحرين هي الأقل استقرارًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض عائدات النفط وغياب ائتلاف مساند يتكون من شريحة واسعة من السكان وربما إدارة غير كفوءة وأسرة جشعة.

لم أتفاجأ حقًا عندما مُنِعت من دخول البحرين يوم الجمعة الماضي. فقد قال لي أحد الناصحين بأن هذا قد يحصل وبأنهم قد يمنعوني من دخول البلاد مُستشهدًا بالدكتورة ايمي أوستن هولمز من الجامعة الأمريكية في القاهرة، والتي تم طردها في فصل الربيع. بعد هبوط الطائرة تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة دخول، تحمل ملحوظة سائح/زائر (لا يعمل أو يدرس). سألني أحد موظفي دائرة االهجرة الذي كان يجلس في غرفة عادية عما إذا كنت قد زرت البحرين من قبل. أجبته بالنفي سألني من أعرف في البلاد. كنت قد التقيت فقط بطالب بحريني في بيروت قبل أشهر ولكن لم سمعت أخباره منذ وقت طويل. وعندما لم أتمكن من إعطائه رقم هاتف هذا الصديق، والذي لم يكن بحوزتي حقا، تم إرسالي إلى موظف ثان.

لفتت انتباهي النظرات الخاطفة لرجال الشرطة الذين كانوا يتجادلون حول الأسماء التي يجب إضافتها الى إسمي للبحث في جوجل. لا أعرف ما الذي أقنعهم بأني كنت أشكّل مشكلة، ولكني أظن بأنه عملي السابق كصحفي. وعندما سُئِلت عن عملي، قلت أنني كنت طالبًا في الجامعة الأميركية في بيروت، وقدمت له بطاقتي الجامعية. وبعد أن قلت للموظف بأني أدرس العلوم السياسية، بدا أكثر تشكيكًا. وبينما كنت أنتظر كتبت بعض الرسائل القصيرة إلى زميل لي في بيروت قبل أن تشارف بطارية جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي على الانتهاء.

بعد بضع ساعات من الجلوس في المكتب، طلبوا مني الصعود إلى محطة المغادرة. اشتريت ماك كبير (من ماكدونالد) بقيمة 8 دولارات وأكلت بسرعة، على أمل أن يوافقوا على تأشيرتي وأن يرسلوا التحديثات إلى بيروت. ولكني انتظرت أربع ساعات أخرى، قبل أن يتخذ أحد المسؤولين قرارًا (عبر الهاتف) يفيد بأني أشكل تهديدًا أمنيًا - تم رفض التأشيرة. سألت ماذا يعني ذلك. جاءني الجواب: "هذا يعني أنك تشكل تهديدًا أمنيًا". سألت: "لماذا أشكل تهديدًا أمنيًا؟ -"لأنك كذلك"، -"هل قمتم بفحص الأمتعة ؟" إنهم لم يفحصوا حقيبتي حتى. ولم يطلبوا رؤية جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي، وهاتفي المحمول بقي معي طوال الوقت. وبعد انتظار دام لأكثر من تسع ساعات، تم وضعي على متن طائرة عائدًا إلى بيروت وانضممت إلى قائمة متزايدة بأسماء الذين مُنِعوا من دخول البحرين.

10 كانون الأول \ ديسمبر 2013 

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus