«العكري» يسرد تاريخ «النعيمي» النضالي... ويؤكد إصراره على وحدة المعارضة

2013-12-16 - 11:14 ص

مرآة البحرين (خاص): أكد عضو المرصد البحريني لحقوق الإنسان عبد النبي العكري أن المناضل البحريني عبدالرحمن النعيمي لعب أدوارا وطنية وقومية تداخلت بشكل كبير، موضحا " ومنذ أن التحق بحركة القوميين العرب وهو على مقاعد الدراسة بالجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1962م حتى وفاته في سبتمبر 2011، وهذه الأدوار متداخلة ".

ولفت العكري خلال المنتدى الفكري للمناضل عبدالرحمن النعيمي الذي أقيم ببيروت أمس الأحد 15 ديسمبر/ كانون الأول إلى تشكيل النعيمي تنظيم الطلبة البحرينيين في حركة القوميين العرب في بيروت، مشددا على مواكبة الرابطة البحرينية لانتفاضة 1965 المجيدة، "حيث كرس جهوده ومعارفه للقاء الشخصيات السياسية اللبنانية وإجراء مقابلات صحفية، وإرسال البرقيات للزعماء العرب".

وقال إن عمل النعيمي بعد تخرجه من الجامعة الأميركية كمهندس كهربائي 1966 عمل كمهندس في محطة أم الحصم الرئيسية لتوليد الكهرباء إلى جانب المهندس جميل العلوي وكانا المهندسين البحرينيين الوحيدين ولاقينا العنت من قبل مدير المحطة المهندس الإنجليزي. وكان ذلك مدخلاً للصراع الوطني والطبقي في المحطة.

وعن إسهامات النعيمي قال العكري الذي رافقه في مختلف مراحل نضاله قال "بإبعاد أبو أمل من أبوظبي إلى بيروت في أوائل 1970م فقد بدأت مرحلة جديدة وهي المنفى والتي امتدت حتى فبراير 2001م، وبعد تحويل تنظيمات حركة القوميين العرب في الخليج العربي إلى الحركة الثورية والشعبية في عمان والخليج وتبني الاشتراكية العلمية، انتخب في عضوية المكتب السياسي ومسؤولاً تنظيمياً.

وفي مايو 1970 جرى تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية لتحرير عمان والخليج العربي من الحركة الثورية، بحسب العكري، وتنظيم طلبة الخليج، ومناضلين من جبهة تحرير عمان. وآخرين مستقلين وكان حينها منغمساً في الشأن الخليجي، وخصوصاً التحضير لتفجير الثورة في عمان الشمال والذي أجهضت في مرحلها الأولى، وترتب على ذلك معالجة تبعاتها الخطيرة.

وتابع "في يوليو 1974م عقدت الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج مؤتمرها الثاني في الحوطة بلجج باليمن الديمقراطية، حيث ترتب عليه الاستقلال التنظيمي لمكونات الجبهة إقليميا. وهكذا انبثقت عنه الجبهة الشعبية لتحرير عمان، مباشرة والجبهة الشعبية في البحرين لاحقاً في نوفمبر 1974م اثر اجتماع موسع لكوادر الجبهة في الخارج في دمشق في بيت أبو أمل (النعيمي) بالذات.

وأضاف "ومنذ ذلك الحين فإن أبو أمل بقي الأمين العام للتنظيم والممسك لخيوط العلاقة مع التنظيم في الداخل، والعلاقة ما بين الخارج والداخل حيث كان بيته مقر الاجتماعات والدورات الحزبية وفيه تجهز طرود الحلويات الشامية الملغمة بالرسائل المشفرة. وفي بيته كانت تعد النشرة الشهرية 5 مارس، والتقارير والتعميمات الحزبية، ويستضيف العناصر القادمة من البحرين أو المنفى".

وتابع "عمل لتوحيد الصف الوطني بغض النظر عن الانتماء الأيدلوجي. كان هذا دأبه في داخل البحرين وخارجها. نذكر هنا جهوده أثر حل المجلس الوطني في أغسطس/ آب لتوحيد موقف منظمات المعارضة الثلاث (الشعبية والتحرير والبعث) وصدور البيان المشترك والذي كان في المفترض أن يكون بداية تحرك منسق للمعارضة لكن ذلك تعثر".

وأضاف "وبعد أن تواجدت كوادر التنظيمين، الشعبية والتحرير في كل من دمشق وبيروت، فقد حرص على اللقاءات المشتركة لتنسيق المواقف والوفود المشتركة التي تكللت بصدور الوثيقة المشتركة في 1981 وشكلت الأساس للتنسيق والذي توج بقيام لجنة التنسيق المشتركة للجبهتين في عام 1984 للعمل المشترك".

وساهمت جهود الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في العراق في استضافة مؤتمر الاتحاد في بغداد في عام 1978 والتقارب مع البعث، وقال العكري "نذكر جهود فيصل شهاب في فتح مكتب للجبهة الشعبية في البحرين إلى جانب جبهة التحرير الوطني البحريني في بغداد منذ 1977 حتى 1988، حيث أدى الخلاف حول الثورة الإيرانية إلى إغلاق المكتبين وطرد الطلبة المحسوبين على الشعبية والتحرير من العراق واعتقال قياديين من جبهة التحرير".

وقال العكري إن دخول الإسلاميين الشيعة ساحة العمل السياسي إثر انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية في فبراير 1979 ومواقفهم المتشنجة ضد اليسار، إلا أن "أبو أمل عمد إلى مد الجسور والتقارب خصوصاً مع الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين حيث تطور إلى علاقات تنسيقية بين التنظيمات الثلاثة الشعبية والتحرير والإسلامية وفي مرحلة التسعينات فقد اهتم بالعلاقة مع حركة أحرار البحرين".

كما تطرق العكري إلى عودة النعيمي إلى البحرين بعد حركة الانفتاح السياسي، ودوره في الحفاظ على مستوى جيد من التنسيق بين مختلف فصائل المعارضة، مشيرا إلى أن هذا المستوى من التنسيق والعلاقات بين القوى المعارضة نجح في تخطي اختبار انتفاضة 14 فبراير/ شباط 2011.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus