منظمة العفو الدولية: البحرين: الثمن الباهظ لقول الحقيقة

2013-12-19 - 1:12 م

موقع منظمة العفو الدولية

ترجمة: مرآة البحرين

بعد فترة وجيزة من بدء الانتفاضة الشعبية في البحرين عام 2011، ألقي القبض على 13 زعيمًا معارضًا.  جريمتهم كانت التعبير عن آرائهم سلميًا: المطالبة بالديمقراطية ووضع حد للفساد ومعارضة النظام الملكي.

وبعد محاكمة جائرة حُكم على الرجال ما بين السجن لخمس سنوات والمؤبد. ويقول بعضهم أنهم تعرضوا للتعذيب  وجميعهم سجناء رأي. تروي فريدة غلام، زوجة الزعيم المعارض المسجون إبراهيم شريف قصتهم لمنظمة العفو الدولية.

منظمة العفو الدولية: من فضلك أخبرينا قليلًا عن نفسك، وعن إبراهيم وعلاقته مع السجناء الآخرين؟

فريدة غلام: إبراهيم هو شخصية سياسية بارزة -  كان أمينًا عامًا لجمعية العمل الوطني الديمقراطي العلمانية في البحرين – جمعية وعد – منذ عام 2007. تزوجنا قبل 28 عامًا. لقد كنت ناشطة في مجال حقوق المرأة مذ كان عمري 17 عامًا حيث كنت أول رئيسة لمنظمة تُعنى بحقوق المرأة في البحرين. أنا حاليًا رئيسة مكتب جمعية العمل الوطني الخاص بالمرأة وأعمل بصفة أخصائية تقييم في وزارة التربية والتعليم في البحرين.

إبراهيم ( صاحب الصورة أعلاه عن اليمين مع عبد الهادي الخواجة ) هو شخص جريء أصبح يشكل تهديدًا للحكومة. إذا كنت في المعارضة وتقول الحقيقة التي يخاف الناس التحدث عنها علنًا– الأراضي المسروقة  والميزانيات السرية – فإنك سوف تصبح هدفًا .

لقد انحدر إبراهيم وآخرون من مدارس فكرية مختلفة، ولكنهم جميعهم معارضون. بعد تاريخ 14 شباط/فبراير 2011 (عندما بدأت الانتفاضة الشعبية في البحرين )، تجمّع الناس في دوار اللؤلؤة (في العاصمة، المنامة)، وألقى إبراهيم وآخرون الخطب في كل ليلة. أرادت الحكومة أن تضعهم جميعهم في سلة واحدة واتهمتهم بمحاولة إسقاط النظام.

منظمة العفو الدولية: ما الذي حدث عندما تم احتجازهم؟

فريدة غلام: أُلقِيَ القبض على إبراهيم في17 آذار/مارس 2011 ( وألقي القبض على الـ 13 الآخرين بين ذلك اليوم ويوم 9 نيسان/أبريل 2011 ). عند الثانية فجرًا، جاء حوالي 30-40 حارسًا وطرقوا الباب بقوة. وجّه أحدهم مسدسه على رأس إبراهيم. كان إبراهيم هادئًا جدًا – قال لهم أنه ليس بحاجة لاستخدام السلاح وأنه سيذهب معهم طواعيةً. أخذوه، وعندما سألتهم أين يمكنني التواصل معه فيه ضحكوا عليّ. كانت لحظة صعبة للغاية.

في تلك الليلة، تم تجريد إبراهيم والآخرين من ملابسهم ووُضعوا في الحبس الانفرادي. قام فريق من الجلادين بضربهم لمدة ساعة تقريبًا، ثلاث مرات في اليوم. ألقوا المياه الباردة على فراش إبراهيم ورفعوا حرارة المكيف بحيث لا يستطيع النوم. بعد شهرين توقف التعذيب بسبب الاهتمام الدولي. والآن يعاني الرجال من الآلام والأمراض وآثار التعذيب، وأكثرهم لم يُعطَ أيّ علاج طبي.

منظمة العفو الدولية: ماذا حدث أثناء وبعد محاكمتهم؟

فريدة غلام: لقد واجهوا محاكمة لمدة 21 شهرًا ولم يكن هناك أي وسائل يدافعون بها عن أنفسهم. حُكِم على البعض بالسجن المؤبد (حسن مشيمع، عبد الوهاب حسين، عبد الهادي الخواجة، الدكتور عبد الجليل السنكيس، محمد حبيب المقداد، وعبد الجليل المقداد، وسعيد ميرزا النوري) وعلى البعض الآخر بالسجن لمدة 15 عامًا ( محمد حسن جواد، محمد علي رضا إسماعيل، وعبد الله المحروس، وعبد الهادي عبد الله حسن المخوضر). أما زوجي ورجل آخر (صلاح عبد الله حبيل الخواجة ) فقد حُكِم عليهما بالسجن لمدة خمس سنوات. كان مدهشًا وغريبًا ما قالته محكمة استئناف مدنية في نيسان/ أبريل 2012 أن ما حدث في المحكمة العسكرية كان غير صحيح، وأنه يجب أن كونوا أحرارًا. ولكن المدعي العام قال إنه لن يتغير شيء.

كان شيئًا مدمرًا، خصوصًا بالنسبة لأولئك الذين حُكِم عليهم بالمؤبد. ولكن لأنها قضية سياسية والحكومة تريد أن تنتقم من الشعب، فإن ذلك يجعل المشكلة تبدو صغيرة. عليك أن تكون قويًا من أجل عائلتك وغيرها من الناس.

منظمة العفو الدولية: ما كان أثر سجنهم عليك وعلى العائلات الأخرى؟

فريدة غلام: لقد أصبحت أكثر جرأة – جميع العائلات تنتهز الفرص للتحدث نيابة عن الرجال. لقد وصلتني عدة رسائل كراهية ورسائل على تويتر – فهم يرسلون لي صورة مشنقة، قائلين بأنني خائنة. طُردت من وظيفتي لمدة ثلاثة أشهر وتم التحقيق معي. ولكن الأمر يستحق ذلك، لأن قضيتنا قضية عادلة.

النظام هنا يحاول السيطرة على كل المنافذ الاعلامية للمعارضة، بما في ذلك التلفزيون الوطني، ومعظم المجلات. ولكن الجميع يستخدم الآن موقع تويتر بنجاح كبير لنقل رسائلهم. وإذا كان حسابك كبير، فإن وزاراتي الداخلية أو العدل ترد عليك في بعض الأحيان، ولكن باستخدام لغة مهينة، وتتهمك بالكذب. ولكننا نقول الحقيقة ببساطة.

منظمة العفو الدولية: ماذا يعني للرجال الـ 13 أن ترد أسماءهم في حملة " أكتب من أجل الحق 2013 "؟

فريدة غلام: أشكر منظمة العفو لجهودها – لقد أثّرت حقًا على معنويات الرجال من خلال تذكيرهم بأنه لن يتم نسيانهم. كل هؤلاء الناس الذين يكتبون من أجل قضيتهم –  إنها حملة ممتازة! النشاط الدولي له تأثير هائل على النشطاء البحرينيين، فهم يعلمون أن هناك من يسرد قصصهم. في بلدنا كان هناك خطة  لشطب المعارضة ونشر الأكاذيب وتشويه القصة. إنها مهمة جدًا  – لأنها تعطينا المزيد من الثقة والقوة من أجل الاستمرار. تجعلنا سعداء لأن هناك أشخاص يقدرون الحقوق الأساسية ويقفون إلى جانب مبادئهم ويبذلون أوقاتهم وجهودهم لمساعدتنا. إنه التضامن الذي يبعث شعورًا جميلًا في النفس.

منظمة العفو الدولية: ماذا تأملين لمستقبل البحرين؟

فريدة غلام: لدينا خريطة طريق لمستقبل أفضل تسمى وثيقة المنامة. نحن نريد مجتمعًا يتساوى فيه الجميع، حيث يمكن لجميع البحرينيين الحصول على وظيفة إذا كانوا أكفاء لها، بدلاً من التمييز ضد الشيعة وأعضاء المعارضة.

ما زلنا نأمل بأن يقود الضغط الدولي الحكومة البحرينية إلى الاعتراف بأن الانتفاضة كانت نتيجة قضايا سياسية لم تُحَلّ منذ وقت طويل واستمر تجاهلها والسكوت عنها، بدلاً من محاولة السيطرة على كل شيء. لا يمكنك أن تكذب طوال الوقت.

 

16 كانون الأول/ديسمبر 2013

النص الاصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus